جيل المستقبل: هل نحن أبناء الفرنجة .. أم هي ثقافة الاستنساخ ؟!

جيل المستقبل: هل نحن أبناء الفرنجة .. أم هي ثقافة الاستنساخ ؟!
* صفية محمد علي باسودان
نلاحظ ان البعض ينقلون بعض الأسطر من هنا و هناك ظنا منهم هكذا يكتب المقال ! , فحين نقرأها لا نجد المضمون, و لا نعرف ما الذي يريدون قوله من خلال هذا النقل .
مجرد عبارات أو شبة عبارات رصت كلماتها كي تكشف عن هذه الذات الناقمة , و ما بها من حقد دفين على كل كاتب ذنبه الوحيد ان الله منّ عليه بهذه النعمة . ذات ساخطة على الموهبة جاعلة منها مقارنة للجميع في وجه الشبة ! . و استغرب حين تردد دعوة واهية .. واهمة على الملأ " اللغة أولاً ثم بقية العلوم ..." .
فالكتاب و المؤلفون الذين نصفق لهم بإعجاب لما يكتبون هم ليسوا أفضل منا, فنحن نستطيع فعل ذلك ! , فما ينقصنا فقط هو تعلم بعض الأمور الخاصة باللغة كالجناس و الطباق و ما إلى ذلك. فعندما ندركها سنخط أروع و أجمل القصص و الروايات. لهذا فلندع من اليوم العلوم الأخرى بل و نشيعها, فلا حاجة لنا بها , بل نستطيع حفظها فيما بعد !
مؤسف حقاً ان نقرأ مثل هذا الشكل الخالي من العمق و المضمون . مثل هذه الأقاويل الباطلة لابد من إنكارها حتى لا تنخر عقول الأجيال القادمة, و ترسخ فيها, فإذا كان ما يقولونه و يتشدقون به صحيح؛ لكان من باب أولى جميع تخصص اللغة العربية من الذكور و الإناث هم الكتاب و المؤلفون فقط .
فالله سبحانه و تعالى لم يخلق الإنسان عبثاً, و لم يجعله شبيه للآخر حتى الأنبياء , فلكل منهم معجزته و قدرته الخاصة التي منحه الله إياها ؛ كما أن الكتاب يختلفون , فلكل لكل كاتب مدرسته و توجهه , فهم ليسوا في الفكر سواء . لم يخلق الإنسان كي ينقل و ينسخ بل كي يعمر هذه الأرض , فإذا أصبح الجميع كتابا و مؤلفون , فمن الذي سيعمرها ؟!
نحن نريد المهندس و الطبيب و المحامي و المزارع و العالم و المفكر و كل العلوم تمثلنا و تقضي على احتياجاتنا , و تلك الدعوة الجاهلة ما هي إلا دليل واضح على عدم الثقافة , بل انها تخسف بنا إلى سابع ارض , فهي تروم إلى استقدام و استقطاب المهندسون و الأطباء و ما نحتاج إليه من الخارج .
تَبَّت يدا هذه النفس التي تميل إلى ثقافة الاستنساخ كي تنقل ما لا تفهم ! , فهذه اليد دائمة الاتهام للأمة الإسلامية و العربية بالجهل , فحين تطالب بترك العلوم الأخرى و بكل ثقة ما انزل الله بها من سلطان . ألم يكن هذا جهل ؟ و الله انه الجهل بعينه .
تخاطبنا و تفرض علينا اسطر جوفاء لا تعرف كيف و متى نشأت اللغة ؟ لا تعلم عن مدى اتساع قواميسها , و تعدد لهجاتها , و كيف كان العرب في الجاهلية يتغنون بها . كيف كانوا يعلمون أبناءهم إياها عبر ثقافة المشافهة و المحاكاة .ثم كرم الله سبحانه و تعالى الإنسان بالإسلام , و أنُزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين , و ليس أعجمي .
لو فكرنا قليلاً في حال الأمم السابقة و أجيالنا الحاضرة لوجدنا ذواتنا تخجل منا , و هي التي تربت في كيان اللغة . متسائلة عقولنا : أين عشنا , و في أحضان من تربينا ؟ ألم تكن تلك التربية بين أبوين عربيين ؟! أم نحن من أبناء الفرنجة و نحن لا نعلم ؟
و حين خطت اقدامنا مراحل التعليم أليس أول شيء تعلمناه القراءة و الكتابة ؟ و بقية العلوم الأخرى كالرياضيات و الكيمياء ....ألم تكن تطرح المسائل باللغة العربية ؟ ام كانت قوانين فقط دون شرح أو سؤال ؟ لعل هذه هي الطريقة المثلى لحفظة المواد العلمية احفظ المسألة و احفظ حلها , و في المستقبل البعيد سوف تفهم !
متى تفهم ؟ إذا بلغت من الكبر عتيا حينها ستدرك طموحاتك بعد ان ولت منك مدبرة !
بل كيف يكون هذا التجاهل الجائر حتى في الدين ؟ بالله عليكم كيف يؤدي المسلم الصلوات , و كيف يخاطب ربه و يناجيه بالدعاء و التلاوات ؟. إما كان يهمم بالإشارات ؟ فإلى متى هذا الظلم و التهميش و الإقصاء ؟
دعوة إلى جيل المستقبل لا تصغي للسخافات , و لا تلتف لها بل انظر إلى إمكانياتك التي وهبتك الله تعالى إياها , و حقق رغباتك من خلال العلم الذي تعشق , و ارتقِ بذاتك و حلق بها عاليا بالتوغل و التطور في هذا العلم الذي تعشق . كن بارا بوالديك و وطنك , و تذكر دائماً انكم كالجسد الواحد .