بين الاختلاف والحوار

د. عبدالله المحفوظ بن بيه
رئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد.

الاختلاف هو التباين في الرأي والمغايرة في الطرح، وقد ورد فعل الاختلاف كثيرا في القرآن الكريم، قال تعالى: (فاختلف الأحزاب من بينهم)، وقال تعالى: (فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون)، وقال تعالى: (وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات)، وقال تعالى: (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله).
والاختلاف قد يوحي بشيء من التكامل والتناغم كما في قوله تعالى: (فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود).
وأما الخلاف، فإنه لا يوحي بذلك، وينصب الاختلاف غالبا على الرأي، اختلف فلان مع فلان في كذا، والخلاف ينصب على الشخص.
ثم إن الاختلاف لا يدل على القطيعة، بل قد يدل على بداية الحوار، فإن ابن مسعود اختلف مع أمير المؤمنين عثمان في مسألة إتمام الصلاة في سفر الحج، ولكنه لم يخالف بل أتم معه، وقال: «الخلاف شر».
وهناك كلمات قوية في دلالتها على اشتداد الخلاف كالنزاع والشقاق، وهو الوقوف في شق ــ أي في جانب ــ يقابل ويضاد الجانب الآخر.
الاختلاف ظاهرة لا يمكن تحاشيها باعتبارها مظهرا من مظاهر الإرادة التي ركبت في الإنسان، إذ الإرادة بالضرورة تؤدي إلى وقوع الاختلاف والتفاوت في الرأي.
فإن الشقاق يمكن تفاديه بالحوار الذي من شأنه أن يقدم البدائل العديدة لتجنب مأزق الاصطدام في زاوية الشقاق.

المصدر: http://www.amnfkri.com/news.php?action=show&id=23521

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك