لا للثنائيات القاتلة .... نعم للحوار

قاسم قصير

لا تزال المنطقة العربية والإسلامية تواجه تداعيات الثورات الشعبية ويشهد العديد من الدول العربية أحداثاً ومتغيرات غير واضحة النهايات والآفاق، وتزداد المخاوف من الفتن المذهبية والخلافات الطائفية واحتمال تقسيم بعض الدول على أساس طائفي ومذهبي.

وفي الوقت نفسه نعيش مجدداً صعود "الحالة السفلية التكفيرية" سواء في الساحة السنية أو الشيعية، ومع أن السلفيين ليسوا اتجاهاً واحداً أو أتباع مدرسة محددة وبعضهم يسعى للتعاطي الإيجابي مع متغيرات الواقع، فإنه للأسف نلحظ بعض الممارسات والمواقف التي تثير الخوف والقلق لدى الرأي العام سواء على الصعيد الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي.

ومؤخراً بدأنا نشهد بعض الممارسات في الساحة الإسلامية والتي تزيد من الاتجاه المذهبي سواء لدى السنة أو الشيعة، كما أن التطورات السياسية في المنطقة بدأت تأخذ أحياناً بعداً مذهبياً أو قومياً خطيراً بما يذكر بالأجواء التي سادت خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية في أوائل الثمانينات وحتى العام 1989.

كل ذلك يدعونا للتأكيد مجدداً أن لا خيار لمواجهة المتغيرات والتطورات إلا بالحوار، الحوار السياسي لمعالجة الأزمات السياسية والأمنية، والحوار الفكري والثقافي حول القضايا الفكرية والعقائدية والدينية، والحوار الاجتماعي لمعالجة الأزمات الاجتماعية.

الحوار على مستوى كل بلد، وبين مختلف القوى السياسية والحزبية والطائفية، والحوار بين الدول العربية والإسلامية، الحوار بين العرب والإيرانيين والأتراك، الحوار بين التيارات الليبرالية والإسلامية والعلمانية والقومية واليسارية.

إنها الدعوة التي نحتاجها يومياً وأسبوعياً وفي كل ساعة، لأننا جربنا الحروب والخلافات والأزمات ودفعنا الخسائر البشرية والمادية وأضعنا الكثير من الوقت والفرص، وعدنا بعد ذلك للحوار.

لقد عشنا الصراع القومي ـ الإسلامي ثم عدنا للحوار القومي الديني.

وعشنا الصراع الإسلامي ـ اليساري ثم عدنا للحوار بين اليساريين والإسلاميين.

وعشنا الصراع بين العلم والدين ثم اكتشفنا ضرورة المصالحة والتعايش بينهما.

وعشنا الصراع بين الدين والعلمانية، وبين الكنيسة والعلمانية وها نحن نعود للحديث عن الدولة المدنية أو عن العلمانية المؤمنة.

فهل نلجأ للحوار لنعالج كل مشاكلنا وقضايانا الخلافية قبل أن يسقط الهيكل على رؤوس الجميع وهو ما يتمناه ويحلم به كل أعداء الأمة؟!.

المصدر: http://www.husseinalsader.org/inp/view.asp?ID=6211

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك