لا لاستقالة الشعوب من الحياة السياسية!!

 

لا أقصد بالاستقالة هنا، الاستقالة السياسية، فلكل حراك سياسي تداعياته وتجاذباته، يفعل بالخصوم السياسيين الأفاعيل، فيدفعون بعضهم البعض إلى الاستقالة والإقالة والتنحي والعزل، وطبعا التصالح مرة أخرى في الكثير من الأحيان، وعقد تحالفات في أثواب جديدة، تجعل الحليم حيرانا، خاصة في الدول المتخلفة ولدى السياسيين الذين لم يؤمنوا يوما بأن ممارسة السياسة خلق كريم أولا وقبل كل شيء!!.

أما ما أقصده بالاستقالة هنا هي استقالة الشعب، فهذا الذي لا أريده أن يتحقق أبدا، مهما كانت قوة صدمة الأحداث، ومهما عظم ظلم المتحكمين وتعنتهم وتجبرهم وتفاخرهم واعتزازهم بالوسائل القوية المختلفة التي يملكون.

وإذا ما اختار أي شعب الاستقالة من السياسة، ومن متابعة قضاياه بنفسه والدفاع عنها، عمّ الخراب وأصبح مشاركا في الجريمة، حتى ولو دُفِعَ دفعا إلى هذا الخيار، ستتجاوزه الأحداث، يعجز عن تحقيق التغيير حتى ولو رغب، وعندها لا حل لمشاكله ولا نهضة له إلاّ بزواله وبمجئ جيل جديد، ذو رغبة وفعالية، طموحا وأكثر صبرا ومقاومة ليحقق نصره على الفاسدين المفسدين الفاشلين.

لو ننظر في تاريخ الحركات الاجتماعية التي ظهرت في السابق، سوف نتأكد من أمر مهم لتحقيق النهضة لأي الشعب، وهو أن الحراك الاجتماعي لابد أن يبقى حيا، مُعاشا كل لحظة وكل دقيقة وكل يوم. فلا يوجد شعب حقق طموحاته وأهدافه وهو مستقيل عن تأدية دوره، فقد لا تنجح حركة اجتماعية في الوصول إلى هدفها لسبب من الأسباب، لكن مواصلة العمل والاستمرارية ضرورية وواجبة، حتى نصل إلى المبتغى، فلا يضيع حق وراءه طالب، وصدق أبو القاسم الشابي يوم قال: إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر.

فيا أيها الشعب، تمسك بالأمل، واجه ودافع عن حقك، لا تستكين ولا تستقيل، فالفجر والفرج قادمان مهما تكالب عليك الماكرون واللاعبون والمتلاعبون. تأكد بأن حقوقك أنت من يأتي بها، وهذا واجبك اليوم، وحق الأجيال اللاحقة عليك، تذكر تضحيات من سبقونا، لنعيش اليوم “أحرارا”، فيا أيها الشعب: لا تستقيل.

المصدر: http://elhiwardz.com/?p=94342

 

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك