الحضارات صدامٌ أم حوار؟ جدليات التطور الدائم

الحضارات صدامٌ أم حوار؟ جدليات التطور الدائم

منى دياب*

هو موضوع شائك ومعقد في ظل عصر العولمة؛ لأَنَّ الصدام والحوار حالتان تشتركان في عناصرهما الأساسيّة في جدليّة يحكمها:

- الوضع الاقتصادي.

- مجاورة المكان (الجغرافية).

- توازن القوى.

- الفكر.

الاقتصاد هو المحرك الأَوَّل للحضارات، ومنه ينبعث الفكر المغيّر، وخير شاهدٍ معاش "روسيا" التي تحولت من القيصرية إلى الشيوعيّة من تأمين البديل للاقتصاد القيصري- الإقطاعي. وكذلك أوروبا بعد أن شعرت بأنها بدأت تضمحل أمام العولمة الأميركيّة, بدأت بالتحرك نحو الاتحاد منذ 1956 يوم أعلنت السوق الأوروبيّة المشتركة، وأيقنت بأنّه لابد من الاستمرار في عملية الاتحاد هذه وبلورتها للصمود في وجه الخطر الغربي حتى ظهور "الاتحاد الأوروبي" و"اليورو" يقول فرنسوا ميتران: "أن أوروبا لا تحتاج إلى عملة موحدة بقدر حاجتها إلى ثقافة موحدة"(1)، وهذا ما يحاول جاك شيراك أن يفعله لتفادي "الصدمة الثقافيّة" المتأتية من هذا الاتحاد، وعلى صفحات نفس المصدر جاء "بأن شيراك كلّف عدداً من الباحثين لدراسة المناهج الفرنسيّة، وشدّ ما كانت دهشته كبيرة عندما عرف بأن الفرنسيين لا يدرسون "دانتي" الإيطالي و"جوته" الألماني و"شكسبير" الإنجليزي بل تعتمد المناهج فقط على الأدباء الفرنسيين "روسو" و"فولتير"...(2).

إذن أوروبا تعي خطر التشرذم الثقافي، فالاتحاد المؤلف من 12 دولة النمسا وسويسرا وفرنسا.. وله لغات مختلفة وأصول وأعراق مختلفة ومتباينة, له هدف وهذه الهالة البراقة لهذه البضائع: وأقرب مثل معاش على ذلك "البيبسي كولا " و"ماك دونالد" و"الجينز" الأمريكي... إلى تسويق شهرة أميركا في التدخل بسياسات العالم الداخليّة وتغيير الحكومات حيثما أرادت ومتى أرادت وخوفاً من الوصول إلى هذه الأخيرة ثم ما يسمى اليوم "بالاتحاد الأوروبي"، ويبقى السؤال هل هذا الاتحاد هو اتحاد حضاري؟ أم اتحاد أمني؟ وهل يمكن لهذه الفسيفساء من الاستمرار في حمل البناء الأوروبي لمواجهة الخطر الأمريكي؟ هل هو ضرورة حتميّة لمواجهة خطر خارجي؟

- الحوار الأوروبي الذي أدى إلى هذا الاتحاد هو خيار حضاري في مواجهة خطر موحّد, وجوده ضرورة ظرفيّة، لذا لم يحدث هذا الائتلاف قبل الآن، وكلنا يعرف بأن أوروبا عبر التاريخ طحنت بعضها مئات المرات لحاجات اقتصاديّة: احتلال سهول لزراعة الحبوب(3) أو تأمين ممرات عسكرية(4) أو تأمين أسواق استهلاكية لمنتجاتها(5)؟ فإذا عدنا بالتاريخ إلى بداية الحركة الإنسانية وظهور الديانة المسيحيّة نرى بأن أوروبا لم تتوحد انتصاراً لفكرة الدين الجديد بقدر ما توحدت في سبيل الاستيلاء على أسواق جديدة في الشرق, فكما أن الوضع الاقتصادي هو الذي وحد أوروبا فإنه هو نفسه، الذي ساق الاستعمار إلى الهند وإلى آسيا؛ فالإنجليز احتلّوا الهند لتأمين أسواق لمنتجاتهم، والاستيلاء على خيرات البلاد من المعادن ومنتوجات الأفاوية، وليس لنشر الدين المسيحي؛ لأنهم أبقوا على الديانة الهندوسيّة المسالمة التي انتصرت عليهم بقيادة "المهاتما غاندي".

كما أن الاتحاد الأوروبي القديم وتحت لواء "الحرية" استمر شمالي أفريقيا لا لينشر الحرية التي يمارسها في بلاده، أو لتخليص البلاد من الهيمنة العثمانية وبتركها تنعم بالحريّة، ولكن ليحل محل الاستعمار القديم بشكل أقوى وأجلف, ويسلب البلاد خيراتها، ويطل منها على البحر الأحمر والبلاد العربية التي طالما حلمت بها أوروبا بعد تقهقرها منها بعد حلول عصر التنوير، وبتغيير مقولة الحملات الصليبية التي نادت بنشر الدين المسيحي بالسيف قبل المحبة, من مقولة دينيّة إلى مقولة حضاريّة باسم المحافظة على حريّات الشعوب, دخل الاستعمار إلى المغرب العربي ليستفيد من أكبر خط فحم حجري في العالم، ولإيجاد أكبر سوق استهلاكي في شمالي أفريقيا، فالعامل الاقتصادي نفسه، هو صدام وحوار, حوار بالنسبة للدول المتجاورة المتوازنة القوى، حين اتحدت لاحتلال أفريقيا، وهو عامل صدام حيث لا توازن قوى (أوروبا – أفريقيا)، فأذعنت أفريقيا للسيطرة الأوروبيّة.

دور الفكر في صدام وحوار الحضارات:

يجب أن نبدأ بطرح سؤال:

1- هل الفكر سبباً في صدام الحضارات؟

أو

2- هل الفكر هو وسيلة لتفادي الصدام ووسيلة الحوار؟

طرح دور الفكر متتالياً بعد الحالة الاقتصادية يستوجب شرحاً بسيطاً مفاده: أن كل طرح اقتصادي لا يتأتى إلا عن طرح فكري، الغاية منه إبراز هشاشة الوضع القائم، والحاجة إلى إلغائه، وآلية هذا الإلغاء ثم التبشير بالحل، لإعادة البناء الجديد الذي يضمن العدالة الاجتماعية(6).

أول فكر طرح لبناء دولة ذات قيمة وعدالة، كان في العالم العربي، وكما تذكر التوارة هو الفكرة المجردة للإله التي طرحها سيدنا إبراهيم u، وكان المقصود منها إزالة عبارة "الشخص" المتمثلة في الأصنام، التي تحتل مركز الصدارة في إخضاع الشعوب التي اعتادت تحمل كل ما يصدر عن أصحاب هذه الرموز باسم الإله، حتى الظلم المنتشر في المجتمع. فجاء إبراهيم u بمقولة لم تكن مطروحة قبلاً، وهي الفصل التام بين ما يعبد والسلطة الإنسانية، وتمثل طرحه بالخير المطلق لله، ومحاسبة الحاكم وهي ظاهرة كانت فريدة حينها، ولأول مرة يطرح في تاريخ الإنسانية مسألة محاسبة الحاكم (تحطيم الأصنام)، هذا الطرح قوّض حضارة ما قبل نزول الوحي كلها، لصالح الفكر الجديد، وزاد من نجاحها أن جعل له محيطين اقتصاديين، أحدها فلسطين المسماة أرض الخير، والثانية الجزيرة العربية وهي مركز تجاري ومربط لرحلتي الشتاء والصيف التي تمر عبر الصحراء، وهي محور الاقتصاد في الجزيرة عبر الفكر تمر الحضارات بجدلية تكوينية بين الطرح والقبول، ويساندها الوضع الاقتصادي، فما استطاع "إبراهيم" نشر دعوته، لو لم يكن من العائلة الحاكمة نفسها، فهو طرف في معادلة القوة والجدلية فقضى على مسارٍ لآخر أفضل منه، بجدلية البقاء للأفضل وباقتناع فكري منطقي بين الجماد الشيء وبين التجريد المطلق لقوة ليس لها حدود (الله)(7).

لعب الفكر دوراً كبيراً في الصدام داخل أوروبا، ولم تذعن كلها للفكر المسيحي إلا بعد حروب طاحنة، فالمسيحية التي أعطت أملاً للشعوب للخلاص من عهود الاستبداد الروماني وبعد استتباب الاستقرار للدين الجديد هي نفسها تحولت قبل عصر النهضة من مقولة المحبة(8) التي نادى بها المسيح u إلى مقولة الحرب الصليبية المستمرة، وإلى سحق الشعب المسيحي نفسه في أوروبا، إذن حتى الدين الجديد خضع لجدلية توازن القوى، فما أن أحست أوروبا بقدرة سيطرتها على مجتمعها، حتى شكلت جيشاً باسم الكنيسة والإله (الجيوش الصليبية) وتوجهت إلى الشرق، بحرب استمرت مائتي سنة، وكانت هذه الحروب فاتحة اقتصادية هامة لإيطاليا في مدينتي جنوى والبندقية بسبب ضرورة استقبالها للألوف المحاربين الصليبيين المتوجهين ببواخر إيطاليا إلى الشرق، وتغير المعطى العلماني للفكر المسيحي من المحبة إلى القتل، لهذا وصمت كل الحضارات بأنها مخضبة بالدم، فلا حضارة واحدة تفلت من هذه الظاهرة.

والصدام هذا استمر باستمرار مصادرة الفكر في أوروبا فلم تزل "أوروبا" بصدام مع الشرق إلى أن حرمت حججها، وبدأت بعض الأصوات ترتفع ضدها فالكنيسة التي انحرف مسارها من التقشف الموروث عن "المسيح" u، إلى الرخاء الفاحش الذي نعم به رجال الدين، الذين صادروا القرار لصالح إقطاع الكنيسة ولمصالحهم، هذه القلة المفكرة أحست بالضعف الذي بدأ يدب في جسد الدولة، فطرحت أفكاراً تحريرية في عصر دبّ الحماس في الشعب فانبثق منهم مفكرين لتسويق فكرة الديمقراطية فسمي "بعصر النهضة" و"التنوير"، وكان تواجده جدلياً مع ضعف الكنيسة ومع ضرورة التغيير في مسار الحضارات الحتمي من القوى إلى الضعف. فالديمقراطية انتظرت 2000 سنة منذ موت سقراط حتى استطاعت أن ترى النور.

كما أن الرخاء في أوروبا كان سبباً للتفرغ لطرح الفكر الجديد، فالحاجة الاقتصادية هي التي دفعتهم إلى الائتلاف لمصلحة الحروب الصليبية، والحملات السبع إِنَّمَا مبعثه الهدف الاقتصادي في تجارتهم عبر الشرق، وأصابت في حربها هذا اكتشاف طريق جديد للهند (ماركو بولو) واستقدامهم صناعة الورق من بلاد العرب(9) لأوروبا، كل هذا ساعد أوروبا في غزوها للشرق وهو نفسه، كان السبب في تسلط الحكم المستند إلى رخاء اقتصادي، فأفرز عدم مساواة اجتماعية وطبقه شغلها الشاغل البحث عن المزيد من المال، هذا الرخاء نفسه، هو السبب في هدم قوة أوروبا لصالح عصر التنوير الذي رفض ظلم هذه الطبقة داخلياً وخارجياً، وبدأ بالإطاحة بأهم دعائم الدين "المسيحي" وتعليق حكم الكنيسة حتى أبقوه داخل اسوارها فقط وطرحوا الفكر الليبرالي لصالح الكثرة وكانت أول بذور الثورة ضد الملكية (ملوك الظل) الذي أفرزتهم الكنيسة(10)، فالحضارة تحمل في بدء تكوينها بذور القوة، وتحمل بذور الضعف والانهيار في كلتا الحالتين الجدلية الاقتصادية وتنشط الأولى لصالح انتصاراتها، وتنشط الضد لصالح انهائها، والتحديد والطروحات الفكرية هي خشبة الخلاص التي لا تعوم إِلاَّ على بحر من القوة البشرية والاقتصادية، هذه الجدلية وكل جدلية هي جدلية تبدأ حوارية، وتطرح لفظياً الخطوط الأساسية للتغيير، ولكن الحضارات المتمثلة بطبقة حاكمة دينية أم مدنية، لا تقبل في الأغلب التخلي عن امتيازاتها، هنا يلعب فارق القوة دوره، وبقدر ما يستطيع كل طرف امتلاك القوة بقدر ما يستطيع السيطرة على امتيازاته، بقدر ما يسأم الشعب الإرهاب السلطوي المسيطر عليه، بقدر ما يأتلف مع الطرح الجديد الذي يرى فيه خلاصاً من الظلم.

حتى السلاح الذي يستعمله الطرح الجديد هو صناعة الحضارة الهرمة، فمن الحجج الهامة التي استند إليها مفكرو "عصر النهضة" هو قتل "جاليليو" الذي قال بكروية الأرض، قتل لمجرد أن رجال الدين لم يستوعبوا نظرية علمية أكبر وأوسع من نطاق تفكيرهم، و"جاليليو" نفسه، نصب قديساً بعد خمسمائة سنة من حرقه حياً(11)، وحجتهم أيضاً في إدانة الكنيسة يوم باعت حمولة أسطول من البواخر من المقاتلين المشاركين في الحملة الصليبية الرابعة عبيداً في سوق النخاسة، وأودع ثمنهم في بناء قصور ليسكن فيها رجال الدين، وبيع صكوك الغفران، هذه الحجج وغيرها هي التي عززت الطرح الجديد لصالح هدم سلطة بائدة صنعت بيدها سلاح قتلها(12). وأنّى بحثت في الحضارات، فإن تحكيم الحوار والحجة وحدهما لم يكن له يوماً دوراً منفرداً فكفة العقل الرابحة هي حيث الربح راجح في موازين القوى، وفي كل أنواع الصدام داخلياً كان أم خارجياً، ويوم يقوى حكم معني بما لا يتناسب مع طروحاته يعمد لإلغائها، فالكنيسة يوم شعرت بأن قوتها أكبر من إرادة الشعب الذي تحكمه، حذفت من ناموس حكمها المحبة والتسامح واستعملت السيف ضد مناهضيها في الداخل والخارج وسطرت تاريخها ببحور من الدم.

فالصدام يأتي من الفكر التحرري المفروض نفسه، فروما جمعت جيوشها بالتربية النفعية، وكانت نظرتهم للتربية واقعية، ورسوا بشعوبهم في عالم المثالية والنظرية اليونانية إلى عالم الفعل خاصة في المؤسسات العسكرية، ونظراً لطبيعة البلاد الضيقة اليابسة، وتفكير القيصر "اوغسطين" المستمر بهذا العدد الكبير من المقاتلين الذي قضّ مضجعه، وبحثه المستمر عن تدبير ما يبعد فيه هذا الجيش عن الاحاطة بملكه، لم ير بداً من زج جيشه بحروب يضمن نجاحها لغزارة المقاتلين(13)، فيضمن سلامته، ويضمن رزقاً جيداً يتأتى من استبعاد شعوب أخرى، وهذه الآلة العسكرية ما أن وصلت إلى الشرق بعد أن أخضعت العالم المتمدن لسلطتها العسكرية حتى ولد السيد "المسيح" u في زاوية منعزلة من هذه الإمبراطورية المترامية الأطراف، فأرسى مبادئ جديدة للأمل والسلام(14)، هذه المبادئ وحدها كانت كفيلة بزعزعة الرخاء المحفوف بالحروب الدائمة، واستبدالها برخاء يعمه السلام، وبجدلية متدرجة (Transandental) من القوة إلى الضعف كان التغيير من الحكم العبثي (الرومان) إلى الحكم الإلهي (العصور الوسطى) إلى الحكم العلمي (عصر النهضة).

في طرح قد يكون هو الأفضل عما سبقه. وهذا لم يلغ بحور الدم التي أريقت في كل عصر من العصور، فالصدام خيار القوة (الرومان – المسيحيين) في عصر قوتهم، والحوار خيارهم يوم لم يعد لديهم حيلة في درء الخطر عنهم. فالعنصر الواحد لا يبني دولة ولا يبقيها، وأي من الشروط الأربعة إذا لم تتوفر كان قيام دولة ما يعني شبيه الدولة، وليست دولة كاملة؛ فالقوة الاقتصادية لازمة أقله لحفظ الداخل فكيف الخارج، والفكر لا يمكن أن ينشأ بعيداً عن التأثر بالوضع القائم، ولا مجال لاستبعاد الآلة العسكرية؛ فبدونها لا تستطيع حضارة أو أمة مهما كانت أن تحمي خيراتها أو مفكريها. فلا بد من تضافر الشروط الأربعة السالفة الذكر.

الحضارات عبر التاريخ لم تخف سببيتها في غزو بعضها البعض، إذ لم يذكر أي من المصادر دوافع وطنية ولا ثقافية ولا دينية كل ما ذكره هو الطمع بخيرات الآخرين أو استضعافاً لهم، وهذا ما يتناقض والصراعات الحديثة، حيث يذكر السبب ويخفي السببية الحقيقية خلفها. فتلعن حرب باسم الدين وفحواها الحقيقي اقتصادي استبعادي، "وعد بلفور" لم يكن الهدف منه إقامة الدولة الدينية لإرضاء يهود العالم، بقدر ما كان الهدف منه التمكن من نقطة في الشرق الأوسط، وعلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، لتكون مركز انطلاق لأميركا التنفيذ، ولو سرنا في التاريخ إلى الأمام، لرأينا وعداً آخر لا يجادل به، هو وعد مسيحيي الشرق بوطن قومي مسيحي لهم في لبنان، وبعد حرب عشرين سنة وحين لم يكتب لهذا المشروع النجاح أقفلت سجلاتها، وحولّ الصرع إعلامياً إلى صراع إسلامي مسيحي، ودولياً صراع بين الفرنكوفونية والإنجلوفونية لصالح أميركا.

فالحضارة العبرية وجدت في عصر الفراعنة وهي أولى الحضارات الدينية في العالم، ومنها أولى وصمة صراع ديني في التاريخ، فمنذ تأسيسها على يد سيدنا إبراهيم u ثُمَّ يوسف وداود وسليمان، ثُمَّ موسى وصلت المشاحنات الدينية إلى أوجها في ظل ظروف اقتصادية صعبة فهم مجتمع رعوي ولم يمارسوا عملاً سوى الترحال(15)، صمدت عقيدتهم بصلابة ورغم ذلك قضى عليهم الآشوريين والبابليون وانتهوا على يد الفراعنة الذين أسروهم وبنوا على ظهورهم الأهرام، ثُمَّ عادوا وقضوا تحت الحكم الفارسي ثم الرومان الذين هدموا الهيكل سنة 70م(16)، وظلوا متمسكين بعقيدتهم التي بشّر بها موسى فأنشأوا قيمهم الدينية التي تبيح الاستقلال ووضعوا على هذا الأساس مفاهيمهم التربوية وحافظوا عليها ونقلوها حيثما شردوا.

استمد هؤلاء قوتهم من الأسلاف لا من الدولة, والإله عندهم إله قومي لهم فقط، وهم خدمة المطيعون.

الدين هو القوة التي حركت العبرانيين في التمسك بالأرض وهذا يتم بالتلقين للأجيال ليقوم كل جيل بواجباته تجاه الرب. وهذا الإله منتقم جبار مخيف والحساب هو في الدنيا ففي عقيدتهم لا مكان للحساب والجنة والنار والثواب(17) وفي شريعتهم ضرورة استبعاد الجاهل؛ لأَنَّ الجاهل لا يمكن ان يكون متديناً(18)، وَمِـمَّا ساعد على إتمام أهدافهم هذه هو توحيد التربية.

حضارة أم حضارات؟

الحقيقة التاريخية أن العبرانيين احتموا عند الفراعنة الذين ما لبثوا أن نكثوا بوعودهم واستعبدوهم، فالوصايا العشر عند العبرانيين تعادل في مدها الأدبي التهذيبي لدى الفراعنة الذي كان اهتمامهم عملياً في تحسين سبل العيش، وتحسين إقامة الفرعون "الإله" حياً في القصور، المساوي لقصر الرب الذي أنشأه اليهود في ما بعد، وميتاً في الأهرامات العظيمة كما سليمان ميتاً في الهيكل. وهذا ما يسمى باستقاء الحضارات عن بعضها، وبقليل من التعديل يصبح لها سمات مختلفة ومتنوعة وخصوصية جذورها متآلفة مع الضد، الذي ما وجدت إلا لتلغيه، فالفراعنة حين وصلوا إلى الذروة الاقتصادية جالوا ببصرهم إلى الشعوب المحيطة بهم وكان أقربها العبرانيين فاستعبدوهم، ومن كثرة عددهم أرسلوهم إلى الصحراء وأجبروهم على بناء الأهرامات خوفاً من انقلابهم على الدولة الفرعونية.

من هنا اكتسب العبرانيون الأدب التهذيبي الذي أسقطوا منه الكثير على رسالة موسى، فتغيرت التوراة بما يرضي تطلعاتهم. كما نرى الكثير من الإسقاطات على الحضارة العبرية من الحضارة البابلية، التي عاصرت الحضارة الفرعونية، أهم ما أخذ العبريون عنها هو حصر السلطة والعلم الديني على خاصة (الحاخامات) كما كانت العوائل الفرعونية والبابلية تحصر العلم في طبقة الملوك–الآلهة، وهذا ما أدى إلى اندثار الحضارتين الفرعونية والبابلية على يد الفرس سنة 617م، واستمرت حتى 629م(20).

وأكبر تأثير للحضارات في ما بينها يظهر عند اليونان الذين أغرقوا العالم في طرح كل القضايا الفلسفية الممكنة حتى يومنا هذا، فكل ما قيل ويقال في الفلسفة لا يتعدى ما كتبه سقراط، اهتمت الحضارة اليونانية بمفهوم الترقي الفكري، وعملت على تعليم النشء وتقدم شخصيته وتنميتها فاهتموا بالعلم واللياقة البدنية بتوازن قل مثيله، وسطرت الفلسفة اليونانية بكل لغات العالم، ورغم احتلال الرومان لليونان وتدميرهم منشآت هذه الأخيرة إلا أن أوغسطين قال بمأثور الكلام: لقد غزا الرومان اليونان حربياً وهذا مؤقت وسينتهي مع الوقت، أما اليونان فقد غزونا فكرياً وهذا سيبقى إلى الأبد(21) نقل اليونان فلسفتهم إلى روما وبدأ الشعب يطالب بالديمقراطية، وحج الكثيرون إلى قبر سقراط وأرسطو، ورغم الاحتلال الروماني، كان الفرد في اليونان يشعر بالعزة والتفوق على جيرانه، وما زالت حتى اليوم أصداء المدينة الفاضلة تصدح في مخيلات الشعوب، هذه المدينة التي قوضت على يد أصدقاء "أفلاطون" نفسه؛ لأنَّه ليس للبشرية الجرأة على أن تكون خلاقة لأكثر من لحظة واحدة في زمن معين، ولأن الأنانية تطغى دائماً فتعيد تنظيم نفسها تبرر قيامها. لذا نستطيع القول بأن الشعوب اندمجت كثيراً أو قليلاً حسب الدوافع والحاجات، واكتسبت من بعضها قليلاً أو كثيراً حسب الدوافع والحاجات أيضاً، والدول التي بنيت على القوة (روما) وخصت هذا العدد الكبير من المحاربين لابد كان خيارها الحرب والاعتداء على من هم حولها وإلا لم يكن جيش الصين يعد بالملايين، ولما كان جيش الرومان مخيفاً إلى هذا الحد. ولما استبعد الفراعنة العبرانيين، حضارة واحدة وفريدة في التاريخ، شن عليها الحرب والتشرد قبل انتشارها هي الحضارة واحدة وفريدة في التاريخ، شن عليها الحرب والتشرد قبل انتشارها هي الحضارة الإسلامية، فمحمد e وأتباعه شنت عليهم أسوأ أنواع الاضطهاد والتشريد وكانت المعارك غير المتكافئة بين كثرة ذو عتاد وقلة عزل، والخوف لم يكن إلا من تحويل البيت العتيق، والذي يشكل أكبر مورد اقتصادي لقريش من يد السادة التقليديين إلى العامة فسادة قريش كان تكسبّهم الأول والأهم هو بيت العبادة "الكعبة" وهي الطبيعي ان لا يسمحوا لأحد بالسيطرة عليه، أو إسقاط هيمنتهم التجارية في بيع الآلهة منه، لذا شكل الاعتداء على الضعفاء الذين اعتنقوا الدين الجديد لأنهم أملهم في الخلاص من العبودية شكل هذا الاعتداء أولى اهتمامات قريش. وظلت المشادات هذه عشر سنوات حتى هجروا مرتين متتاليتين إلى الحبشة(22)، هنا عمد سفراء محمد إلى الحوار، ولأول مرة في التاريخ ينجح الحوار في صنع ائتلاف خارج الصراع وما أن اقتنع ملك الحبشة القس النجاشي بقدسية الدين الذي يمجد العذراء عليها السلام والسيد المسيح u وهما القاسم المشترك بين المسلمين والمسيحيين حتى عمد إلى اقامة حلف معهم في وجه الوثنيين.

حبذ الدين الإسلامي الحوار البناء، ﴿وجادلهم بالتي هي أحسن﴾(23) وطرح دائماً المبادرة، وهذا سليمان يوجه كتاباً للملكة بلقيس قبل أن يسير بجنوده للاستيلاء على عرشها ﴿اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون﴾(24)، والأمثلة في القرآن كثيرة التي تؤيد الحوار، ولكن في مواقع كثيرة فرضت الحرب على المسلمين، ليس لعدم اقتناعهم بالحوار ولكن خوفاً على مصالحهم الاقتصادية والمعارك التي خاضها المسلمون حروب مفروضة عليهم. فالحوار هزم في معركة القوة، وبقي الكلام للسيف، ومبدأ القوة هذا هو لازمة تاريخية، علاقتها وطيدة بتكوين الدولة وبتاريخ حركة الحضارات لا يوجد حضارة توفر لها عنصر القوة ما لم تستدل على غيرها من الدول. ففي أوروبا لم تتخل الكنيسة عن السيطرة عن شعوبها بالحوار رغم أن عصر التنوير أغرق أوروبا بالفكر الجديد، بل تخلت عنها بعد معارك ضارية وآلاف القتلى في كل أنحاء البلاد.

المغول لم يكونوا يملكون لا الحوار ولا الفكر ولا حضارة متميزة، فهم رعويون ومتنقلون ولكنهم امتلكوا أهم ما في الآله الحربية وهي الخيول(25) فاكتسح المغول آسيا من منغوليا حتى دمشق، مروراً بكل العالم العربي الإسلامي، ومن سمرقند حتى الهند ونصف الصين مروراً بغيران كازاخستان وتركمستان، ورغم أنهم لم يلقوا من يقف في وجههم كقوة مجابهة إِلاَّ أَنَّهُم عملوا تقتيلاً ودماراً وتخريباً، حتى أنهم لم يتركوا حيث مروا أي أثر يدل على البلد المغزو، فقد كان غزوهم أقرب بالمحو الكامل.

الجدلية التاريخية للحضارات هي الأبقى فلم تنته حضارة المغول بل اندمجت في الحضارة الإسلامية يوم اعنق جنكيزخان الإسلام فتغيرت سياستة وتعامل مع محيطه بوحدة فكرية، ووحدة هدف قل مثيلها(26).

المذهب الإنساني في الحضارات:

قليلة هي الحكومات التي سعت لتحقيق العدالة، كما أن الحضارات كلها لم تبنَ إلا على سفك الدماء، ولكن سير الحضارات نفسها لم يكن منفصلاً عن بعضه يوماً، وأي منها هي تكملة لغيرها ونتاج تركيبي لتفاعل أكثر من حضارة فيما بينها، اكتسبت الحضارات من الأديان وأثرت فيها وما تراه اليوم هو بصمات آلاف السنين من الحضارات المتتالية. اليوم عندنا العولمة ولها فضائل وأخطارها، ولكن الخوف عم العالم فهناك شيء غير مدرك وأول من طرح "حوار الحضارات" هو "خاتمي"(27) معتبراً أن الحضارة الإسلامية هامة، ولم يفهمها الغرب لذا فواجبنا إقامة حوار متبادل، ومنه توصل إلى تعريفه عن الحضارة الإسلامية والدين الإسلامي، ومقدرته واستيعابه لإنشاء دولة, الرد لدى الغرب ظهر في أفغانستان، فما لم يفهمه المسلمون، هو أنه في الفكر السياسي لم يعد أحد غير العرب والمسلمين ينظر إلى السياسة بمنظار حقوقي بحت، والتجربة أثبتت بأن الفكر السياسي، والسياسة التطبيقية يكرس لهما عاملات المصلحة والقوة. فوعد "بلفور" ليس حباً من الغرب بالدين اليهودي بقدر ما هو لمصلحة الغرب في إقامة قاعدة عسكرية غربية على ساحل البحر المتوسط. وكحركة إنسانية غايتها العدالة لا يمكن الاعتماد على الدولة العظمى الوحيدة المتواجدة على وجه الكرة الأرضية، فأميركا التي تسيّر العالم بما يتناسب ومصالحها الاقتصادية، قد استطاعت أن تخلق سببيه الحرب حيثما أرادت ولمن شاءت، خاصة بعد انكفاء المنظومة الشيوعية عن دور الممون بالسلاح للبلاد النامية الحليف الأول لهما، واليوم بترخيص من أميركا تشارك هذه المنظومة في عملية التسوية في الشرق الأوسط، في وقت هذه المنظومة نفسها لا تملك الخيار في الرفض ولا تملك القوة في الحفاظ على المواثيق، بل وزجّت في عملية التسوية بدون طلب منها(28)، ومعها أصبحت تسمية عملية السلام "السلام المستحيل" أو السلام الممكن والمبادرة المستحيلة، فأصبحنا وكأننا أكثر ما تخافه النصر والحرية.

أين الإنسانية من كل هذا الطرح، وكلنا يعرف بأن الحل لا يأتي إلا من كفتي ميزان العدل، فلا شعب في التاريخ أراد الحرب بل الحكومات هي التي تقرر ذلك، الحضارة تتطلب إعمال العقل والحوار والعمل من أجل الإنسان، وهذا ما لم يتحقق منذ وجود الإنسان على الأرض، وأنا أقول بأننا ما زلنا حتى الآن نجهل كيف يمكن أن نبني حضارة من أجل الإنسانية، وأحداً لا يستطيع وضع بنودها الأولى فهي ما لا نعرف.

العمل الحضاري من أجل مستقبل الإنسانية:

حتى الآن لا يوجد تعريف وكل من تعرض للتعريف لم يمس جوهر الموضوع الواحد للحضارة، ولكن نستطيع أن نغربل ما طرح من تعريفات عن الحضارة فنصل إلى نتاج:

الحضارة هي كل ما ينتج عن نظرية شعب من الشعوب إلى الكون والحياة والإنسان، فتم ما ينتج عن هذه النظرة المناحي الحياتية العلمانية. وسمي بل وتسمى الحضارات باسمها لذا يسمى الغرب نفسه، "الحضارة – اليهودية – المسيحية" والعرب يسمي نفسه، "الحضارة الإسلامية"، وكونياً الحضارة التي تفرز هذه النظرية عن الحياة تعطي نفس النتائج حيثما وضعت.

الحضارة كما قلت هي نتاج شعب كل الشعب ساهم فيها بقسط معين وفي زمن معين وبكم معين، هذا بسببية ظروف معينة. هذا لا يعني بأن النتائج متشابهة، وبحثنا عن توجه إنساني في الحضارات، نرى بأن هذه الناحية بمعناها الحضاري الإنساني لم تظهر إِلاَّ بظهور الأديان، والقانون الروماني، قوانين لا تحمي جوهر الإنسان لها فلسفتها البعيدة عن بحثنا لم يلتفت إلى الجوهر الإنساني إلا من خلال الديانات.

مستقبل الإنسانية مسألة في غاية الخطورة فهي مسألة الترقي والتقدم تجسيداً لوجود وعي ذاتي فاعل لموضوع الإنسانية في التاريخ، وكل ما يطرح من مسائل أخرى هي دونها أهمية، فمسألة الإنسانية تشغل تجليات الفكر حيثما وجد وللوصول إلى الغاية المرجوة منها يطرح الكثير من الطروحات، وكلها متأتية من الحضارات الدينية، أميركا حتى اليوم ورغم أَنَّهَا أَول من قننت حقوق الإنسان في وثيقة –الديانات سبقتها بآلاف السنين–؛ لأن الدين عندها لا يشاطر الدولة أهدافها، والدراسات التي دارت في فلك إنساني هي الدراسات الدينية الاجتماعية أو الدينية السياسية، وهي في كثير من نواحيها غير دقيقة وغير كافية ولا تلتزم دوماً جانب الدقة وسلامة القصد. وهذا لا يعني بأن دراستي هذه ستكون كافية ونهائية هي كوة صغيرة على موضوع كبير جداً ويستوجب البحث المعول، وأتطلع إلى أن تقوم دراستي هذه شيئاً من الدقة والأمانة في لب الموضوع(29).

الحضارة الإسلامية هي الحل ولكن كيف؟

إِنَّهَا مسألة تتعلق بالقيم ككل، ونطلق عليها ها هنا اسم الأخلاق الاجتماعية هذه الأخلاق التي نضجت ونمت بفعل تربة الإسلام الحسنة، فالإسلام أتى ليعلو الكون كله ولكن للأسف الإسلام اليوم في جاهلية على جميع المستويات، الدين الإسلامي بقدر ما يعترف بالديانتين السماويتين اليهودية والنصرانية شارحاً لهما في القرآن، إِلاَّ أنه جاء ليشكل قطيعة مع هذا العالم الجاهل وإرساء نظام عالمي جديد ولكن للأسف الدين الإسلامي نفسه، في أيد غير أمينة فالمسلمون لم يفهموا القرآن الكريم الذي انعكس سلباً على حياتهم، فالدول الإسلامية اليوم فيها أكبر نسبة أمية عالية وفقر وأمراض... الخ.

ثُمَّ كيف يمكن أن نركن إلى ما دعوه العلم والعلماء والعالم منهم قليل ونادر والعالم الإسلامي كله اليوم لم يتفق إذا كانت البسملة لا أول الآية من اصل الصورة أم لا وما معنى قرآن؟ والسؤال الكبير الذي يتوجب أن نجيب عنه هو: هل نحن نعي حضارتنا؟ أقول بأنها ضرورة الحضارة أو حضارة بالضرورة دون النظر والتمحيص إذا أردنا أن نعمد إلى دين يستوعب كل الديانات ويستمر ويعني دولة علينا بالإسلام، ولكن الإسلام الذي أريده هو إسلام واع ومحلل، نحن نملك أس الحضارة ولكن ليس لدينا مثال نقدمه للبشرية.

*******************

هوامش:

*) باحثة وأستاذة جامعية.

1- ايمار اندريه, واو بوايه, جانين: تاريخ الحضارات العام- الشرق واليونان القديمة – ترجمة فريد داغر وفؤاد أبو ريحان- منشورات عويدات بيروت لبنان,1964. ص1-16.

2- م. س – ص33.

3- نجار, فريد, قاموس التربية وعلم النفس التربوي منشورات دائرة التربية بالجامعة الأمريكيّة بيروت 1960. ص33.

4-

Monroe, Paul: Text Book im the History of Education Newyork, The Mac Milan company, 1922. P2

5-

Monroe, Paul, op,cit,p.p 1-13

6- ايمار، انجريه, ص6. 8.

7- نجار، فريد, ص169.

8- ايمار, اندريه, ص36- 39.

9- م. س. ص130.

10- تثنية، الإصحاح الرابع (33- 35 – 40).

11-

Davidson, Thomas Education of the Greek people, pp.103- 126, Newyork، D. Appelton Century company, 1904

12- الزهراوي عبد الحميد: الإرث الفكري للمصطلح الاجتماعي, جودة الرقابي، وجميل سلطان، دمشق, المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعيّة، 1962.

13-

Les Jesuites en Syrie p.8

14- التبشير والاستعمار, مصطفى خالدي وعمر فرّوخ ط 3، المكتبة العصريّة صيدا بيروت، ص31.

15- جريدة البرافدا السوفياتية، الثالث من حزيران عام 1951 في العدد 113.

16- م. س.

17- التبشير والاستعمار, ص30 و مابعد.

18- التبشير والاستعمار, ص30 و مابعد.

19- السباعي، مصطفى: اشتراكية الإسلام ط 1 مطبعة جامعة دمشق, 1959.

20- خوري، رئيف: الفكر العربي الحديث (إثر الثورة الفرنسيّة في توجيهه السياسي الاجتماعي).

21- خلق الله محمد، الثقافة الإسلامية والحياة المعاصرة 1956, القاهرة.

22- شلبي, أحمد, تاريخ التربية الإسلامية, دار الكشاف للنشر والطباعة والتوزيع، بيروت 1954.

23- سلامة, غسان: التسوية " الئروط والمضمون, الآثار "سلسلة دراسات عربيّة, منتدى الفكر العربي, عمان، حزيران 1994.

24- رضا محمد رشيد: الجامعة الإسلامية وآراء كتاب الجرائد فيها (المنار, حج 2, جزء 22) سنة 1899.

25- رامروز, أرنست: تركيا الفتاة، تر: صالح العلي بيروت 1953.

26- دروزة, محمد عزة: خطأ أسلوب بعض دعاة التجديد (مجلة زهراء حج 3 جزء 6 سنة 1345.

27- حوراني، ألبرت: الفكر العربي في عصر النهضة, تر: كريم..

28- القرن العشرون: تونس الدار التونسية 1967.

29- السباعي، مصطفى: اشتراكية الإسلام، ط جديدة 1959.

المصدر: http://www.altasamoh.net/Article.asp?Id=153

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك