لكي نغير المجتمع الأبوي السلطوي ونتحرر من ثالوث الاضطهاد: اضطهاد الطفل والمرأة والفقير

محمد عباس نور الدين

 

يطفو الآن على السطح لدى شرائح عديدة في مجتمعاتنا، لا سيما شرائح المثقفين والمهتمين بقضايا المجتمع والإنسان، خطاب يطرح عدة إشكاليات تتعلق بالحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة دولة الحق والقانون وحقوق الطفل وحقوق المرأة... إلى غير ذلك من الإشكاليات التي تثير أحيانا نقاشات حادة وساخنة. وقد يحتد النقاش إلى درجة توحي وكأننا قطعنا كل علاقة لنا بواقع مجتمعاتنا التي تعاني من التخلف بكل مظاهره الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، مما يجعل بعضنا يظن وكأن التغيير المنشود أصبح قاب قوسين أو أدنى من التحقيق. وتتكرر لقاءاتنا وندواتنا ومهرجاناتنا... رافعين أصواتنا منادين بضرورة التغيير. ولكن عندما نعود إلى واقعنا المعاش نكتشف المفارقة الكبيرة بين ما نرفعه من شعارات وبين واقع هو أبعد ما يكون عن هذه الشعارات، واقع يهان فيه الإنسان وتنتهك أبسط حقوقه، ويهدد في رزقه ولقمة عيشه. ونقف موقف المتفرج من هذا متنصلين من كل مسؤولية عما يحدث ونكتفي باستنكاره لفظيا. ويستمر الواقع كما هو وأحيانا بدرجة عالية من القسوة حيث يتم انتهاك كل القيم الإنسانية دون أن نبدي أي رد فعل يترجم استنكارنا ورفضنا لما يشهده الواقع من ممارسات لا إنسانية ولا أخلاقية.

كيف نفسر هذا التخاذل والاستسلام، وهذا التناقض بين القول والفعل، وبين ما نظهر وما نبطن؟ وكيف السبيل إلى حدوث تغيير حقيقي في مجتمعاتنا؟ وما هي العقبات التي تحول دون هذا التغيير؟

وفي محاولاتنا الإجابة على هذه الأسئلة فإننا ننطلق من مقولة رئيسية وهي: إن مجتمعنا العربي مجتمع أبوي سلطوي استبدادي، أفرغت فيه العلاقات الاجتماعية من محتواها الإنساني، وتحولت إلى علاقات بين أقوياء وضعفاء، مما جعلنا نفقد القدرة على التعامل الأفقي أو الإنساني الذي يقوم على الاعتراف بالآخر على أساس الحرية والمساواة. ولترسيخ الشخصية السلطوية لدى الأفراد يلجأ مجتمعنا العربي السلطوي إلى أسلوب التمويه، على اعتبار أن التمويه ليس فقط مجرد حجب للحقيقة وإنما هو أكثر من ذلك، إنه إحلال للوهم محل الحقيقة بحيث يصل الأمر بالفرد إلى درجة يتعامل فيها مع الأوهام كما لو كانت هي الحقيقة.

إن المجتمع السلطوي ينتج شخصية ذات طبيعة مزدوجة، فهي من ناحية تبدي استعدادا كبيرا للخضوع والتبعية ومن ناحية أخرى تبدي ميلا عدوانيا واضحا. وفي كلا الحالتين فإن موقف هذا النوع من الشخصية المزدوجة لا يتسم بالمعقولية. ولكي تخفي هذه الشخصية الميل العدواني فإنها تكبته في اللاشعور وتعبر عنه في الشعور على شكل "إعجاب شديد بالسلطة" و"حب" أعمى لها. وبهذه الطريقة تكون الشخصية قد أبعدت الميل العدواني من ساحة الشعور وحققت نوعا من التوازن الظاهري بحيث يخف الشعور بالإذلال لكون الشخص يجد تبريرا لخضوعه للسلطة على اعتبار أنه "يحب" السلطة ويعجب بها. فالطفل الصغير في المجتمع العربي يروض منذ الصغر على تقبل سلطة والديه وبصفة خاصة سلطة الأب، ويطلب منه أن لا يثور عليها أو يعارضها. لذا فإن الطفل يجد نفسه مضطرا –ما دام لا يستطيع مواجهة هذه السلطة- أن يكبت عداءه لها ويبدي "حبه" وإعجابه بها. والإعجاب التلقائي والشديد بالسلطة يصبح فيما بعد إحدى الصفات التي تتميز بها شخصية الإنسان العربي. فأينما اتجهت فإنك تجد من يتكلم بإعجاب ومبالغة لا عقلية عن أستاذه أو مديره أو رئيسه أو زعيم حزبه... أو أي شخص يمارس عليه سلطة ظاهرة أو خفية مباشرة أو غير مباشرة. وليس من باب الصدفة أن يكون المدح والهجاء من أبرز أغراض الشعر العربي. ولكي تحافظ الشخصية على حد من التوازن فإن الشخص الذي يعاني من هذا الازدواج يشعر بأن إعجابه بالسلطة هو إعجاب صادق وبريء وله ما يبرره من الناحية المنطقية. وبهذه الطريقة يجد تبريرا مقنعا لقبوله بوضعية الإذلال التي يعيشها، ذلك أن السلطة التي تقمعه لن تعود موضع كره وإنما موضع "حب" وإعجاب. وبذلك يقنع نفسه بأنه يقبل بهذه السلطة لا لشيء إلا لأنه يحبها.

وفي العلاقة الجدلية بين العبد والسيد ما يشرح لنا هذا الموقف: فالعبد قد يبلغ لديه كبت الميل العدواني إزاء سيده إلى درجة تجعله يبدي نحو سيده "حبا" وتعلقا شديدين. ويكفي أن يضمن السيد للعبد حدا أدنى من الطعام والحماية لكي يعتبر العبد ذلك مبررا كافيا لحبه وإعجابه بسيده.

والشخصية المزدوجة التي ينتجها المجتمع الاستبدادي السلطوي، وإن كانت تخفي ميلها العدواني إزاء من هم أقوى منها، إلا أنها تظهر وبكيفية واضحة ميلا عدوانيا إزاء من تعتبرهم في مستواها أو أضعف منها. بل إن مجرد وجود هذه الشخصية أمام إنسان آخر يبدو ضعيفا يثيرها ويشعرها بالقوة وبرغبة في السيطرة عليه. وبعض ما يردده الإنسان العربي من أمثال وحكم يؤكد الطابع المميز للشخصية العربية كشخصية استبدادية. بل إننا لا نستغرب أن يعلق البعض في منزله أو في مكان عمله مثل هذه العبارات: "إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب..." "إنما العاجز من لا يستبد..." "اتق شر من أحسنت إليه"...إلخ. وهذا الجانب من الشخصية الاستبدادية يتجلى على الخصوص في الطبقات الدنيا من المجتمع العربي. فالقمع الذي يتعرض له الفرد في هذه الطبقات يحدث لديه توترا نفسيا لا يستطيع أن يتخلص منه بتوجيهه إلى مصدر التوتر وإنما يسقطه على الآخرين من أمثاله لأتفه الأسباب وفي كثير من الأحيان بعنف لا يتناسب مع الأسباب الظاهرية والمباشرة. وهكذا يتحد الطابع السادي والماسوشي في الشخصية العربية: فمن ناحية يبدي الإنسان العربي "حبا" تلقائيا للسلطة التي يخضع لها ومن ناحية أخرى يبدي نزعة عدوانية صريحة إزاء من يعيشون نفس الوضعية التي يعيشها أو الذين يعتبرهم أضعف منه.

تبدأ ممارسة الاستبداد في المجتمع العربي الأبوي على مستوى الأسرة وتنتقل هذه الممارسة تدريجيا إلى المستويات الأخرى: مستوى المدرسة ثم الجامعة ثم العمل (إدارة، مصنع...الخ)، وعلى مستوى الأسرة تحول المعاملة الاستبدادية دون تحقيق الطفل لاستقلاله الذاتي، وينتج عن ذلك شخصية قلقة تعاني من عدم الثقة بالنفس وضعف الشعور بالمسؤولية ومن الجبن والاتكالية. كما ينتج عن ذلك أن الطفل لا يكون صورة حقيقية عن ذاته، إذ أن هذه الصورة تظل رهينة بموقف الآخرين منها.

ونفس الصورة تتكرر على مستوى علاقة الفرد بالدولة، إذ يطلب من الفرد أن ينتهز كل فرصة ممكنة ليكيل الثناء والمديح للدولة التي منت عليه بكل ما يتمتع به لا باعتبار ذلك حقا من حقوقه وإما باعتباره هبة من السلطة، وما على المواطن إلا أن يخضع خضوعا تاما للسلطة رغم أن ولاءه لها يظل دائما مشكوكا فيه.

وهذا الجو لا يساعد على نضج المواطن وشعوره بحقوقه الطبيعية وبواجباته إزاء المجتمع، وعلى تمثله لفكرتي القانون والعدالة وممارستهما في الواقع. وبذلك تشوه العلاقة بين الدولة والمواطن لتصبح علاقة تقوم على التبعية والطاعة ويغيب مفهوم العقد الاجتماعي الذي يجعل من الدولة أداة لضمان حقوق الأفراد وممارستهم لحرياتهم المدنية.

عندما تسود المجتمع شخصية سلطوية ينشأ جو نفسي واجتماعي وثقافي لا يسمح بانتشار الموضوعية في التفكير والتوازن في السلوك. فعلى صعيد الفكر تنتشر الأحكام المسبقة والقوالب الفكرية الجاهزة التي تعفي الفرد من المواجهة الموضوعية والمعقولية، وتتيح له فرصة تجريح الآخرين والتعبير عن ميله العدواني إزاءهم.

وعلى صعيد السلوك تنتشر أساليب الخداع والتمويه والنفاق وكل ما من شأنه أن يبعد الإنسان العربي عن مواجهة موضوعية ومعقولة. وتؤطر هذا النوع من التفكير وهذا النوع من السلوك مجموعة من المفاهيم التي تصبح بمثابة "قيم" فيصبح النفاق "أدبا ومراعاة"...، وتصبح الرشوة "تعويضا عن أتعاب"...، ويصبح التزلف "مسايرة للظروف"، وبذلك تختلط الأوراق اختلاطا كبيرا بحيث تعطى معاني مختلفة لكلمة واحدة ويعبر بكلمات متناقضة عن معنى واحد... ويسود المجتمع لغو من الكلام لا يساعد على نمو الفكر الموضوعي والعلمي.

إن الأسرة في المجتمع العربي تلعب دورا رئيسيا في تكوين الشخصية الاستبدادية للإنسان العربي لكي ينشأ الطفل نشأة تجعله قابلا للتكيف بسرعة مع المجتمع الأبوي السلطوي. وغالبا ما تبدو العلاقات بين أفراد الأسرة في المجتمع العربي وكأنها قائمة على أساس الاحترام والحب والتعاون المتبادل... إلا أن هذه العلاقات تقوم في الواقع على أساس عدواني يتجلى في مواقف الغيرة والحسد والخلاف، فرغم طابع الوئام الذي قد يسود بين أفراد الأسرة العربية إلا أن هذا الوئام سرعان ما يزول، ولأسباب بسيطة وتافهة، ليظهر الميل العدواني واضحا وجليا، والخلافات التي قد تقع بين الإخوة والأقارب أصدق مثال على ذلك.

والطفل العربي يعود منذ صغره أن يضمر نزعة عدوانية إزاء أخيه، وذلك بسبب التمييز الذي يمارسه الآباء في معاملتهم لأبنائهم سواء عن قصد أو بدون قصد. وفي نفس الوقت الذي تغرس الأسرة العربية الميل العدواني في نفس الطفل فإنها تفرض عليه أن يتظاهر بحب واحترام الأشخاص الذين يضمر لهم العداء. واستغابة الآخرين والنميمة والكذب سلوك يتعوده الطفل منذ الصغر ويكشف عن التناقض الذي ينشأ عليه الطفل: تناقض بين الظاهر والباطن، بين القول والفعل، بين موقف الآخرين منه وموقفه من نفسه، بين ما يبديه من حب للآخرين وما يضمره لهم من عداء.

æÊÊÏÚã ÚãáíÉ ÇáÊãæíå ãä ÎáÇá ÇáãæÞÝ ÇáÐí ÊÊÎÐå ÇáÃÓÑÉ ãä ÞÖíÉ ÇáÌäÓ æÇáÐí íÚßÓ ÇáãæÞÝ ÇáÐí íÊÎÐå ÇáãÌÊãÚ ÈÕÝÉ ÚÇãÉ ãä åÐå ÇáÞÖíÉ. æÃÞá ãÇ íãßä Ãä íÞÇá ÈÔÃä ãæÞÝ ÇáãÌÊãÚ ãä ãÓÃáÉ ÇáÌäÓ Ãäå áÇ íÚÊãÏ Úáì ÇáãæÇÌåÉ ÇáãÈÇÔÑÉ æÇáãæÖæÚíÉ ááãÔßáÉ. æíÙá ÚÇáã ÇáÌäÓ Ýí ãÌÊãÚäÇ ÇáÚÑÈí ãÑÊÚÇ ÎÕÈÇ ááÎÑÇÝÉ æÇáÔÚæÐÉ æÇáÇäÍÑÇÝ æÇáÊäÇÞÖ æÇááÇãÚÞæáíÉ. æãä ÇáãÓáã Èå Ãä ÇáØÝá íÈÏí ÇåÊãÇãÇ ÈÞÖíÉ ÇáÌäÓ Ýí ãÑÍáÉ ãÈßÑÉ æíØÑÍ ÃÓÆáÉ ÚÏíÏÉ ÈÔÃäåÇ¡ Èá Åä ÈÚÖ ÇáÓíßæáæÌííä æÝí ØáíÚÊåã "ÝÑæíÏ" ÐåÈæÇ Åáì Ãä ÛÑíÒÉ ÇáÌäÓ ÊæáÏ ãÚ ÇáÅäÓÇä æÊÙåÑ ãäРãíáÇÏå¡ æÅÔÈÇÚåÇ íÊÎРÃÔßÇáÇ ãÎÊáÝÉ. æÚæÖÇ ãä Ãä äÌíÈ Úä ÃÓÆáÉ ÇáØÝá ÇáÌäÓíÉ ÈãæÖæÚíÉ æåÏæÁ æÈÔßá íÊäÇÓÈ ãÚ ãÓÊæì ÊÝßíÑå æäãæå ÇáÚÞáí æÇáäÝÓí æÇáÇÌÊãÇÚí ÝÅääÇ äÓÊãÑ Ýí ãæÞÝ ÇáÞãÚ æÇááÇãÚÞæáíÉ¡ æäÍíØ åÐÇ ÇáãæÖæÚ ÈåÇáÉ ãä ÇáÊÎæíÝ æÇáÊåÏíÏ æÇáÎÑÇÝÉ... ÈÍíË íÕÈÍ áíÓ ÝÞØ ãæÖæÚ ÎæÝ ÈÇáäÓÈÉ ááØÝá æÅäãÇ ãÈÚË ÔÚæÑ ÈÇáÅËã æÇáÎÌá. æíÊÚÒÒ åÐÇ ÇáÔÚæÑ ßáãÇ ÊÞÏã ÇáØÝá Ýí ÇáÚãÑ. æíÊÎРÇáÅÐáÇá æÇáÊÎÌíá ØÇÈÚÇ ÃßËÑ ÞÓæÉ ÚäÏãÇ íÊÚáÞ ÇáÃãÑ ÈÇáÃäËì ÓæÇÁ ßÇäÊ ØÝáÉ Ãæ ÔÇÈÉ Ãæ ÒæÌÉ. æÈÐáß íáÚÈ ãæÞÝäÇ ãä ÞÖíÉ ÇáÌäÓ ÏæÑÇ åÇãÇ Ýí ÊÏÚíã ÅÐáÇáäÇ ááØÝá æÝí ÊÑÓíΠÇáÊÝßíÑ ÇáÎÑÇÝí Ýí Ðåäå æÊËÈíÊ ÇááÇãÚÞæáíÉ Ýí Óáæßå æÃÝÚÇáå.

وإذا كان المجتمع السلطوي يحول دون نمو الموضوعية في الفكر والعقلانية في السلوك، فإنه يشكل العقبة الرئيسية أمام كل تغيير نطمح إليه بحيث تسود مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان ويتاح لجميع الأفراد الفرص المتكافئة للتعبير عن قدراتهم وإمكانياتهم، وبذلك يزول التناقض بين الفرد والمجتمع، بين المصلحة الفردية والمصلحة العامة.

ويجب أن لا يغيب عن بالنا بأن المجتمع الأبوي السلطوي، نتيجة خبرته الطويلة في القمع، اكتسب قدرة كبيرة على تغليف أهدافه ومراميه بمظاهر الحداثة، بحيث لا يتورع عن الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في نفس الوقت الذي لا يتخلى في الواقع عن نزعته الاستبدادية وعن انتهاكاته لكرامة الإنسان وحقوقه. وبذلك يصبح حديث المجتمع الأبوي السلطوي عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيلة لترسيخ الواقع والحيلولة دون إحداث تغيير جذري فيه.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: ما السبيل إلى تغيير هذا الواقع إلى واقع تسود فيه فعلا قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان؟ لقد أثبتت التجارب التي شهدناها في تاريخنا الحديث أن محاولة التغيير بالقوة والعنف أدت إلى تغيير في من يمارسون الاستبداد وظل الواقع كما هو دون حدوث تغيير حقيقي على مستوى ممارسة حقوق الإنسان. وإذا كانت عملية التغيير تتداخل فيها مجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية. إلا أن القضايا التي يجب أن تتمحور عليها عملية التغيير هي إعادة النظر، على أسس موضوعية واعتماد المنهج النقدي، في ثالوث الاضطهاد في مجتمعنا المتمثل في موقفنا من الطفل، والمرأة، والفقير. وإذا استطعنا دفع المجتمع إلى تبني موقف عقلاني من هذا الثالوث يقوم على مبادئ العدل والمساواة واحترام الكرامة الإنسانية فإننا نكون قد وفرنا الشرط الرئيسي لتفكيك المجتمع الأبوي السلطوي وانهياره وليحل محله مجتمع الحرية والعدالة وحقوق الإنسان. والتطورات التي يشهدها العالم الآن، لا سيما في المجال الإعلامي والثقافي، من شأنها تسليط الضوء على سلبيات المجتمع الأبوي السلطوي وإبراز دوره اللاإنساني وممارساته اللاأخلاقية، وبالتالي توفير المناخ الملائم لتغييره وتجاوزه.

إننا أحوج ما نكون إلى كشف زيف الثقافة الأبوية السلطوية وإبراز الجوانب السلبية في بنية الشخصية السلطوية التي تفرزها، وهي مهمة تقع على المثقفين الواعين الذين يؤرقهم هاجس تغيير مجتمعنا العربي إلى مجتمع تسوده قيم العدالة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

المصدر: http://www.aljabriabed.net/n38_04nuradin.htm

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك