النهوض الثقافي متطلب للنهوض الحضاري

عبدالمنعم منصور القلاف

النهوض بالثقافة هي نقطة الانطلاق الأولى أو الشرارة التي يشتعل بها فتيل النهضة الحضارية لأي أمة من الأمم، فالأمة التي لا تمتلك ثقافة ناهضة يستحيل عليها أن تستلم زمام النهوض الحضاري بين الأمم، بل على العكس حتى لو حاولت الأمم المتأخرة ثقافيا اللحاق بركب الأمم المقدمة حضاريا فلن يمكن لها ذلك لأنها ستجد نفسها متأخرة ثقافيا.

يقول السيد محمد الشيرازي:"فالثقافة الإسلامية الأصيلة تجعل الأمة تسير سيرا متميزا في الحياة فكريا وعمليا ونظريا وسلوكيا والمسلمون في الصدر الأول تحلوا بهذه الثقافة فحرروا نصف الكرة الأرضية بعد أقل من نصف قرن".

ذلك لأن الثقافة هي التي ترسم للأمة مسيرتها و تحدد لها طريقة تعاملها مع الأحداث والوقائع بل ومعالجة الأفكار والمقارنة بينها.

فلكي ننهض حضاريا لابد من النهوض الثقافي ونسير سيرا متميزا في الحياة الفكرية والنظرية مما يعكس ذلك على ثقافتنا وبالتالي على حضارتنا.

والنهوض الثقافي يجب أن يكون داخليا بمعنى أن ترغب الأمة في النهضة ثقافيا لتلتحق بالنهضة الحضارية وعلى أفراد المجتمع الذي يرغب بالنهوض الثقافي أن يربوا أنفسهم أولا على تبني الثقافة التي تنهض بهم دون التأثر عقبات خارجية. أو بعوامل أخرى.

وعلى الأمة التي تريد النهضة الثقافية أن تربي أبناءها ثقافيا بدوافع داخلية أولا قبل النظر لأي دافع خارجي كالتنافس الثقافي بين الأمم أو تقليد الثقافات والحضارات المعاصرة.

يقول الشيرازي في ذلك: "إن تغلب القوى الاستعمارية علينا يعود إلى عدم تثقيفنا أنفسنا والآخرين" موجبا عملية المشاركة في التثقيف ، جاعلا الثقافة سببا لتحرر الأمة من الاستعمار، ويصل بالقول :"علينا جميعا أن نساهم في عملية التثقيف حتى نستطيع تحرير المسلمين من كيد الكفار والمستعمرين".

القراءة والكتابة عصب الثقافة

وإذا أردنا قياس ثقافة أمة ما علينا أن نعرف ماذا تقرأ هذه الأمة وماذا تكتب (كماً ونوعاً)، هي المؤشر الحقيقي لثقافة أي مجتمع وأمة، الثيرمومتر الدقيق لقياس مستوى ثقافة مجتمع أو أمة ما هو قراءة وكتابة هذا المجتمع أو الأمة.

فالدول التي تتسيد حضاريا نجدها تتسيد ثقافيا ويكون لها النصيب الأكبر في الإحصاءات والدراسات الخاصة بالقراءة والكتابة.

وقالت صحيفة الرأي الأردنية في دراسة نشرتها "الدراسات الدولية الأخيرة حول معدلات القراءة في العالم أوضحت أن معدل قراءة المواطن العربي سنويا ربع صفحة، في الوقت الذي تبين فيه أن معدل قراءة الأمريكي 11 كتابا، والبريطاني 7 كتب في العام."

المصدر: http://www.husseinalsader.org/inp/view.asp?ID=6528

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك