نحو ثقافة تسمو بنا

إننـا نحتاج إلى تلك الثقافة التي تسمو بما إلى المثالية الصادقة، وتنتهي بنا إلى الكمال البشري الذي يضمن لنا سعادة الحياتين، ولن نجد مثل تلك الثقافة إلا في التعاليم الإسلامية، إذا طبقت التطبيق النافع بأسلوب مفيد يتلاءم مع زماننا وأهله، وبشرط أن يراعي في ذلك التناسب والتوزيع الصحيح، ويعطي لكل طبقة من المتعلمين ما يناسبها، وما نحتاج إليه بمقادير وطرق معينة تتفق مع أقسام التعليم وطبقات المتعلمين وأطوارهم وأعمارهم ومؤهلاتهم، ولست أعني بالتعاليم الإسلامية فنا خاصا أو موضوعا من الموضوعات العلمية، بل أعني بذلك كل فن عرفه الإنسان منذ البدء، وكلما سيعرفه في المستقبل مما يفيد الإنسان في إحدى حياته الأولى والأخرى، أو في كلتيهما، بدون تحديد أو تخصيص، لأن الإسلام نظام ثقافة وعلم لا يقف من ذلك عند حد أو غاية، وكيف وهو الذي يقول : «وقل رب زدني علما» ويقول : «وفوق كل ذي علم عليم» -فالثقافة التي نعنيها، والتي نحتاج إليها هي الثقافة البشرية الواسعة، الثقافة التي لا تنتهي بزمان معين، ولا تنحصر في مكان خاص، ثقافة الإبداع والتفنن والاختراع والزيادة والتنوع على ممر الأزمان لتزداد في كل يوم علما، إلا أنه لابد لهذه الثقافة من أسس ثابتة ودعائم قوية من الدين، مشربة بروح الإسلام، مؤتمرة، بأوامره، واقفة على نواهيه، لأن الإسلام هو النظام الوحيد الذي يسير بالنفس البشرية إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه من الرقي وسمو درجات المثالية التي تجعل من الإنسان مخلوقا طاهرا، وآدميا مكرما، يصلح أن يحيا حياة الخلود والرفعة في عالم الخلود مجاورا الله وكرام عباده في أعلى طبقات العوالم العلوية، متمتعا بما يصبو إليه وبما خلق لأجله من السعادة والهناء الدائم المشار إليه في قوله تعالى : «فلا تعلم نفسه ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون». وماذا كانوا يعملون حتى استحقوا ذلك، كانوا يتآمرون بالمعروف ويتناهون عن المنكر، ويتواصون بالحق، وبالصبر، وكانوا يصدقون في وعودهم إذا وعدوا وفي حديثهم إذا حدثوا، ولا يكذبون، ويحفظون الأمانة ولا يخونون، ولا يقتلون النفس التي حرم الله ولا يزنون، وكانوا صالحين مصلحين، يضمرون الخير ويحبونه ويفعلونه، ويكرهون الشر ولا يضمرونه، أولئك الذين هدى الله وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الفسق والعصيان، أولئك هم الراشدون، فضلا من الله ونعمة، وأولئك الذين تسابقوا وسبقوا إلى المثالية فأدركوها، وبلغوا قمتها، وتنافسوا في الخيرات وتسارعوا إليها فأوتوا ما رأسوه منها، وكانوا عباد الله المخلصين الذين يتبعون نظامه، ويحافظون على أمانته في أرضه وخليقته فكانوا رحمة للناس لا يريدون في الأرض علوا ولا فسادا، بل لم يريدوا إلا الإصلاح والعمران، لأنهم تتثقفوا بتلك الثقافة الصادقة التي اختارها الله لتثقيف عباده، وتكوين أحسن وأصلح نموذج يكون قدوة صالحة ومثالا للناس يحتدون حذوه، ويسلكون طريقه إذا أرادوا الوصول إلى السعادة الدائمة بطريق لا عوج فيه، وهذه هي الثقافة التي نحن في اشد الحاجة إليها، ثقافة الخلق الطاهر وتزكية النفس، وتنقيتها من أدرانها المادية والمعنوية، والسير بها إلى ما يسمو بالإنسانية، ويرفع مستواها إلى أعلى عليين، وينقذها من ويلاتها ويشفيها من أسقامها وآلامها التي ما فتئت تتخبط فيها ينقذها من ورطة البوار والدمار، ينقذها من الأنانية والعنصرية، وتعالي الإنسان على الإنسان، ومن بطش القوي بالضعيف ومن التفاني وسفك الدماء البشرية البريئة بدون حق سوى العتو والنهب والسلب واستعباد الأحرار وتسخيرهم تسخير البهائم بغيا وعدوانا.
تلك هي الثقافة التي نحتاج إليها، ودائما ندعو إليها، ونؤمن إيمانا لا يخامره الشك بأنها طريق النجاة، والدواء الناجع لكل الأمراض التي تكابد عناءها الإنسانية، ومثل تلك الثقافة التي نتمنى أن تكون هدفنا في عموم التعليم، وفي جميع أدواره وأطواره، نعم، هي الثقافة التي نعتقد بحق أنها تعصم أتمنا وسائر المم من الانهيار والفناء، على أنها سلم الرقي وطريق التقدم المستنير، وهي وحدها فقط التي تكفل لنا حياة الفضيلة والعزة والكرامة –لا تلكم الثقافة الزائفة التي يدعو إليها البعض، ثقافة الانحلال والخلاعة والتهتك والبهيمة، وإطاعة الشهوات، والانصياع مع الهوى والغواية، والاندفاع مع تيار العاطفة التي لا تتقيد بإرادة، ولا يكفكف من جماحها عزم، وليس لها هدف سوى إرضاء رغبات النفس الأمارة بالسوء، والتي تميل بالإنسان دائما نحو الويل والشر المستطير. زلا يرضى بها إلا أصحاب الأغراض المفسدون ممن وصفوا بقوله تعالى : «ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما». وإن هذه الثقافة تنزل بالإنسانية إلى الدرك الأسفل، وتجردها من معنويتها وتطفئ نورها، وتطمس معالم جمالها، وتذهب بجميع خصائص النفس البشرية، وتجعل منها حيوانا مفترسا فتاكا رائده الهوى، وغايته إرضاء غريزته الوحشية، متجردا من الرحمة، وقوة الإرادة والصبر والعدالة، وسائر الصفات التي تعد قواما للبشرية الراقية.
وإن كثيرا من الناس يرون أن الثقافة هي معرفة القراءة والكتابة، والإلمام ببعض المسائل والفنون العلمية أو التفوق في بعض المهن والصنائع فحسب، وليس ذلك من رأيي، بل أعتقد يقينا أن الثقافة فوق ذلك وأبعد، وليس للبشر غنى عنها لأنها الفضيلة، وتحلية النفس بأنواع الكمالات المعنوية والأخلاق العالية التي ظلت وستبقى هدفا وميدانا لتسابق الفلاسفة والعلماء، وعظماء العالم وعقلائه، طيلة أزمنة التاريخ، بل هي التي يطالب الله بها عباده، وأرسل بها رسله وأنبياءه إلى كافة الأمم في المعمورة، في مختلف الأعصار والأمصار، والتي تعلو بالإنسان إلى نهاية مقياس الكمال من قوة الإرادة وصدق العزيمة، والثقة بالنفس والشجاعة والصدق، وحب الخير والإصلاح العام، وجلب النفع لجميع الخلق، لأنهم عيال الله، ثم دفع الضر عنهم، ونصب ميزان المساواة بين بني الإنسان، مع الرحمة والعدالة، وما إلى ذلك من الصفات والأخلاق الفاضلة التي ظلت ولا تزال نبراسا لرقي الإنسان وعنوان مجده وسعادته وفخره، بل سبب وجوده وبقائه، وبالفضائل تفاضلت أنواعه، وتميزت جماعاته وأفراده، وإليها يرمي كل تعليم، وهي هدف كل ثقافة صالحة منذ القدم، إذن فالثقافة والتعليم الذي نحتاج إليه هو ما يؤدي إلى الفضيلة التي هي عماد سعادة الإنسان، وسلم رقية إلى أقصى حد من العبقرية والكمال البشري، والتي كانت الحد الفاصل بين الإنسان والحيوان، وسائر العوالم التي دونه، والتي لولاها لما كان شيئا يذكر، ومن أجلها أكرم وفضل على كثير من الخلق، واستخلف في الأرض، وسخر له ما في السماوات وما في الأرض. فهي سر عزه وبقائه، وضمان سعادته، تلكم هي الثقافة وتلكم غايتها التي طالا تنافس العقلاء في نيل فصب السبق فيها، وكل ثقافة لا تهدف إلى ذلك لهي ثقافة عمياء صماء جوفاء، مصيرها الضلال البعيد والخسران المبين، وغايتها، الهدم والتخريب، ثم الاضمحلال والفناء والذل والصغار، الشيء الذي يأباه الطبع السليم، ويتجافاه العقل.
إذن فنحن في حاجة إلى ثقافة تنتشل مجتمعاتنا من كل إدران الفساد، وسوء التدبير وضعف التفكير، وتذكير فبنا الوعي الصادق، وترفع مستوانا إلى أعلى درجات الكمال، كي نأخذ مكانتنا السامية أمام صفوف الأمم الراقية، لأن الإنسان يعيش لاقتناء الشرف وعلو المنزلة وتخليد الذكر وبناء المجد وغير ذلك من المعاني التي هي غذاء النفس، وقوة أملها، ومبعث رغبتها في الحياة، كما قال الشاعر :
لغير العلى مني القلا والتجنب ولولا العلى ما كنت في العيش أرغب
هذا هو الإنسان، وهذا هو معنى الإنسانية، أما من يظن أن الحياة هي الأكل والشرب والتفنن في اللذات وأنواع الشهوات المادية، فليتأمل فيما تئول إليه ليعرف قدره منها، ومقامه بين أجناس البشر.
هذا ولو شئنا أن نتبع العز ونتمسك بالمعاني السامية، لكان ذلك قريب المنال منا متى صدق عزمنا، وتاقت إليه نفوسنا، وتناولته بالفعل إرادتنا، ونحن نملك من أسبابه ما يغبطنا عليه الغير، نملك القرآن الذي يهدي إلى فوق ما تسمو إليه نفوس البشر من خير وسعادة، ونملك الثقافات الإسلامية على اختلاف أنواعها وتعاليمها، ولكن، هل تفهمناها ؟ هل أعرناها أهمية تذكر ؟ هل حاولنا تطبقها تطبيقا صالحا ؟ هل استثمرناها الاستثمار النافع ؟ أم نبذناها وراءنا ظهريا معرضين عنها حتى عفت معالمها، مع أنها الدواء الذي يأتي على جميع الأدواء، أو ليست الثقافة التي نحتاج إليها احتياج النبات الذابل إلى الغيث المنهمر. أن ثقافتنا التي أهملناها كانت ولا تزال الباعث لكثير من مدنيات الأمم، من مرقدها، وبها وصلت أن كانت وصلت إلى شيء، ولا تزال إلى اليوم مأخذا واصلا صحيحا من الأصول المعول عليها في بناء الحضارة، عند من يقدرها حق قدرها ويعرف كيف يقتطف من ثمارها الدانية، فمالنا لا نمد أيدينا إلى استغلالها والانتفاع بها وجعلها أسسا ثابتة لبناء الثقافة التي نحتاج إليها؟ تلك الثقافة التي تمن لنا سعادة دائمة تفوق مل سعادة في العالم.
وليت شعري كيف أبحنا في دركة من الجهل بالتعليم ومواده وطرقه إلى حد أننا لا نحسن شيئا من الاختيار، ولا كيفية العمل والتطبيق، مع وفرة المواد وغزارة المنبع، ولكن البناء الذي يجهل البناء لا تغني عنه الأدوات والمواد شيئا، بل لا تزيده إلا هما، وأن أمة تملك الثقافة الإسلامية التي على رأسها القرآن، ثم تدعي الفقر والحاجة إلى الثقافة، لهي أمة يرثى لها، ويجدر بها أن تبكي على عقلها وفهمها السقيم الذي أصبحت معه لا تميز بين الصالح والطالح، ولا تعرف ما تحتاج إليه، وما يتفق مع حياتها ونفسياتها، بل اقتنعت بأن تكون عالة على الغير كالعجلة الخلفية، في أكثر شئون حياتها، تسير ولا تسير، وتستغل ولا تستغل، كاليتيم الغني المضروب على يده المغلوب على أمره يتمتع الغير بماله وثروته، ولا يناله منها إلا الفتات، والفضل، فها نحن أولاء نملك ثروة طائلة من الثقافة والتعاليم الحكمية والروحية التي تهز الجماد، فلم تغن عنا شيئا لأنها مقبورة في بطون الكتب والدفاتر تنتظر من يثيرها من الأجانب الباحثين، وينفض عنها الغبار ويبررها للنابهين من أبناء جنسه، فلا نزيد على أن نطلق العنان لألسنتنا بمدحه والثناء عليه مكبرين فعله وهمته، دون أن يحرك ذلك شيئا من شعورنا فنتدارك خطيئتنا ونفعل كما فعل فيما بقي من المدخر، وإذا تجرأ أحد منا على ذلك أو حاوله، سلقناه بالسنة حداد ورميناه بكل سقم وعقم، وانفتحت لنا عيون لاستخراج عيوبه وتثبيط همته حتى لا يعود إلى مثل ذلك، ولا يجرأ غيره على مثل فعله، كل ذلك يغضا وحسدا لبعضنا البعض، فأني يحق لنا أن نلهج بالتقدم والرقي مع مخالفة نهجهما الذي هو الخلق القويم والتنزه عن الدنايا والأدران الخلقية ؟
وها هو التعليم الذي هو أكبر وسيلة فعالة للنهوض بالأمم ورفع مستواها والسير بها نحو كل فضيلة، لا يزال عندنا سقيما لا يمكن أن يؤدي الفائدة المطلوبة من إيقاظ الأمة المغربية، والنهوض بها في أقرب أجل ممكن، لأن تعليمنا إنما هو شكليات جوفاء، واسم بلا مسمى وجسم بلا روح، ونظمه ومناهجه تعتمد على أقيسة وتراجم غير واقعية بالنسبة إلينا، ولا تلائم روح الشعب المغربي، ولا تفي بحاجته كما لا تتمشى مع نفسيته وخصائصه ومقوماته، إذ الشعب المغربي له طبيعته ومواهبه الفطرية، وثقافته المكتسبة، فهو كما يدل عليه تاريخه شعب ماجد شجاع، تواق دائما إلى القوة والعظمة والفخر، وهو مع ذلك شعب مسلم ما زال يعتز بإسلاميته، أحب الإسلام ورضيه دينا منذ القرون الطوال، فروثه كابرا عن كابر، وخلفا عن سلف وتثقف بثقافته التي خالطت منه الدم واللحم والمخ إلى أن أصبحت جزء لا ينفك عن فطرته وطبيعته، وناضل عن دينه مئات السنين نضالا مدهشا لم يعرف فيه كللا ولا مللا، فهو يطلب التقدم والاندفاع بانيا على أسس ثقافته السالفة ومجده التليد، وأصلا بين حلقات سلسلة جهاده سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، دون أن يحيد عن فطرته وخصائصه المطبوعة بطابعها له كيانه ومميزاته، وينمي فيه الغرائز الجميلة التي عرفه بها التاريخ، فيحتاج مثلا إلى ثقافة تحيي فيه الثقة بنفسه، وتعرفه بمزاياه وتذكي في نفسه التضحية، والجلد والصبر، وتحفظ عليه اسلاميته المثالية بعد تطهيرها من البدع والخرافات التي تتنافى مع تعاليم القرآن والسنة الصحيحة، وتزيد في عبقريته وتهديه إلى الفضيلة والسعادة العامة، وهذا يحتاج إلى تنظيم التعليم تنظيما محكما، ثم تعميمه وإقامته على أسس ثابتة تهدف إلى غايات ونتائج معينة تدريجية، لا كالتعليم الموجود الذي تنخره الفوضى ويهدده الاضطراب فيظهر كل يوم في شكل، ويتلون تلون الحرباء، وما بني اليوم يهدم غدا، والمرحلة التي نقطعها في هذا العام قد نعود إليها في العام التالي، بدون غاية ولا هدف نرمي إليه، سوى الصور والأشكال، ولم يكن هذا شان التعليم والتثقيف في أي أمة من الأمم أو بلد من البلدان، بل التثقيف هو إصلاح النفس البشرية، ونقلها من ظلمات الجهل والطيش إلى نوى العلم والعقل، ثم من حال حسنة إلى أحسن منها وهكذا حتى نهاية الكمال المطلوب الذي تسود معه الفضيلة وتموت الرذيلة، وتعم الرفاهية والإخاء والطمأنينة، ويتم نضج العقل والإحساس يكمل الوعي فيدرك كل واحد ماله وما عليه، فيؤدي ما عليه ويأخذ ماله، ويعمل للصالح العام من تلقاء نفسه، ويكون رائده في ذلك هو ضميره وحده الذي يأمره بالخير فيأتيه، وينهاه عن الشر فينتهي عنه، وللوصل إلى مثل هذه النتائج يجب أن يسقى تعليمنا بروح خلقية دينية تعلم بأسلوب حكيم جذاب مؤثر على المتعلمين والعاملين، فنحن إذا في حاجة ماسة إلى ثقافة تقلب الوضع الحالي إلى ما هو أوفق وأصلح، وتغير الاتجاه الموجود إلى اتجاه يجمع شمل الأمة ويوحد كلمتها، ويجعل منها كتلة صالحة متماسكة متحدة يشد بعضها البعض تعمل لخير نفسها ولخير غيرها متعاونة متساندة بعطف وإخلاص، تهدف إلى غاية واحدة وغرضها واحد تشترك في دفع الضر عن الجميع وجلب النفع للجميع.
وليس ثمة ثقافة تكفل لنا ذلك سوى تعاليم الدين الكامنة بين آيات القرآن، وحكم سيد المرسلين تلك التعاليم التي تذكرنا بقوله : «إنما المومنون إخوة»، وبقوله عليه السلام : «المومن للمومن كالبنيان يشد بعضه بعضا» وقوله : «لا يومن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يجب لنفسه»، وأمثال ذلك من الآيات والأحاديث التي كونت من قبائل العرب المتنافرة المتعادية أمة رحيمة متعاطفة دكت الأرض وجابت العالم فاتحة ناشرة العدل والبر، والثقافة الصالحة والعلم، وأملت على أمم الأرض درسا من المساواة والرحمة والأخلاق، وبنت صروحا مشيدة من العز والحضارة في ربوع العالم الفسيح، وخلدت ثروة من العلم والثقافة لا تفتى على ممر العصور والأجيال، ذلك كجدنا الذي لا يزال يشع من وراء القرون، أولئك آباؤنا الصالحين، ومثل تلك الثقافة هي التي نحتاج إليها، ونطالب بها (وقل اعملوا فيسرى الله عملكم ورسوله).