التعددية الدينية
أضافه الحوار اليوم في

مصباح اليزدي - ترجمة حيدر حبّ الله
تحديد المصطلح والمفهوم
ليس هناك أي إبهامٍ في المدلول اللغوي لمصطلح البلورالية (بلوراليسم)؛ فـ PLURAL تعني الكثرة والجمع، والبلورالية تعنـي القبول بهذه الكثرة والتعدد.
إن الاصطلاح المعروف للبلورالية مستمدٌّ من الثقافة الغربية، فقد كان متداولاً في البداية في العرف الكنسي، بحيث إنهم كانوا يطلقون كلمة البلورالية بحق ذاك الشخص الذي يمتلك عدة مناصب كنسية.
بيد أن هذا الاصطلاح قد اكتسب مدلولاً معاصراً آخر في الميدان الثقافي وصار يعني في المجال الفكري والديني ضرورة تقبّل العقائد والمناهج المختلفة. فبعد اتساع مجال الارتباط بين المجتمعات المختلفة لا سيّما بعد الحروب الدينية والمذهبية الشديدة (أعم من الحروب الصليبية بين المسيحيين والمسلمين والحروب بين أتباع المذاهب المسيحية أنفسهم والتي ما تزال مستمرةً حتى اليوم بين الكـاثوليك والبروتستانت سيما في أيرلندا التي تمثل نموذجاً بارزاً في هذا الإطار في الفترة الأخيرة) وبعد الآثار السيئة جداً التي خلّفتها هذه الحروب، بعد كلّ ذلك تعزّز الاعتقاد بضرورة الاعتراف بالمذاهب الأخرى والدخول في مرحلة السلم معها، وبأن حصول الانسجام بين المذاهب والمدارس الفكرية المتعددة يصب في مصلحة المجتمع كلّه، فهذه الحروب فرضت تقبل المصالحة بين الأديان وذلك بهدف – لا أقل - تخفيف الأرضية الباعثة على اندلاعها واشتعالها.
معاني التعدّدية الدينية
من الواضح انه لا يوجد تعريفٌ كاملٌ وجامعٌ للخصوصيات المتّفق عليها للتعددية يمكن أخذه هنا، إلا أننا سوف ندرس ثلاثة أنواعٍ من الاستخدامات لهذا المصطلح وهي:
المعنى الأوّل:
الحوار الخارجي: