القتلة !! القتلة
الشيخ : عبداللطيف بن هاجس الغامدي - 8/8/2007 |
|
القتلة !! القتلة .. المجرمون .. الآثمون .. المعتدون ! بأي وصف أصفهم ؟ وبأي صورة أصورهم ؟ وبأي ذكر أذكرهم ؟ والعجيب أن قتلاهم بغير أشلاء ، وضحاياهم من غير دماء ! والأعجب أن القانون لا يعاقبهم ، والنظام لا يطالهم ، والدستور لا يحاسبهم ! وأعجب العجب أن ضحاياهم يمشون على الأرض ، وما زالت تنبض في عروقهم بقايا الحياة ! والعجب العجاب أن المجتمع لا يجرمهم ، والناس لا يطالبون بنصب المشانق لهم ، وأولياء الضحايا لا يحرصون على إمضاء السيوف فوق رقابهم ! فمن هؤلاء القتلة الذين يبؤون بإثم القتل دون جريمة عظيمة تستحق هذا الوصف المخيف ؟! أما المجرم الأول فهو من لعن أخاه المسلم بغير حقٍّ ، فكأنه من جرمه قتله ! وإليك الدليل على هذه الجريمة ... فعن ثابت بن الضحاك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" .. ومن لعن مؤمنا فهو كقتله .. " 3 لأنه دعا عليه بالطرد من رحمة الله تعالى ، فأي مصيبة أكبر من هذه المصيبة لو وقعت ؟! ومن أجل ذلك جاءت النصوص الشرعية الكثيرة محذرة من اللعن لإثمه وجرمه ، وهذه بعضها : فعن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم :" لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة " 2 وعنه ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء ، فتغلق أبواب السماء دونها ، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ، ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن ، فإن كان لذلك أهلا وإلا رجعت إلى قائلها " 6 وعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" إذا خرجت اللعنة من في صاحبها نظر ، فإن وجدت مسلكاً في الذي وجهت إليه ، وإلا عادت إلى الذي خرجت منه " 5 فأمسك عليك لسانك ، ولا يوقعك في هذه الجريمة العظيمة .. فعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" ليسَ المؤمِنُ بالطّعَّانِ ولا باللعَّانِ ولا الفاحِشِ ولا البذِيِّ " وعليك بالوصية الجامعة من معلم الناس الخير ، فعن جرموز بن أوس ـ رضي الله عنه ـ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" أوصيك أن تكون لعاناً " 4 أما المجرم الثاني : فهو من هجر أخاه المسلم أكثر من سنة بغير حقٍّ ، وإليك الدليل الدامغ على هذه الجريمة ... فعن أبي خراش السلمي ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :" مَن هجرَ أخاه سنة ، فهو كسفك دمه " وليت أن الأمر يبقى بإثم القتل ، لكان أيسر مما ستقرأ في هذا الخبر ، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار " وعن هشام بن عامر الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" لا يحل لمسلم أن يصارم مسلماً فوق ثلاث ، فإنهما ناكبان عن الحق ما داما على صرامهما ، وإن أولهما فيئاً يكون كفارته عند سبقه بالفيء ، وإن ماتا على صِرامهما لم يدخلا الجنة جميعاً أبداً ، وإن سلَّم عليه فأبى أن يقبل تسليمه وسلامه ، رد عليه الملك ، ورد على الآخر الشيطان " وعن فضالة بن عبيد ـ رضي الله عنه ـ أنَّ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :" من هَجَرَ أخاه فوقَ ثلاثٍ فهو في النارِ ، إلا أن يتداركَهُ الله برحمته " وعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" لو أنَّ رجلينِ دخلا في الإسلامِ فاهتجرا ؛ لكانَ أحدُهما خارجاً من الإسلامِ حتَّى يرجعَ " يعني : الظالم . فهل سيستمر ما وقع بينك وبين أخيك المسلم من هجران مستمر وقطيعة فظيعة بعد وقوفك على هذه النُّذر من خير البشر ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟! أما إني لا أظنُّ ذلك ، فإن كنت ما زلت عليها ، فأرجوك أن تسأل الله تعالى أن يهبك قلباً فإنه لا قلب لك ! |
المصدر: http://www.hajs.net/index.php?action=showMaqal&id=174