هل الإعلام انعكاس للمجتمع؟

يوسف القبلان

تحت عنوان (الإعلام بريء أم مدان) كتب الزميل الاستاذ تركي الدخيل مقالا في زاويته ب"الرياض" انطلق فيه من مبدأ أن الإعلام انعكاس للمجتمع، وأن من الأخطاء الشائعة تحميل الإعلام ما لا يحتمل.

استمتعت بقراءة هذا المقال من كاتب أعتقد أن لديه القدرة على الاختصار غير المخل، وهذا ما ألاحظه في مقالاته المتنوعة.

في هذا المقال عن الإعلام يبدو لي أن الزميل الدخيل قد حصر الإعلام في البرامج التلفزيونية والإعلان وأن المسلسلات الخليجية المليئة بالعنف لو لم تكن مرغوبة لما اضطر المنتج الى تكرارها، وأن المعلن يتجه نحو البرامج والمسلسلات والفقرات المشاهدة بشكل كبير ليضع فيها إعلانه.

هذا رأي له علاقة بخبرة الكاتب الإعلامية ويتفق مع مقولة الإعلام انعكاس للمجتمع وبالتالى فالإعلام من هذا المنظور يصبح تابعا لا قائدا مع أن الإعلام السياسي يقود ويصنع الأحداث ويستطيع أن يحول الشخص العادى الى بطل، وهناك إعلام من نوع آخر يصنع النجوم الفنية والرياضية ومؤخرا الدينية.

ومن هنا قد يتفق معي الكاتب وهو أدرى مني في هذا المجال أن الإعلام أوسع نطاقا من الأمثلة التى أوردها في مقاله، وإن وضعناه في المنطقة الرمادية فلن يكون مؤثرا وقد كان يقال عنه إنه السلطة الرابعة بل انه في الزمن الحديث يكاد يكون السلطة الأولى .

الإعلام كما هو معروف يساهم في تشكيل الرأي العام من خلال الوسائل والوسائط المختلفة وخاصة في الأزمات مثل الحروب وقد يكون الإعلام الأمريكي أقرب الأمثلة وأقواها في هذا المجال في ظروف استثنائية مثل حرب فيتنام وهجمات سبتمبر وغزو العراق وغيرها وفى هذه الظروف لا يمكن أن يكون الإعلام رماديا.

أما الخطاب الإعلامي الرسمي فلنأخذ الإعلام السوري الذى يمثل السلطة السورية كمثال فهناك إدانة تصل الى حد الاجماع تجاه إعلام يصف المواطن الذى يبحث عن الحرية ولقمة العيش بأنه ارهابي ويصف نفسه بأنه يناضل من أجل كرامة المواطن العربي.

وهكذا نحن أمام بحر إعلامى وما تلك البرامج والمسلسلات الا نقطة في هذا البحر .

ويقول الاستاذ تركي في مقاله إن الإعلام ليس فكرا وانما أداة يمتلئ بالتوجهات ضمن كل ثقافة وكل مجتمع وأن التعميم بموضوع الإعلام ممتنع.

وهنا أتفق مع الكاتب في مسألة أن التعميم ممتنع ولكني أدعوه للمراجعة في قوله إن الإعلام ليس فكرا وانما أداة فالإعلام كغيره من الأنشطة الانسانية له منطلقات فكرية تصل الى الناس عبر أدوات ووسائل مختلفة،

وأخيرا فعندما أقول إن تلك البرامج نقطة في بحر فإن في ذهني أشكالا متعددة من أشكال الإعلام منها الإعلام الصحي والإعلام التربوي والإعلام العلمي والإعلام الاقتصادي وهى جميعا لا يناسبها أن تكون في المنطقة الرمادية.

شكراً للزميل تركي على طرح هذا الموضوع وأرجو أن تكون مداخلتي أضافت ما يثري هذا الموضوع المهم..

المصدر: http://www.amnfkri.com/news.php?action=show&id=23714

الأكثر مشاركة في الفيس بوك