الإرهاب المستباح
يقال : الحروف تموت حين تقال , ولأنني سفّاحاً قاسياً بحق الحروف والكلمات سأقتلها قبل أن تقتلني , فكلانا نعيش في صراع دائم , ففكرةٌ من هنا وخاطرة من هناك قد تفعل بي مالا تعلمون , فلا أعلم حتى اللحظة أيهما ينتصر لدي القلم أو اللسان.
بوضوح , مارأيكم بـ\"الشائعات\" , بلا شك , إنه أجندة تتطلب فرد مساحات خصبة وشاسعة للنقاش ولكنني سأوجز الحديث عنها تاركاً لكم في الوقت ذاته بقية الموضوع لإتمامه.
نعم .. أنها \"الشائعات\" فكم حكاية صغيره عندما نرويها لأصدقائنا في سهراتنا الخاصة نكون مبهرين ومبدعين على غير العادة في انتقاء الكلمات والجمل حتى نصل إلى مرادنا بغض النظر عن الحقيقة كيفما تكون؟!
قد لا تعلمون أن الحديث المنقول هو \"الإرهاب\" الحقيقي والذي ينخر العلاقات الاجتماعية ويعصف بها للهاوية , حتى أصبح مجتمعنا كمسرحية بلا جمهور لا بداية لها ولا نهاية.
فكم أنين يعتصر قلب رجل قد قيل فيه ما لم يحدث أصلاً , وكم من الآهات تأن بين أضلعي أنثى أفقدتها كينونتها والعيش فيها , وكم أسرة تعيش في غيبوبة يعجز الطب والعلم الحديث أفاقتها مما هي فيه.
إذا , سأعود بكم إلى حيث بدأت , فالكلمات لا تموت حين تقال , بل نحن من نقتلها ونحن من نحييها فالكلمة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء , والكلمة السوداء تستقر في الصحيفة السوداء وتموت , فالكلمة أمانه فيها نموت وبها نحيا.
فكم عاشق عاش لمجرد كلمة , ومنهم من مات لمجرد كلمة.
فهل نعي ما تحدثه الكلمة؟
هل نعلم إن الكلمة ثوره؟
دعونا نكون بالكلمة ملوك ذواتنا , وأسياد أرواحنا , لا عبيد للكلمات تسير بنا إلى حيث تريد.
دعونا نقول الحق ونروي الصدق حتى لا نصبح ذات يوم أبواق ثرثرة نفتقد من خلالها الاتجاه الصحيح وتموت حينها البوصلة!
مخرج ..
الكلمة إجادة , وجهلها إبادة , وبها تدوم السيادة.