أوروبا والحضارة الإسلامية

بقلم غياث بلال

كانت حضارة المسلمين في الأندلس من أعظم الحضارات التي مرت على البشرية إن لم تكن أعظمها على الإطلاق، فأنجبت من العلماء والمخترعات والمؤلفات خلال فترة قصيرة نسبيا في حياة الأمم، ما عجزت عنه امبراطوريات واسعة لم تغب عنها الشمس. وفي تاريخها الكثير من العبر والدروس، التي لا تزال تصلح للاستخدام وأخذ العبر في أيامنا هذه. وقد أكرمني الله بزيارة بعض آثار الحضارة الإسلامية في تلك الأنحاء التي كانت تنعم بالإسلام يوما وتذخر بالمسلمين والاطلاع على بعض جوانب تاريخها، فآثرت في نفسي أن أدوّن أبرز مشاهداتي كي تكون حافزا لمن يقرأها، كي يرجع إلى التاريخ ويبحث فيه ويتفكر في حال الأمة أين كانت وكيف صارت. ولكي يدرك كذلك أننا أمة حملت لواء الحضارة لأكثر من عشرة قرون، وما حالنا اليوم إلا الاستثناء وخلاف الأصل، فلا يصحّ منّا أن نشعر بالهزيمة أو بعقدة النقص تجاه من يقود قاطرة المدنية والتقدم العلمي في هذا العصر. فمن كان أجداده عمر وخالد وطارق وصلاح الدين يحمل بين جنبيه بذور التحضر والعزة والتقدم، إن أخلص النية وأحسن العمل.. ولكن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

قرطبة

أبدأ رحلتنا من قرطبة، عاصمة الخلافة وجوهرة أوروبا حتى سقوطها في يد الإسبان عام 633 هـ (1236م). فقد أخرجت لنا قرطبة الكثير من العلماء في جميع المجالات، أمثال: ابن عبد البر، وابن حزم الظاهري، وابن رشد، والزهراوي، والإدريسي، والعباس بن فرناس، والقرطبي، وغيرهم. ومن أشهر ما تبقى من معالمها الإسلامية مسجدها الجامع الكبير، الذي تمّ تحويله إلى كنيسة، وتمّ هدم جزء من داخله وإزالة بعض قببه لبناء كنيسة على الشكل المتعارف عليه للكنائس في داخله.

وكذلك القنطرة الرومانية التي جدّدها السمح بن مالك الخولاني في خلافة عمر بن عبد العزيز وقام بتوسعتها. وقريب منها لا تزال بعض آثار قصر الإمارة باقية، بعد أن تم تحويله إلى قصر للملوك الكاثوليك واسمه في اللغة الإسبانية (الكازر).

وهناك أيضا عنفة مائية بالقرب منها كانت تستخدم مع كثيرات غيرها لحمل الماء إلى الأقنية المؤدية للمسجد الجامع وبيوتات قرطبة وحماماتها التي وصل عددها في بعض الروايات إلى تسعمتئة حمام، في الوقت الذي كان سكان باريس يلبسون الأحذية ذوات الكعب العالي، كي يتجنبوا البراز في الطرقات، وكانوا يفتخرون بأنّ جسمهم لم يمسه ماء غير ماء التعميد.

فعلى القنطرة يجد الزائر اليوم متحفا صغيرا في داخل برج، يقع في نهايتها، يسمّونه بالإسبانية "برج كالهورا". لعلّ أول ما يلفت انتباه الزائر فيه هو الآلات والأدوات الجراحية التي اخترعها أبو القاسم الزهراوي، المولود في مدينة الزهراء عام 325 هـ(936 م) قبل أكثر من 900 عام ولا تزال هي نفسها -من حيث المبدأ- أدوات الجراحة في القرن الميلادي الحادي والعشرين.

جغرافيا الإدريسي

يمكن للزائر كذلك رؤية جهاز الأسطرلاب، المستخدم لتحديد مواقع النجوم، وهو الذي استخدمه كولمبوس في رحلته إلى القارة الأمريكية. كما أنه يمكن مشاهدة بعض الخرائط التي رسمها المسلمون الأوائل من القرن الحادي عشر وحتى الخامس عشر الميلادي. ربما كان أهم هذه الخرائط هي خريطة الإدريسي أحد أهم الجغرافيين في التاريخ، ومؤسسي علم الجغرافيا، والملفت هو الدقة العالية نسبيا لهذه الخريطة، بالنظر إلى الإمكانات المتاحة في تلك الأيام.. حيث لا طائرات ولا أقمار صناعية.

ولد الإدريسي في مدينة سبته في المغرب عام ٤٩٣هـ (١١٠٠م) وتوفي عام ٥٦٠هـ (١٠٦٥م) حيث لم تقتصر رحلاته على بلاد العالم الإسلامي فحسب, بل وصل سواحل فرنسا وبريطانيا و سافر إلى القسطنطينية وعاش فترة في بالميرو، عاصمة صقلية آنذاك، بعد أن سيطر عليها النورمانديون.

قام الادريسي بتحديد موقع منابع نهر النيل على أنها تحت خط الاستواء قبل دخول مصر، حيث تلتقي روافد نهر النيل في الخرطوم، مع العلم أنه لم يذهب إليها، فأبطل بذلك نظرية "أبي الجغرافيا" الأغريقي بطليموس، الذي ولد في مصر وزعم أن منبع نهر النيل هو تلة في القمر.

مما لفت انتباهي في خريطته التي كانت أول خريطة للعالم أجمع حتى ذاك الحين أنّ مسميات المدن كانت مكتوبة بشكل مقلوب, أي أن الأدريسي عندما رسم خريطته وضع أوروبا فيما هو متعارف عليه اليوم على أنه الجنوب ووضع مكة وأفريقيا في الشمال. وكما هو معلوم فإنّ خطوط الطول والعرض وأسماء الجهات هي تسميات اصطلاحية، فمن الممكن للإنسان أن يرى أفريقيا من الفضاء فوق أوروبا أو تحتها, وهذا يعتمد على الموقع الذي يتم الرصد منه.. ولكن لماذا كل الخرائط اليوم تضع أوروبا في الشمال وأفريقيا في الجنوب؟

مما يعزز نظرية أن الأوروبيين أخذوا خريطة الإدريسي فيما بعد وقلبوها كي تكون أوروبا فوق البلاد الإسلامية، هو أنّ الخريطة وُضعت في زمن كان المسلمون فيه هم من يضع القواعد والمحدّدات للعالم الإسلامي والغربي على السواء، فكل المدن التي أنشئت ما بين القرنين الميلاديين الحادي عشر والخامس عشر تخضع مسميّاتها للمصطلحات التي وضعها الأدريسي: فعلى سبيل المثال لا الحصر من المدن الألمانية حيث أقمت.. فإن "أوبر باير" تقع في الجنوب من "نيدر باير" و"أوبر فرانكن" تقع في الجنوب من "أونتر فرانكن" وكذلك "نيدر ساكسن" تقع في الشمال من "ساكسن" وكذلك فإن "نيدر كاسل" في الشمال من "أوبر كاسل".. هذا مع العلم أن كلمة "أوبر" في اللغة الألمانية تعني: فوق.. الأعلى، وأنّ كلمتي "أونتر" و"نيدر" تعنيان تحت.. الأسفل. فجميع هذه المسميات شواهد على صحّة تلك النظرية، ويوجد كذلك في فرنسا العديد من الأمثلة المشابهة.

طبعا يوجد أيضا العديد من الأمثلة التي تخالف القاعدة السابقة في التسمية، وذلك لتأسيسها أو إعادة تسميتها، بعد القرن الميلادي الخامس عشر، مثل مدينة "أوبر هاوزن" في ألمانيا، التي تأسست في بدايات القرن الميلادي التاسع عشر.

مثال آخر في علم الجغرافيا قلّ من يعرفه، وهو تحديد خطوط الطول وخطوط العرض للكرة الأرضية. فقد كان العالم المسلم أبو الريحان البيروني، أوّل من وضع خطوط الطول والعرض على الخرائط، وجعل أوّل خط للطول على أقصى نقطة في غرب الساحل الأفريقي.. وظلّت أغلب الخرائط في ذلك الزمن تعتبر هذا الخط كخط أساس كما اعتمد بعضُها فيما بعد، الخط المارّ من مكة كخط أساس تعظيما لها.

وصارت بريطانيا في عهد الملكة فيكتوريا في عام 1883م أعظم ممالك الأرض في ذلك الحين، وأكبر امبراطورية عرفها العالم.. وفي ذلك العام تم الاتفاق على نقل خط الأساس الجغرافي الطولي إلى الخط المارّ بالمعهد الملكي الفلكي البريطاني في غرينيتش، وإعطائه الرقم صفر، وجعله بذلك هو الخطّ المرجعي.

أسبقية العلماء المسلمين

ويجدر الإشارة هنا إلى أن البيروني هو من أثبت دوران الأرض حول محورها، قبل غاليليو بحوالي 600 سنة، وخالف نظريات الإغريق القائلة إنّ الشمس تدور حول الأرض، ووضع قاعدة حسابية لتسطيح الكرة، أي نقل الخطوط والخرائط من الكرة إلى سطح مسطح وبالعكس.. ومن بعض مؤلفاته في الجغرافيا: "تصحيح الطول والعرض لمساكن المعمور من الأرض"، و"تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن".

كما يجدر الإشارة إلى أن ابن خرداذبة وابن الرسته والمسعودي في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) كلّهم أكدوا وبرهنوا علميا وفلسفيا على كروية الأرض، وأقتبس لكم النص التالي من كتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم الأندلسي: "قالوا إن البراهين قد صحّت بأن الأرض كروية، والعامة تقول غير ذلك.. وجوابُنا وبالله تعالى التوفيق: إنّ أحداً من أئمة المسلمين المستحقّين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم، لم ينكروا تكوير الأرض، ولا يُحفظ لأحدٍ منهم في دفعه كلمةٌ.. بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها.. قال الله عزّ وجل: ((يكوِّر الليل على النهار ويكوّر النهار على الليل))".. انتهى الإقتباس.

ولكن مع كلّ هذا لا زالت كتبنا المدرسية تدرّس أن كوبرنيكوس الذي توفي عام 1543 للميلاد، هو من أثبت كروية الأرض ولم يجرؤ على نشر هذا الفتح العلمي الكبير في حياته خوفا من الكنيسة!!

مثال آخر أسوقه لكم عن قوانين علم الحركة التي تُنسب إلى إسحاق نيوتن وتعدّ أحد أهم دعامات النهضة الأوروبية الحديثة، وتقوم عليها أهم المنجزات المدنية الأوروبية.. ولكن للحقيقة فإن نيوتن لم يقم إلاّ بجمع ما توصّل إليه ابن سينا وابن ملكا البغدادي قبله بسبعة قرون.

كما أنّ قصة تفاحة نيوتن التي سقطت عليه وتفكّر بها حتى توصل إلى قانون الجاذبية من الشهرة بمكان، حتى أنّني أذكر أنها كانت في كتبنا المدرسية، مع العلم أنّ البيروني والهمداني أثبتا قانون الجاذبية قبله.

الزهراوي.. الموسوعة والمخترع

كما أنّ أبا القاسم الزهراوي الذي ابتدأنا به جولتنا في المتحف، هو أوّل من أجرى عمليات تفتيت الحصى في الكلى، والتي تُنسب اليوم إلى العصر الحديث، وهو أول من أجرى عملية القسطرة وصاحب فكرتها والمبتكر لأدواتها. وابتكر الزهراوي أيضاً المنظار المهبلي المستخدم حالياً في الفحص النسائي، والمحقن أو الحقنة العادية، والحقنة الشرجية، وملاعق خاصة لخفض اللسان وفحص الفم، ومقصلة اللوزتين، والجفت وكلاليب خلع الأسنان، ومناشير العظام، والمكاوي والمشارط على اختلاف أنواعها، كما نجح في إزالة الدم من تجويف الصدر، ومن الجروح الغائرة كلّها بشكل عام. والزهراوي كذلك هو أول من نجح في إيقاف نزيف الدم أثناء العمليات الجراحية، وذلك بربط الشرايين الكبيرة، وسبق بهذا الربط سواه من الأطباء الغربيين بستمائة عام!.. والعجيب أن يأتي من بعده من يدّعي هذا الابتكار لنفسه، وهو الجرّاح امبراطور باري عام 1552م. والزهراوي هو أوّل من صنع خيطانًاً لخياطة الجراح، واستخدمها في جراحة الأمعاء خاصة، وصنعها من أمعاء القطط، وأوّل من مارس التخييط الداخلي بإبرتين وبخيط واحد مُثبَّت فيهما؛ كي لا تترك أثراً مرئيًاً للجِرَاح، وقد أطلق على هذا العمل اسم "إلمام الجروح تحت الأدمة". وهو أول من طبَّق في كل العمليّات التي كان يُجريها في النصف السفلي للمريض، رفع حوضه ورجليه قبل كل شيء؛ مما جعله سبّاقا على الجراح الألماني (فريدريك تردلينوبورغ) بنحو ثمانمائة سنة، الذي نُسب الفضل إليه في هذا الوضع من الجراحة، مما يُعدّ -كما يقول شوقي أبو خليل- اغتصاباً لحقّ حضاريّ من حقوق الزهراوي المبتكر الأول له.

كما يعد الزهراوي أول رائد لفكرة الطباعة في العالم؛ فلقد خطا الخطوة الأولى في صناعة الطباعة، وسبق بها الألماني يوحنا جوتنبرج بعدة قرون، وقد سجل الزهراوي فكرته عن الطباعة ونفذها في المقالة الثامنة والعشرين من كتابه الفذّ (التصريف)؛ ففي الباب الثالث من هذه المقالة، ولأوّل مرة في تاريخ الطب والصيدلة يصف الزهراوي كيفية صنع الحبوب (أقراص الدواء)، وطريقة صنع القالب الذي تُصَبُّ فيه هذه الأقراص أو تُحَضَّر، مع طبع أسمائها عليها في الوقت نفسه باستخدام لوح من الأبنوس أو العاج مشقوق نصفين طولاً، ويُحفر في كلّ وجه قدر غِلَظِ (سماكة) نصف القرص، وينقش على قعر أحد الوجهين اسم القرص المراد صنعه، مطبوعاً بشكل معكوس، فيكون النقش صحيحاً عند خروج الأقراص من قالبها؛ وذلك منعاً للغش في الأدوية، وإخضاعها للرقابة الطبية.

وكذلك يعد الزهراوي أوّل من وصف عملية سَلِّ العروق من الساق لعلاج دوالي الساق، والعرق المدني واستخدمها بنجاح، وهي شبيهة جدّاً بالعملية التي نمارسها في الوقت الحاضر، والتي لم تُستخدم إلا منذ حوالي ثلاثين عاماً فقط، بعد إدخال بعض التعديل عليها.

قبل الحضارة الإسلامية أيضا

وقائمة الأمثلة طويلة جداً جداً.. ولا يسعها مقالٌ صغير، كهذا يسعى لسطر بعض ما رأى واستفكر صاحبه.. فالقاعدة السائدة في أوروبا خلال عصر النهضة هو ترجمة المؤلفات الإسلامية ونسبتها إلى مترجمها. بل أستطيع أن أزعم أن فلاسفة وعلماء اليونان من قبلهم أخذوا عن حضارة بابل ومصر الكثير ونسبوه لإنفسهم وما نظرية فيثاغورث الشهيرة في المثلث القائم إلا مثالا على ذلك.

من المتعارف عليه في حقل البحث العلمي أنّ اللاحق يبني على السابق ويتابع في البحث. إلا أن الأوروبيين لم يكتفوا فقط بنسبة الإنجازات الحضارية الإسلامية إليهم فحسب، وإنما غيروا الاسس والمفاهيم الاصطلاحية التي وضعها المسلمون بما يتوافق ونظرتهم الاستعلائية تجاه الشعوب الأخرى.

والزائر للمتحف البريطاني في لندن اليوم يجد أن أغلب محتوياته قد تم جلبها من الدول العربية والإسلامية وخاصة مصر والعراق. والمتأمّل في آثار الآشوريين والبابليين المعروضة هناك يجدها أجمل وأدقّ وأعظم وأبهى من آثار اليونانيين الذين أتوا بعدهم بحوالي 600 سنة.

والنظرة العلمية الدقيقة لآثار المصريين القدماء يجدها مبنية على أسس علمية دقيقة لم يصل إليها الرومان الذين جاؤوا بعدهم بحوالي 2000 سنة.

و يكفينا فخرا أنّ أجدادنا هم من وضعوا أول دستور مكتوب للبشرية وأوجدوا الأبجدية واخترعوا السفن وأوجدوا الأرقام وحملوا الهدى والتحرّر أينما حلّوا فلم يزيلوا مدناً ولم يبيدوا شعوبا.

وبلادنا مهد الحضارات والأديان وملتقاها.. ولم يُؤْثَر عن الحضارة الإسلامية أنّها هدمت حضارة، أو أزالت تراثا، أو أبادت شعبا، ولكنها استفادت من الحضارات التي سبقتها واستوعبتها وزادت عليها، فأفادت البشرية جميعا.. كما أن المسلمين هم أول من وضع المنهج التجريبي لإثبات الحقائق العلمية بدلا من البرهنة عليها فلسفيا كما كان دارجاً قبلهم عند اليونان، فوضعوا من خلال ذلك أحد أهم الأسس والبذار الأولى للنهضة الأوروبية.

بغض النظر عن أسلوب الأوروبيين في التعامل مع الحضارات التي سبقتهم.. فقد قام الأوروبيون بالإفادة من المنجزات المادية والفلسفية التي أوجدها المسلمون لبناء نواة حضارية كانت عماداً للنهضة الأوروبية فيما بعد، دون أن يخسروا لغاتهم أو هويتهم المستقلة.. فهلا تعلّمنا منهم في هذا السياق؟!!

مراجع:

علماء الأندلس إبداعاتهم المتميزة وأثرها في النهضة الأوربية، شوقي أبو خليل

موقع قصة الإسلام، الدكتور راغب السرجاني

من روائع حضارتنا، مصطفى السباعي

التاريخ المصور للأندلس، دكتور طارق سويدان

برنامج وثائقي من إنتاج تلفاز RTL الألماني تحت عنوان "علوم الإسلام الدفينة"Welt der Wunder: Geheime Wissen des Islams

المصدر: http://www.google.com/imgres?imgurl=http://www.midadulqalam.info/midad/uploads/Image/dokbilder/Ze_013_Luegen.jpg&imgrefurl=http://www.midadulqalam.info/midad/modules.php%3Fname%3DNews%26file%3Darticle%26sid%3D1219&usg=__p5B7Zgj9TW39mZMvgrg1ZBG1IAo=&h=541&w=523&sz=51&hl=ar&start=117&zoom=1&tbnid=MyU0PjsQLq8TpM:&tbnh=132&tbnw=128&ei=yJH2UNeNNYKrtAbbwYHwBw&prev=/search%3Fq%3D%25D8%25AD%25D9%2588%25D8%25A7%25D8%25B1%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A3%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25A7%25D9%2586%26start%3D100%26hl%3Dar%26sa%3DN%26gbv%3D2%26tbm%3Disch&itbs=1

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك