الماستر في العلاقات الإسلامية والمسيحية في اليسوعية

لطالما كانت جامعة القديس يوسف تولي مسألة الحوار الإسلامي المسيحي منذ نشأتها أهميّة بالغة مروراً بتأسيس معهد الدراسات الإسلامية المسيحية، حتى إنها تتابع من دون توقف قضيّة العلاقات الإسلامية المسيحية، إلى أن أطلقت في عامها الجامعي 2006 /2007، برنامج شهادة "الماستر في العلاقات الإسلامية والمسيحية"، انسجاماً مع التوجهات العالمية.
تعتبر شهادة "الماستر في العلاقات الإسلامية والمسيحية" التي يمنحها معهد الدراسات الإسلامية والمسيحية التابع لكلية العلوم الدينية في جامعة USJ ، شهادة صادرة عن مؤسسة للتعليم العالي معترف بها رسمياً ومعادلة للماجستير أو دبلوم الدراسات العليا. وتخوّل هذه الشهادة حاملها متابعة الدراسة لإعداد شهادة الدكتوراه في العلوم الدينية - تخصص العلاقات الإسلامية المسيحية، شرط أن تكون مبنية على الثانوية العامة اللبنانية أو ما يعادلها رسمياً.
وتكمن أهميّة هذا التخصص على ما يشرح العضو في المجلس الدستوري ومنسق برنامج شهادة الماستر في العلاقات الإسلامية والمسيحية البروفسور أنطوان نصري مسرّه قائلاً:"غالباً ما تكون معاهد الكليات في جامعات العالم
محصورة في تخصص محدّد، إما في القانون وإما في اللاهوت أو الاقتصاد، بينما قضية إدارة التنوّع متعددة التخصصات وتفيد كل العاملين في قضايا الشأن العام مثل القضايا التربوية والأخرى الديبلوماسية، إلى مسألة الحوار الديني والقواعد القانونية لتنظيم التنوع في المجتمعات"، متسائلاً:"إذا كان لبنان بالفعل هو رسالة فالمطلوب أن ينتج مواد لذاته ولغيره في هذا المجال، خصوصاً في ظل التحولات التي تجري في المنطقة العربية وتجربة بلدنا بايجابياتها وسلبياتها يجب أن نتعلّم ومنها نعلّم".
أهداف الماستر وكيفيّة تدريسه
باشرت الجامعة تدريس برنامج الماستر باللغة العربية في عامها الدراسي 2006 /2007، وافتتحت هذه السنة قسماً باللغة الفرنسية.
كيف يُدرس هذا التخصص؟
قبل التطرق إلى طريقة التدريس، توقف مسرّة عند أهداف الماستر الذي يرمي إلى "تدعيم سياقات الإدارة الديموقراطية للتنوّع الديني والثقافي في لبنان وعلى المستوى المقارن"، مضيفاً:"كما يسعى إلى تفهّم الواقع ومقاربته بانفتاح واستقلالية فكرية وتدعيم السلم الأهلي الثابت والعيش معاً".
"الماستر في العلاقات الإسلامية والمسيحية" مستحدث في لبنان وفي الدول العربية عامة ويختلف في مضمونه ومنهجياته عن برامج وأعمال جامعية أخرى، وفق تأكيده.
يُدرّس هذا التخصص لمدة سنتين جامعيتين، "وهو يشمل 120 رصيداً موزعة على أربعة فصول جامعية يتضمن كل منها 30 رصيداً تبعاً للنظام الأوروبي".
ويتوجّه الماستر إلى حاملي الإجازة أيّاً كان التخصص:علوم دينية، علوم إنسانية عامة، علوم اجتماعية، تربية، تاريخ، علوم طبيعية، طب، هندسة، حقوق وغيرها، "شرط إنجاز مواد استكمالية أو مسبقة في العلوم الدينية، وفق البرامج المقررة في المعهد".
منهجيات... وتطبيق
استقطب هذا التخصص إلى الآن حوالى 40 طالباً جامعياً من تخصصات متعددة ومن جامعات دول عربية، أوروبية وأميركية ومن جنسيات مختلفة.
ويعتبر مسرّه، أن المناهج التي تعتمدها الجامعة في الماستر "مناهج ريادية بالفعل، لأنها لا تكتفي بنقل المعرفة بل تسعى إلى تحويل المعرفة إلى قدرة وسلوك في مواجهة وقائع متشعبة".
ومن المنهجيات المقررة في البرنامج، (المحاضرات المهنية) و(التدريبStage ) و(الملف المهني رسالة نهاية الدروس)التي ترتكز على عمل أو إنتاج تطبيقي أو دراسة حالة معيّنة، وبالإضافة إلى المنهجيات الأخرى والمواد المختلفة، التي تهدف إلى "تعريف الطلاب إلى قضايا يومية معاشة وتطبيقية يواجهها باحثون وفاعلون ميدانيون في لبنان ومجتمعات أخرى، وإلى تنمية مؤهلات التفكير والتحليل والتوليف وبناء النظريات".
ويتوخى البرنامج من خلال المنهجيات المعتمدة خلال نشر الأبحاث التطبيقية، "توفير نماذج معيارية في العلاقات الإسلامية والمسيحية في لبنان والمنطقة العربية عامة". ويرى مسرة أن الجامعة متميّزة ومنفردة في خيارها تطبيق هذه المناهج التي "تتضمن مادة (مؤتمر وندوات) يشارك فيها الطلاب على مدار فصل داخل الجامعة وخارجها. وترتكز المادة الثانية على (المحاضرات المهنية)، حيث تستقبل الجامعة محاضرين من شخصيات بارزة للتكلم عن خبراتهم العملية وتجاربهم في مجال البحوث الإسلامية والمسيحية أو في مجال العمل الميداني". ونوه مسرّة باصدار الجزء الأول من تلك المحاضرات، "على أمل أن يصدر الثاني الشهر المقبل".
وذكّر بأنها المرة الأولى التي "أنجزت فيها عملية رصد الخبرات ونشرها مع خروج تلك المحاضرات عن ذهنية يجب، يقتضي وينبغي".
"واكبت الجامعة المحاضرات المهنية على مدار عامين من شخصيات مثل رباب الصدر، كامل مهنا، محمد السماك، عباس الحلبي، زياد جرجور وشخصيات أجنبية أخرى".
وعن مجالات سوق العمل التي توفرها هذه الشهادة، يقول:"عملياً، طلاب الماستر تخطوا مسألة سوق العمل باعتبار أن الغالبية منهم دخلت سوق العمل والتحقت في هذا التخصص عن قناعة ذاتية لاكتساب خبرة إضافية معمّقة في شأن العلاقات الإسلامية المسيحية"