ثقافة المعايير

د. محمد بن عبدالله الدويش

 

من البدهيات لدى العقلاء أن لكل مهمة من يلائمها، وأن تميز الإنسان في مجال ما لا يعني أنه تحول إلى رجل موسوعي يلائم لكل مهمة، وينتدب لكل نازلة.

إلا أن الوسط الدعوي لا زال استيعابه العملي لهذا التنوع دون المستوى المطلوب، فمن يتسم بقدر من العلم، والقدرة على الخطابة والحديث صار يلائم كل مهمة ذات بعد دعوي.

إن لكل مهمة ما يلائمها؛ فمن يصلح للقضاء قد لا يلائم الفتوى، ومن يصلح للتدريس والتعليم قد لا يصلح للوعظ، ومن يصلح للوعظ قد لا يصلح لإدارة فريق عمل.

ورغم اتساع دائرة التسليم النظري لهذا البدهيات إلا أن الواقع العملي ينبئ عن فجوة وهوة واسعة.

ولعل من أبرز مداخل تأكيد هذه المعاني هشاشة ثقافة المعايير، والمعايير ينبغي أن تستمد من طبيعة المهمة والموقف، وأن تبنى وفق منهجية علمية، وألا تكون مجرد قائمة من الصفات المستحسنة تكرر في كل مكان مع تغيير طفيف أو شكلي.

وتمثل المعايير أداة لاختيار الأفراد الملائمين، وأداة للتقويم تقلل من الذاتية في الأحكام، وأداة للبناء والإعداد، تقود إلى أن تسهم برامجها  في التأهيل الملائم للمهمة.

 

 

المصدر: http://www.almurabbi.com/DisplayItem.asp?ObjectID=98&MenuID=20&TempID=20

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك