العمل التطوعي في الاسلام

يعد العمل التطوعي في الإسلام ركيزة أساسية في بناء علاقة الفرد المسلم بأخيه المسلم أو علاقة المسلم ببيئته، وتأتي هذه الركيزة لتسبق المفهوم الحالي للعمل التطوعي والذي يعتبر الغرب رائدا له في عصرنا الحالي.
إذا إن ما حصل هو إعادة تصدير المفهوم إلينا بشكل عصري وليس إنشاء لشيء جديد، لقد صار العمل الطوعي ومنظماته علماً يدرس في الجامعات والمعاهد والدورات التدريبية للمنظمات الطوعية، وقد انتشرت حوله الأدبيات وتشعبت. وكذلك ازداد الاهتمام في العقد الأخير بالمجتمع المدني ومنظماته ، ازدادت الإصدارات حوله كتباً أو دوريات . وبالرغم من انتشار الأدبيات حول هذه التنظيمات إلا إن هناك عدم وضوح وضبابية، بل وخلافات واختلافات في مفهومها مما يغيب روحها الملهمة ويسلبها.
بداية: ماهو العمل التطوعي لدى الغرب؟
- طبيعة العمل الطوعي وأهدافه:جاء تعريف العمل الطوعي في مشروع قانون العمل الطوعي والإنساني لسنة 1999 كالآتي:
” يقصد به أي نشاط طوعي أنساني خيري غير حكومي أو شبه حكومي يقوم به كيان طوعي وطني أو كيان أجنبي مانح أو منفذ لبرامجه. ويكون النشاط ذا أغراض اجتماعية أو تنموية أو إغاثية أو رعائية أو خدمية أو علمية أو بحثية يتم تسجيله وفقاً لأحكام هذا القانون”.
العمل التطوعي في الإسلام والتراث
أن القيم الاجتماعية وخاصة الدينية المتجذرة والمتعمقة في المجتمع المسلم ساعدت في تعميق روح العمل الطوعي فيه، وفيما يلي نورد مجموعة من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة توضح الحث على العمل الطوعي والذي هو بمثابة صدقة في الإسلام.
قرآن كريم:
• ” وتعاونوا على البر والتقوى “.
• ” ومن تطوع خيراً فهو خير له”.
• ” وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل”.
• ” وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم” والمقصود هنا الزكاة ولكن هناك الحديث الذي يحث على الصدقة بعد الزكاة ” في المال حق سوى الزكاة”.
• وتنداح دائرة العون والصدقة لتشمل الناس على اختلاف دياناتهم ” لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم إن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين”.
أحاديث شريفة:
• ” أن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم للخير وحبب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة”.
• “لأن تغدو مع أخيك فتقضي له حاجته خير من إن تصلي في مسجدي هذا مائة ركعة”.
• ” من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له”.
• ” خير الناس انفعهم للناس ” وهذا الحديث يشير إلى نفع الناس أجمعين وليس نفع المسلمين فقط”.
• ” تبسمك في وجه أخيك صدقة” وهذا يعني إن التصدق المعنوي له مكانته كذلك في الإسلام وقد يكون البعض اشد حاجة له من التصدق المادي”.
• ” مازال جبريل يوصني على الجار حتى ظننت انه سيورثه”.
• وقد اتخذت الصدقة في الإسلام والدولة الإسلامية صورة مؤسسية في شكل الأوقاف في صورها المختلفة المساجد ، الخلاوي الوقف الاستثماري لدعم المساجد ودور العلم.
جميع ما سبق من الآيات والأحاديث تعتبر المدخل الذي ولج منه العمل التطوعي للحياة الإسلامية وأصبح جزءا لا يتجزأ منها فكل أشكال العون والصدقات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد تدخل بشكل أو بآخر في العمل التطوعي وهنا تبرز عظمة الإسلام الذي استطاع إن يجعل الشعور بالأخر وبالمكان في صميم الشخصية المسلمة.
وذلك لعامة الناس وليس حكرا على المسلمين فقط بينما جاء الغرب بالعمل التطوعي مكملا أو جزءا منفصلا رغم ما فيه من خيرية وفائدة .
المصدر:http://www.eqraa.com/2012/12/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84-%D8%A7%D9%84...

الأكثر مشاركة في الفيس بوك