دراسة عن مسلمي الغرب والعالم الاسلامي

صـدرت دراسة جديدة بالعربية والإنجليزية والفرنسية ، للدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري ، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " إيسيسكو" ، بعنوان " مسلمو الغرب والعالم الإسلامي" .
وفي تقديمه للدراسة يقول الدكتور التويجري " إن المسلمين في الغرب هم جزء من الأمة الإسلامية، ووجودهم في الغرب هو امتداد لوجود العالم الإسلامي ، وإنما تنبع أهمية هذا الجزء وخصوصية هذا الوجود، من عاملين اثنين :
أولهما العلاقة الحالية القائمة بين الغرب بصورة عامة وبين العالم الإسلامي بالمفهوم الواسع، وهي علاقة تتجاذبُها في الغالب أطراف الصراع وأسباب التوتر ودوافع سوء الظن والتوجس، نتيجة لرواسب تاريخية تتسبب في إصدار الأحكام المسبقة على كل ما له، أو من له، صلة بالإسلام والمسلمين، وثانيهما تفوّق الغرب علميا وتقانياً واقتصادياً وصناعياً عن بلدان العالم الإسلامي بمسافات بعيدة، مما يجعله يتحكم في زمام السياسات الاقتصادية والعلاقات الدولية ويفرض اختياراته ويمارس هيمنته على الدول التي تصنف في خانة الدول النامية ومنها دول العالم الإسلامي . ولذلك كان الاهتمام بمسلمي الغرب ـ والفرق كبير بين هذه العبارة وبين العبارة الأخرى (المسلمون في الغرب) كما بيّنت ذلك في الدراسة ـ مسألة تستأثر بالاهتمام على مستويات متعددة، أحدها هو المستوى الذي بحثت في إطاره الجوانب المتصلة بهذا الموضوع والقضايا المتفرعة عنه" .
وأشار التويجري ، كما ذكر موقع الإيسيسكو على الإنترنت ، إلى أن الفكرة الأساس التي انطلق منها في هذه الدراسة، والتي قصد فيها إلى التأكيد على مضامينها، وتوضيح معانيها، وتحليل أبعادها، هي الترابط الوثيق الذي يرقى إلى العروة الوثقى التي لا انفصام لها، بين المسلمين في الغرب، على تعدد طوائفهم وتنوع أوضاعهم الاجتماعية واختلاف أحوالهم الثقافية وتمايز تصنيفاتهم القانونية التي تتفاوت بين مواطنين أصليين من دول غربية، وجاليات قدمت من بلدان إسلامية وأقامت واستوطنت في دول الغرب، بعضها اكتسب الجنسية، وبعضها الآخر احتفظ بجنسيته الأصلية، وبين الأمة الإسلامية بالمدلول الديني والمفهوم المدني والمحتوى الوظيفي للعبارة. وقال : " لقد وجدت من خلال دراساتي للقضايا والموضوعات ذات الصلة، أن ثمة حاجزاً وهمياً أقيم في ظل الغفلة وخلال مرحلة سابقة، بين المسلمين في الغرب، أو بين مسلمي الغرب، وبين العالم الإسلامي قاطبة، بينما هو جوهر المسألة أنهم جزء من كل لا يتجزّأ، وفئة من جماعة لا تتفرق " .
وأوضح أن العلاقة بين الغرب عموماً وبين العالم الإسلامي ، تتطلب مزيداً من الجهود المخلصة لتعزيزها وتعميقها، لأن التعاون والتعايش والتفاهم والحوار، شروط لازمة لإقامة علاقات متوازنة وصلات متكاملة تكفل ضمان المصالح المشتركة، من أجل بناء نظام دوليٍّ إنسانيٍّ الروح تسودُ فيه قيم الحق والعدل والإنصاف ومبادئ الأمن والسلام .
بتصرف عن : شبكة المعلومات العربية - محيط