ثقافة الاتصال وشروط الفاعليّة

د. عبد الإله محمّد جدع
المينة السعودية
ومن الممكن زيادة قدراتنا الاتصالية من خلال التدريب لزيادة مهاراتنا في الإنصات وليس الاستماع فحسب، والبون شاسعٌ بين اللفظتين، ومعناهما قال تعالى: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)، فما أكثر من يستمعون إليك وهم لا ينصتون، وبعدها لا يفهمون ما أردت ولا يتجاوبون وربّما يُسيئون إليك!! ونحن نحتاج إلى مهارات تجعلنا أكثر فاعليّة ونجاحاً في الاتصال مع الآخرين وكسب ثقتهم ونحتاج إلى قراءات في الذكاء العاطفيّ (وهو غير الذكاء العقليّ)...وهو عبارة عن مجموعة من الصفات الشخصيّة، والمهارات الاجتماعيّة/ الوجدانيّة التي تمكنك من فهم مشاعرك وانفعالاتك ومشاعر وانفعالات الآخرين، وبمعنى أكثر وضوحاً هو المقدرة على إدارة الانفعالات بشكل إيجابيّ بما يُعزز إنتاجنا وتواصلنا مع الآخرين.. كما أننا في حاجة إلى الذكاء الاجتماعي وهو عبارة عن القدرة على التصرف بلباقة في المواقف والأوضاع والظروف الاجتماعيّة المختلفة، بمعنى القدرة على رصد وتنظيم المرء لمشاعره ومشاعر الآخرين، وهي لباقة تجعلك تعتمد على مشاعرك في توجيه وإدارة أفكارك وأفعالك ومن الوسائل التي تنمّي هذا الذكاء (البشاشة في الوجه، والانفتاح على الآخرين ومساندتهم، ومراعاة مشاعرهم، فالابتسامة تفرز مادة (الأندروفين) التي تزيد من الطاقة الطبيعيّة للجسم، فتخفف من مشاعر الحزن والألم ونحن في حاجة كبيرة للابتسام.. في وجوه الآخرين لأنّها المفتاح السحريّ لنجاح الاتّصال بيننا وبينهم.
المصدر: صحيفة المدينة السعودية