القتال في الشرائع السابقة
لقد فرَض الله تعالى القتالَ على بني إسرائيل؛ قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِين * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾ [المائدة: 20 - 26].
فلما قالوا مقولتَهم، ورفَضوا القتال مع نبيِّهم، عُوقِبوا؛ ﴿ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾ [المائدة: 26].
لقد ظل القتال مشروعًا كذلك في بني إسرائيلَ بعد موسى عليه السلام؛ كما جاء في قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَأِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 246].
بَيْدَ أن القتالَ عند اليهود يمثِّلُ الموت والفَناء؛ لأنهم جبناء، وأحرصُ الناس على الحياة، وإذا قاتلوا فإنهم لا يقاتِلون إلا وهم في قُرًى محصَّنة, وخطوط دفاع، أو جُدُر عازلة، وهم دائمًا أهلُ غدر ووقيعة وإثارةٍ للفتن والحروب؛ قال تعالى: ﴿ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [المائدة: 64]، فلم يعُدِ القتالُ عند اليهود قتالَ عَدْل، ولكن حروبهم قتال عدوانٍ، ووسيلةٌ للنَّهب والفساد في الأرض.
ولليهود في حروبهم نظريات خاصة، وأهداف يسعَون إلى تحقيقها، ألا وهي نشر الفساد والانحلال في الأرض، أو تدمير العالَم؛ من أجل إقامة مملكة يهود؛ فقد جاء في الإصحاح الثالث عشر في العهد القديم: (فضربًا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف، وتحرقها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف، وتجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها، وتحرق بالنار المدينة كاملة للرب، فتكون تلاًّ إلى الأبد لا تبنى أبدًا)، وإن واضع (برتوكولات حكماء صهيون) ومؤلفها هو (غنزبرغ) والمعروف باسم (هاعام) هو نفسُه واضع نظرية التجمُّع والاقتحام، ومعناها: (السيف والدم والتدمير)[1]، وجاء في البرتوكول السابع: (ولكن هدفًا كبيرًا من أهدافنا يجب أن نُعنَى بتحقيقِه بصورة خاصة، وهو محوُ جميعِ الطبقات من جميعِ دول العالم دون استثناء، إلا طبقة الصعاليك لا غير، مع بضعة من أصحاب الملايين موجَّهة لخدمة مصالِحنا وجندِنا وشرطتنا)[2].
ولا يتسع المجال الآن لذكر دَور اليهود في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفي فلسطين، وأطماعها التوسُّعية، وامتلاكها لأسلحة الدمار الشامل، ومحاولتها هدم المسجد الأقصى من أجل بناء الهيكل المزعوم!
المصدر: http://www.alukah.net/culture/0/80654/#ixzz4MfhhUSWu