إعلان عمان للحوار الحضاري

إعلان عمان للحوار الحضاري

صدر عن المؤتمر الدولي الثالث لمنتدى الوسطية للفكر والثقافة

نبيل شبيب

 

{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} سورة آل عمران آية 104

انطلاقاً من أن الإسلامَ هو دينُ الحوار والانفتاح على الآخر، وتأسيساً على ما ورد في القرآن الكريم من دعوات متكررة ومتنوعة للتعارف بين الشعوب وللتعاون على البر والتقوى وكل ما فيه خير الإنسان، وعلى حقيقة أن البشر جميعاً إخوةٌ في الإنسانية يعيشون على هذه الأرض وينعمون بخيرها ويتفيّؤون ظلها، على اختلاف أجناسهم وألوانهم وعقائدهم.

وانطلاقاً من القيم والأهداف المشتركة بين شعوب هذا العالم، وفي إطار روح التواصل بين الأمم والاحترام المتبادل بين الثقافات، فإن العلماء والمفكرين الذين التقوا في عمّان، عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، في المؤتمر الدولي الثالث لمنتدى الوسطية للفكر والثقافة تحت عنوان (نحو إسهام عربي إسلامي في الحضارة الإنسانية المعاصرة) يطلقونها دعوةً واضحةً وصريحةً موجهةً لكل القوى والفعاليات الرسمية والشعبية في العالم العربي والإسلامي وفي العالم أجمع، أن ينطلق الجميع في أفكارهم وممارساتهم من الحرص على تحقيق المصلحة الإنسانية العليا، وأن يجعلوا التعاون على ما فيه خير الإنسانية جمعاء شعاراً لهم، وأن يعملوا بكل جهدهم ليكون الحوار البناء هو السبيل للإفادة من كل الطاقات الإنسانية الخيّرة، وتوظيفها لرفعة البشرية وسعادتها في كل مجال.

إن العلماء والمفكرين الموقعين على هذا البيان يؤكدون أن التنوع الثقافي والاختلاف الديني يجب ألا يكون مانعاً من التواصل والانفتاح بين أبناء المجتمعات الإنسانية، بل يجب أن يكون عامل تنوعٍ وتكامل، ودافعاً للسعي قدماً نحو تحقيق الأهداف المشتركة لِما فيه خير البشرية جمعاء.

من هنا، فإننا ندعو كل القوى الفاعلة في الغرب وفي العالم العربي والإسلامي للاستجابة لهذه الدعوة، ولأن يلاقي هذا الإعلان قبولاً لديهم على المستوى النظري والعملي. وذلك من أجل بناء حضارةٍ عالميةٍ راشدة، تَحملُ في جوهرها وتُعبّرُ في تجلياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية عن القيم الإنسانية المشتركة الأصيلة. بعيداً عن جميع ألوان الصراع والتعصب والعنصرية والهيمنة، لتحقيق مبادئ العدل والإحسان على هذه الأرض، ولتنعم البشرية المعاصرة بالوئام والأمن والسلام والاستقرار لأن البشرية بحاجة إلى البقاء والنماء والرخاء والطمأنينة.

إن تاريخ الأمة العربية والإسلامية يؤكد أن هذه الأمة كانت منارةً للتعايش السلمي بين الشعوب والحضارات، عن طريق التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب المختلفة، واحترام حقوق الإنسان وكرامته أياً كان دينه أو لونه أو جنسه. ولقد كان الإسلام على الدوام مصدر ذلك النور الذي أضاء طريق البشرية. وسيبقى بحكم خلوده وصلاحيته لكل زمان ومكان مصدراً له إلى يوم الدين.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} سورة الحجرات: آية 13

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} سورة المائدة: آية 8

(صدر هذا الإعلان في ختام المؤتمر الدولي الثالث الذي انعقد في عمّان أيام ، كما صدرت عن المؤتمر توصيات تبين الطريق إلى الإسهام الحضاري المطلوب، يمكن الاطلاع عليها في موقع منتدى الوسطية للفكر والثقافة)

 

المصدر: http://www.google.com/imgres?imgurl=http://www.midadulqalam.info/midad/uploads/Image/dokbilder/Ze_013_Luegen.jpg&imgrefurl=http://www.midadulqalam.info/midad/modules.php%3Fname%3DNews%26file%3Darticle%26sid%3D1219&usg=__p5B7Zgj9TW39mZMvgrg1ZBG1IAo=&h=541&w=523&sz=51&hl=ar&start=117&zoom=1&tbnid=MyU0PjsQLq8TpM:&tbnh=132&tbnw=128&ei=yJH2UNeNNYKrtAbbwYHwBw&prev=/search%3Fq%3D%25D8%25AD%25D9%2588%25D8%25A7%25D8%25B1%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A3%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25A7%25D9%2586%26start%3D100%26hl%3Dar%26sa%3DN%26gbv%3D2%26tbm%3Disch&itbs=1

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك