القرار السليم..في التربوي السليم
كتبه:محمد بن علي الراجي
مدخل :
المسؤولية .. ثقيلة .. قاصمة للظهر !
و السعيد من وفق بأن يكون أهلاً لها !
و الشقي من اركسته و أردته في قعر الفشل ..!!
توطئة :
قرار .. كلمة من اربعة حروف ..
و لكن هناك من يهرب منها
هروبه من الهزبر !
و كثير من أولي المناصب يخشون
من تبعات \" القرار \" ..!!
و لا يملكون الشجاعة الكافية
لجعله واقعاً حتى و إن
كان أمراً حتمياً بل مصيرياً !
و عندما تموت القرارات في أدراج
أصحاب السعادة
فبلا شك أن هناك الكثير من التعساء
الذين سيصابون بإحباط بل اضمحلال همة !
إن لم يموتوا من \" القهر \" .. و التقهقر ..!!
انطلاقة:
في العام المنصرم فقد متفوقو الجوف
اليد البيضاء و التي تصافحهم بشكل سنوي
و تكرمهم و تدفعهم للأمام ..
لم يجدوا الرعاية الأبوية المعتادة و التي
كانت تقلدهم تيجان التميز ..
و تهديهم أكاليل البهجة و السرور ..
حرموا ممن اعتادوا أن يكحلوا تفوقهم
بمشاهدته .. و بتلمس رعايته .
كانوا متعطشين لإرواء هذا الظمأ
و لكن \" مُنع \" ماء التكريم عنهم
دون مبرر واضح !
ولى الصيف .. و بدأت الإجازة ..
و الجرح غائر في نفوسهم ..!!
و بدأ عام جديد .. و بدأت رحلة أخرى
نحو القمة .. و متفوقو جوفنا
لم ينسوا تلكم الطعنة التي غرست
في خواطرهم .. و مشاعرهم !
و قبيل أيام تصدر القرارات
بإقامة حفل تكريم لهؤلاء المبدعين ..
و لكن بطريقة مختلفة !
فلقد نص القرار بأن يكرموا بشكل آخر !
فعلى كل مكتب تربية و تعليم أن يقوم
بتكريم ما يخصه منهم ..!!
و اصبحت المنطقة مناطق عدة !
و بات المتفوق بعيداً كل البعد عن أمله
و حلمه في مصافحة تلك اليد الحانية !
و منعزلاً بفعل غيره لا بفعله
و بسبب غيره لا بسببه .. عن تحقيق
أمله الذي ظل قيد الأحلام
بملاقاة سمو أمير المنطقة .
و قد اعتاد المتفوق منذ نعومة تميزه
أن يتوج نجاحه بلقاء صاحب القلب الكبير ..!
ماذا يفعل .. فسعادته يرى غير ما يراه !
و لا يملك إلا القبول \" إذعاناً \" ..!!
فصوته لن يصل مهما ضجت عقيرته !
و إدارة التربية و التعليم بكل إداراتها المعنية
لن تستطيع إجهاض ذلكم القرار ..!!
فالقرار نسج بطريقة لا تليق بهؤلاء ..!
شرعت مكاتب التربية و التعليم بالمنطقة
في إعداد العدة .. و التجهيز كل في مكتبه
لتكريم متفوقينا المحبطين ..!!
و في هذه المعمعة .. و التحشيد .. و التسارع
جاء \" القرار \" الحلم كالغيث المنهمر
على الأرض الجدباء !
قرار بمرتبة \" أبوي \" ..!
و من أعلى الهرم الجوفي ..
و من لدن سمو أمير المنطقة حفظه ربي
و الذي لم تهدأ نفسه و هو يرى ابناءه المتفوقين
يركنون على \" رف \" التشتيت و البعثرة ..!!
و قرر أن يروي ظمأ ابنائه العطشى ..
بأن يكون حفلهم السنوي في قصره
و تحت رعايته ..!!
و أن يقوم بنفسه بتتويجهم .. و مصافحتهم
و تحقيق أحلامهم ..
و الرفع من تلكم المعنويات المثخنة بالأفول ..!!
فلله درك أميرنا الفهد ..
انتشلت 216 طالباً متفوقاً
من دهاليز الشتات و حلقت بهم
إلى قمم التكريم ..
لم تكن غائباً عن الحدث ..
و لم تشغلك الأعباء عن الابناء ..
و خصصت لهم يوماً جوفياً تاريخياً
سيحفر في قلوبهم مدى الدهر
لأنك أنت من أصدر \" القرار \" ..!!
في وقت لاذ غيرك بـ \" الفرار \" ..!
و شتان ما بين القرارين ..!!
لن يكون مساء يوم الأحد القادم
مساء عادياً .. بل إنه مساء الأبوة
و تلاقي القلوب مع صاحب القلب الكبير
فلزاماً على كل تربوي أن يقبل رأس فهدنا
شكراً و عرفاناً على مبادرته الكريمة
و التي جاءت في وقتها .
و لزاماً على كل متفوق أن لا يمر ذلك
المساء البديع إلا و يطبع قبلة الشكر
على يمين والد الجميع .
قفلة :
إن هذه اللفتة من سمو أمير المنطقة
لن تمر مرور الكرام على كافة التربويين
لكونها خرجت من قلب إنسان
استشعر وجوب ولادة \" قرار \" قسري
يشحذ همم مئات بل آلاف الطلاب
للتسابق نحو التفوق .. و التنافس الشريف
للرقي والبقاء في منصات الإبداع .
و لقنهم درساً عملياً في أن :
القرار السليم .. في التربوي السليم ..!!
المصدر: http://www.aljoufnews.com/sa/articles.php?action=show&id=189