الذئب ورمزية الشاعر

فالح الشراخ

    الذئب شبح الراعي وأسطورة الصحراء ورمز الشجاعة والإقدام ودليل شكل منذ القدم هذا المفترس رمزا من رموز الخوف حيث يعتبر الافتراس من طبيعته والإقدام والقدرة على المناورة واختراق الحواجز من سلوكياته، كما وقعت عليه التهم في أكثر من حدث وللذئب صفات عدة ومنها الشجاعة لذا سمي الكثير من أبناء البادية باسمه لعل صاحب الاسم يأخذ من اسمه نصيبا للشجاعة والإقدام ومع نشوب العداوة الأزلية بين الذئب وراعي الغنم كونه مفترسا للمواشي ويشكل خطرا على من يسير في مواقعه الا انه اخذ مكانة كبيرة في نفوسهم ووضعه الشعراء في أشعارهم يقول الشاعر الفارس شالح بن هدلان:

يا ذيب أنا بوصيك لا تاكل الذيب

كم ليلة عشاك عقب المجاعه

كم ليلة عشاك حرش العراقيب

وكم شيخ قوم كزته لك ذراعه

ومن الصور الرمزية التي شبهت الرجل بالذئب عندما يشبهه في مسراه او هجومه ما حدث لرجل فارق زوجته لنشوب خلاف بين قبيلتيهما ولكثرة شوقه لها ومحبته ذهب اليها في ليل حتى لا يراه احد وعندما اقترب من موقعها بين أهلها قلد عواء الذيب فعرفته زوجته وذهبت اليه وحدث لقاء شرعي بينهما وشاء الله ان حملت منه ومع ظهور علامات الحمل لم يصدق الأهل ما حدث بينها وبين زوجها وللتأكد تم دعوة الزوج وسأله شقيقها ببيتين من الشعر قال فيها:

يا ذيب ياللي تالي الليل عويت

ثلاث عويات على ساق وصلاب

سايلك بالله عقبها ويش سويت

يوم الثريا راوست والقمر غاب

فكان رد الزوج بصورة كما ارادها شقيق الزوجة:

أنا اشهد اني عقب جوعي تعشيت

واخذت شاة الذيب من بين الاطناب

على النقاء والا الردى ما تهقويت

ردوا حلالي يا عريبين الانساب

ولا غرابة ان يستخدم الشاعر الذي أحاطت به الصحراء بعناصرها الفطرية ومنها الذئب هذا النوع من الصور الرمزية وخصوصا مع الذئب الذي أبهرهم وأعجبوا بشجاعته وقدرته على الاختراق وبأسلوب فيه نوع من الدهاء وقد استطاع الشاعر ان يجير الرموز الشعرية لصالح قوة المعنى ومقاربة الصورة للمتلقي تقول إحدى الشاعرات لأخيها:

يا ذيب ياللي جر صوت عوابه

مدري طرب والا من الجوع يا ذيب

يا ذيب لا تقهرك عنها المهابه

يا مجفل الغزلان حنا المعازيب

المصدر:http://www.alriyadh.com/2014/01/26/article904338.html

 

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك