ميدان الحوار

لابد لكل حوار يراد له النجاح من أن ينطلق من مبدإ أساس يومىء إلى هدف ثابت: هو البحث عن الحقيقة من وجهة نظر الطرف الأخر، باعتبار أن إيمان الشخص بصواب رأيه لايعني أن رأي الطرف الآخر غير صواب؛ ومتى تحقق هذا المنهج وتلك الرغبة أمكن القول إن ميدان الحوار واسع فسيح:

فهناك حوار الحياة الذي يعني الاهتمام بالطرف الآخر وبخصوصياته وأفكاره وظروفه الخاصة، سعياً لإيجاد قواسم مشتركة معه.

وهناك حوار العمل، الذي يعني تضافر الجهود لتحقيق كل ماهو في صالح الإنسانية والصالح العام من الوجهات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.

وهناك حوار العقل والفكر والعقيدة الذي يعني تفهم أوجه التباين بين مختلف الديانات، واستغلال القواسم المشتركة بينها.

وهناك حوار التجارب وتبادل المعلومات والخبراتعليه الصلاة والسلام.

وإذا تتبعنا حركة الحوار في الإسلام وجدنا أن ميدانه متسع زماناً ومكاناً.

فمن حيث الزمان بدأ الحوار منذ عهد النبوة، وما يزال قائماً إلى الآن، وسيظل كذلك إلى أن يرث اللَّّه الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين.

ومن حيث المكان: فإن الحوار الإسلامي لايقف عند حدود معينة بل إنه يخاطب سائر بني البشر أينما وجدوا، دونما نظر إلى لون أو شكل أو لغة أو دين: {ماخََلْقُكم ولاَبعْثُكم إلا كنفسٍ واحدةٍ} (سورة لقمان، من الآية: 28).

 ثم إنه بالنظر إلى شخصية الطرف الذي تقع المحاورة معه وعقيدته نجد أن الحوار يتجه صوب جميع الطوائف والأفراد، وهكذا نجد: حوار الرجل مع أهله، وحوار الصديق مع صديقه، وحوار المسلم مع المسلم، وحوار المسلم مع المشرك، وحوار المسلم مع الملحد، وحوار المسلم مع أهل الكتاب.

وفي كل هذه المجالات يضع الإسلام ضوابط وشروطا ًللحوار الهدف منها تحقيق الصالح العام، والسعي إلى التوفيق بين مختلف الآراء، وتجنب أسباب التفرق والنفور.

المصدر: http://1bac.medharweb.net/modules.php?name=News&file=article&sid=254

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك