الحوار فهم وتفاهم …. تعارف وتواصل

صفاء سليمان
حين التأمل فى المشهد الحالى فى حياتنا الإجتماعية بشكل عام بكل مستوياته نكتشف أن الصراعات والنزاعات الدائمة لا تنشأ بسبب وجود الأختلاف والتنوع وانما تنشأ من العجز عن إقامه نسق مشترك يجمع الناس ضمن دوائر ارتضوها والحوار بين الأنسان وأخيه الأنسان من النوافذ الأساسية لصناعة المشتركات التى تنهض حياة اجتماعية سوية بدونها فإن الحوار لا يدعو المغاير أو المختلف إلى مغادرة موقعة الثقافى او الاجتماعى وإنما لإكتشاف المساحة المشتركة وبلورتها والانطلاق منها مجددا ومعا فى النظر إلى الامور والقدرة على تأصيل مفهوم الحوار يثير أشياء وادراكات ومعارف عديدة حيث أن ثقافة الانفصال والانغلاق تبتر العلاقات السوية وتقف موقفا مضادا للوعى الفكرى وتؤثر على الثقافة الحوارية فالحوار يعيدنا جميعا إلى اكتشاف ذواتنا ويقوى خيارات التواصل والتعارف ويدفعنا جميعا إلى التخلى عن تلك الخيارات العنفية والتى تصنع النبذ وعليه فإن الحوار بكل مستوياته ضرورة لنا جميعا من أجل تعميق وتوسيع المساحات المشتركة بيننا للفهم والتفاهم المتبادل ولكى تتراكم أعراف وتقاليد حوارية تسود فى كل دوائرنا الاجتماعية.
وبهدا يبتعد مفهوم الحوار السليم عن المحاكات والسجالات العقيمة والتى تزيد من الجفاء والتباعد ولا توفر مناخا نفسيا وإجتماعيا للمزيد من التعارف والتواصل فالحوار هو الاستماع الحقيقى للاقوال والافكار والاراء والقناعات وعقد العزم على إتباع الاحسن والاجود … إذ يقول تبارك وتعالى ( والذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله واولئك هم أولوا الالباب ) سورة الزمر