تلقِّي المسلمين للمواد [المعرفية] التوراتية: ابن قتيبة وكتابه "أعلام النبوة"

سابينا شميكته

 

خلاصة: 

إن المصنَّفَيْنِ الأوَّلَين المتوفرين اللذين يضمان لائحة شاملة بالنبوءات التوراتية بالنبي محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- في التوراة العبري والعهد الجديد هما مصنَّف "الدين والدولة" لصاحبه [النصراني] النسطوري الذي تحول إلى الإسلام علي بن ربن الطبري (المولود حوالي عام 194ه/810م - والمتوفى عام 251هـ/865م)، ومصنَّف "أعلام النبوة" لمعاصر ربن هذا أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (المولود عام 213هـ/828 م- المتوفى عام 276هـ/889م). والحال أن أعلام نبوة ابن قتيبة غطى على كتاب "الدين والدولة" لابن ربن في الشهرة؛ إذ استُعمل الكتاب واستُشهد به عبر القرون من لدن مصنفين عديدين، وذلك بوصفه نصا مرجعيا في شأن المعارف التوراتية التي ضمها. والواقع أن المخطوطة الوحيدة (التي تبدو) ناقصة لمصنف ابن قتيبة هذا -والمحفوظة في دار الكتب الظاهرية بدمشق- قد أفلتت من اهتمام الدارسين حتى اليوم. والمقال هذا يتضمن تحقيقا نقديا للمقاطع الثمانية الأولى من النص، التي تشتمل على المواد المعرفية التوراتية.



الكلمات المفتاح في هذا المقال هي: التلقي الإسلامي للتوراة، ابن قتيبة، ابن ربن الطبري، أعلام النبوة، التوراة المنقولة إلى العربية، ابن الجوزي. 



- -I-



منذ البدء شكل ميراث التوراة العبرية -وعلى نحو أقل منه ميراث العهد الجديد- عنصرا مهما في تكوين التقليد الإسلامي؛ ذلك أن القرآن يعدّ نفسه خطوة الوحي الختامية في سلسلة تدرجية من الأمداد الإلهية، وذلك بوصفه يعكس وعيا عميقا بالكتب المقدسة المتقدمة عليه وبسلسلة شديدة الطول من الأنبياء السابقين، مع اعتبار الوحي القرآني الرسالةَ الكاملةَ والختاميةَ، وعدِّ محمدٍ خاتمَ النبيين (الأحزاب: 40)(1). على أن موقف القرآن من التوراة فُهِم على منحيين مختلفين فطبع هذا الفهم من حينه على التقليد الإسلامي. من جهة أولى، تم الذهاب إلى أن صدقية الكتب المقدسة الأولى بوسمهما وحيا إلهيا، وذلك بحكم أن القرآن يقر بوجود درجة عالية من التطابق بينه وبين بقية كتب الوحي السابقة، ويعلن أنه يصل ويؤكد ويجدد ويوضح الكتب الأولى (البقرة: 89، 101؛ آل عمران: 3؛ النساء: 47، المائدة: 15، 19، 48؛ مريم: 48؛ الأحقاف: 12، 30). ويرتبط بهذه المسألة ارتباطا وثيقا ذكْر القرآن أن الكتب المقدسة السابقة كانت تتضمن البشارة بنبوة محمد، على نحو ما تشير إلى ذلك سورة البقرة 127-129 وسورة الأعراف 157 وسورة الصف 6. وهذا الموقف من التوراة تمخض عنه ما دعي بحق تقليد الدراسات الإسلامية التوراتية (انظر: McAuliffe 1996 وانظر أيضا: McAuliffe 2004, 113ff.). إن ممثلي هذه المدرسة اجتهدوا في بيان الدعوى القرآنية بأن التوراة إنما بَشَّرَت ببعثة النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم-، أو استعملوا هم المواد التوراتية لأغراض أخرى، مقرين -من ثمة- بالتعالق الموجود بين التقليد الإسلامي والمواد (المعارف) اليهودية والنصرانية في تاريخ هذا التقليد المبكر. ومن جهة أخرى، فإن عدّ القرآن أنه نسخ الكتب المبكرة بوصفها أمست وقد عفا عليها الزمان، إنما كان من شأنه أن ينكر أن يكون [النبي] محمد قد تأثر باليهود وبالنصارى في محيطه (النحل: 103، العنكبوت: 48)، ولربما الأمر الأهم أنه يتهم اليهود والنصارى بأنهم حرفوا كتاباتهم المقدسة (البقرة: 75-79، النساء: 46، المائدة: 13)(2). والحال أن من شأن هذه النظرة السلبية إلى الكتب المقدسة المبكرة أن تجعل من كل بحث عن تأكيد نبوة محمد في التوراة أمرا غير ذي جدوى؛ وذلك ما دام أن الإمدادات الوحْيِيّة الإلهية المبكرة إما أنها استُبدلت أو أمست فيما وراء طوق طاقة درك الإنسان(3). 



والواقع أنه في قطاع واسع من الأدبيات الإسلامية، وفي جزء مهم من تفاسير القرآن، وفي الكتابات التاريخية والحديث، كما في الأجناس الأدبية المتعلقة بدلائل النبوة وقصص الأنبياء؛ فإن مواد توراتية -سواء أكانت مقبولة قبولا رسميا أم نظر إليها على أنها منحولة- احتلت مكانة عظيمة(4)، وقد استعملت، في جزء منها، بغاية تأكيد الدعوى القرآنية بأن النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم-اً تمت البشارة بمقْدِمه، وتم وصفه في التوراة(5)، واستثمرت -في جزء آخر منها- في التاريخ الكوني الذي كانت تحتل فيه سير الأنبياء الأولين مكانة مهمة على الأغلب (انظر: Kister 1972, 221ff.)(6). وفضلا عن هذا، فقد تم اقتباس شواهد عديدة من المواد التوراتية المنحولة (الإسرائيليات)، وما كان من النادر -لا سيما لدى أوائل مصنفي قرون الإسلام المبكرة- نقل شواهد توراتية في مصنفاتهم بالنقل المباشر. ومن بين الأمثلة المثيرة بهذا الشأن، والتي تعود إلى القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي: الإمام الزيدي القاسم بن إبراهيم الرسي (المولود حوالي عام 169هـ/ 785م - المتوفى عام 246هـ/860م) الذي كان شديد الألفة والأنسة بالمفاهيم اللاهوتية النصرانية وبالتوراة، والذي اقتبس منه العديد من الشواهد اقتباسا حرا في مصنفاته (انظر: Madelung 1965، وانظره أيضا: 1989 و1991)، أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (المولود عام 213هـ/828م/ والمتوفى عام 276هـ/ 889م)، الذي نقل الكثير من الشواهد التوراتية نقلا مباشرا في مصنفاته الكبرى (انظر: Vajda 1935; Lecomte 1958; Isteero 1991; Karoui 1997)، وشأن أحمد اليعقوبي (توفي عام 292هـ/ 905م أو بعدها) الذي كان يستحضر التوراة استحضارا غزيرا في الجزء الثاني من تاريخه الدائر على "التاريخ التوراتي"(انظر: Smit 1907; Ferré 1977; 2000; Griffith 2004). 



لقد شرع المصنفون في نقل الشواهد التوراتية التي كان يُعتقد أنها تبشر ببعثة محمد، وذلك في أجناس عدة من التآليف، شأن الكتابات الجدلية المصنفة في إطار عالم دلائل النبوة (وهذا جنس من الكتابات عادة ما كان يؤلف بين المواد التوراتية [الصحيحة] والمواد التوراتية المنحولة (الإسرائيليات)، مع ميل إلى تفضيل الواحدة منها أو الأخرى)، وفي إطار كتب التفسير، وأحيانا في الفصول التي كانت تدور على النبوة في إطار المجامع الكلامية (انظر: Lazarus-Yafeh 1992, 75-110; Adang 1996, 110-91; Stroumsa



(مخطوطة بلا تاريخ) 1999, 21ff; Reynolds 2004, 178-88; Fakīr. وباستثناء استشهاد إسلامي مستمد من [إنجيل] يوحنا (15-23، 16-1) أورده ابن إسحاق (المتوفى عام 150هـ/767 م؟) في مصنفه عن سيرة النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- -صلَّى الله عليه وسلَّم- باعتبارها إنباء كتابيا عن النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- -صلَّى الله عليه وسلَّم- (وهو نسخة منقحة عن كتاب 1985)(Baumstark 1931; Guillaume 1950 ; Schacht 1950; Griffith 1985; 2004, 138ff.; 2005، فإن النصوص الأولى التي حفظها المصنفون المسلمون -والتي تتضمن مادة توراتية تؤكد نبوة محمد وتدعمها؛ إنما كانت عبارة عن رسالة منسوبة إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز (تولى الحكم ما بين 99هـ/ 717م و101هـ/720م) يفترض أنه وجهها إلى الإمبراطور البيزنطي ليون الثالث (حكم ما بين عام 717و741م) والتي يمكن بكل تأكيد أن تؤرخ كتابتها بالقرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي، ورسالة كتبها ربيع بن محمد بن الليث إلى الإمبراطور البيزنطي قسطنطينوس الخامس (حكم ما بين 780 و797م) باسم هارون الرشيد (حكم ما بين 170هـ/786 م/ و193هـ/ 809م)، يدعوه فيها إلى اعتناق الإسلام(7).



- -II-



إن المصنَّفَيْنِ الأولين اللذيْن وصلانا وقد تضمنا لوائح شاملة بالنبوءات (البشارات) التوراتية بالنبي محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- في التوراة العبرانية وفي العهد الجديد كانا هما كتاب "الدين والدولة" لصاحبه النصراني النسطوري المتحول إلى الإسلام علي بن ربن الطبري (المولود حوالي 194هـ/ 810م والمتوفى عام 251هـ/865م) (الطبري 1922، 1923) وكتاب أعلام أو دلائل [انظر: ابن النديم 1430هـ/2009م: 237، والسخاوي 360] النبوة أو النبي [انظر: القزويني 1987، 1: 81، وانظر أيضا أسفله، س 25] أو رسول الله [انظر أسفله III] الذي ألفه معاصر ابن ربن ابن قتيبة. والحال أن أغلب ما أورده ابن قتيبة في مصنفه ذاك من مواد توراتية يوجد في مصنف ابن ربن، بل إن وجه إيراده في كتاب "الدين والدولة" كان أكثر غنى وأشد ثراء. ومع ذلك، فإنه بالرغم من أوجه التشابه الحاصلة بالمناسبة بين الإيرادين، فإن التفاوت في أغلب المقاطع التوراتية المنقولة إلى العربية يشير إلى أن المصنفين إنما عادا إلى نقول جزئية متباينة وإلى مظان مختلفة لا تزال تحتاج إلى من يكشف عنها(8). 



والظاهر أن كتاب ابن ربن "الدين والدولة" بقي غير معروف من لدن علماء المسلمين إلى حدود القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي(9). ذلك أن أول مصنِّف إسلامي عرف عنه أنه عاد إلى الكتاب هو المعتزلي أبو الحسين البصري (المتوفى عام 436هـ/ 1045م). وعلى أساس العديد من الشواهد العديدة المبثوثة في كتابه المفقود "كتاب غرر الدولة" والتي أوردها [الفقيه] الإمامي الإثنا عشري سديد الدين محمود بن علي الحمصي الرازي (المتوفى بعد عام 600هـ/1204م)، في كتابه "المنقذ من التقليد"؛ فإنه تم التدليل على أن أبا الحسين ذاك إنما كان يرجع إلى مصنف ابن ربن "كتاب الدين والدولة" بكثرة في مناقشته لأمر النبوءات التوراتية ببعثة النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- (انظر: 2007 Adang). والحال أنه من المعروف عن أبي الحسين هذا أنه درس كتاب "الطبيعة" لأرسطو مع أبي الفرج ابن الطيب (توفي عام 435هـ/ 1043م) ببغداد، وكان ذا صلة بالنصراني أبي علي بن السمح (المتوفى عام 418هـ/ 1027م). وإذا ما نحن افترضنا أن مصنف ابن ربن "كتاب الدين والدولة" ما كان ليروج خصوصا إلا بين القراء النصارى (الذين كان موجها إليهم بالأوْلى) إلى حدود ذلك الزمان، فإنه من الممكن أن يكون أبو الحسين البصري قد تعرف على ذلك المنشور في هذه الأوساط بالذات(10). ثم إنه بعد ذلك اكتشف أن فخر الدين الرازي (المتوفى عام 606هـ/ 1212م) كان يستشهد ببعض المواد من كتاب ابن ربن "كتاب الدين والدولة"، موسطا في ذلك كتاب "الغرر" لأبي الحسين (Schmidtke 2009)(11)، وبعض الفقرات من كتابه "مفاتيح الغيب" وردت في كتاب نظام الدين النيسابوري (المتوفى عام 729هـ/ 1328-1329م) في التفسير "غرائب القرآن ورغائب الفرقان"(12)، كما وردت في كتاب إبراهيم بن عمر البقاعي (المولود عام 809هـ/1407 م، والمتوفى عام 885هـ/1480م) "الأقوال القويمة في حكم النقل من الكتب القديمة"(13). 



-III-



والحال أن مصنف ابن قتيبة "أعلام النبوة" قد غطى على كتاب ابن ربن "الدين والدولة" تغطية عامة من حيث الشهرة؛ إذ وُظف "الأعلام" طوال القرون اللاحقة من لدن مختلف المؤلفين باعتباره نصا مرجعيا، وذلك بحكم المادة التوراتية التي أوردها صاحبه. فهذا أبو نصر مطهر بن طاهر المقدسي (المتوفى قبل عام 355هـ/ 966م) بدا أنه ألف مصنفا استعمل فيه كتاب ابن قتيبة "الأعلام"، وذلك في مصنفه "كتاب البدء والتاريخ"، على نحو ما ذَكَرَت ذلك كاميليا أدانغ (1996، 156 [بالاستناد إلى Lecomte 1965, 28]). وقد أكدَتْ على أن نسبة "القتبي" التي تظهر في "كتاب البدء والتاريخ" إنما كانت قد استعملت للكناية عن ابن قتيبة، وأن الادعاء المنسوب إلى القتبي بأن اسم محمد بالسريانية هو "مشفح" كان قد أورده ابن قتيبة من ذي قبل في كتاب "الأعلام"(14). وإن ما كانت افترضته أدانغ من أن "أعلام" ابن قتيبة هو أحد مصادر المقدسي لسوف تؤكده فيما بعد التراجم المتأخرة للمزمور 50، 2-3 ولسفر تثنية الاشتراع ومناقشتهما 2,33 اللذيْن يتفقان حرفيا وبالتمام والكمال مع تعاليق ابن قتيبة في أعلامه، ولو على نحو مختصر موجز(15). وكذلك تمت العودة إلى "أعلام" ابن قتيبة من لدن [المتكلم] المعتزلي عبد الجبار الهمذاني (المتوفى عام 415هـ/ 1025م) في مصنفه "تثبيت دلائل النبوة"(انظر: عبد الجبار الهمذاني 1960، 2: 352، وانظر أيضا: 185-6 Reynolds 2004, 146, 184,)، وقد بلغ تأثيره بطبيعة الحال حتى الأندلس. وهو الأمر الذي يدل عليه كتاب "الأصول والفروع" لابن حزم (المتوفى عام 446هـ/ 1064م) الذي أورد اقتباسات متعددة من المصنف المذكور في الفصل المتعلق بالشواهد التوراتية على النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم-(16). وفضلا عن هذا، فإنه تمت الإشارة إلى المصنف أيضا في فهرست الأندلسي ابن خير (المتوفى عام 575هـ/ 1180م). فقد أشير ههنا إلى ناقليْن باعتبارهما نَقَلَا عن ابن قتيبة: العالم الأندلسي الشهير قاسم بن أصبغ (المتوفى عام 340هـ/ 915م)، وعالم آخر أقل شهرة منه هو أبو محمد الحسين بن عبد الله المهندس (ابن خير 1382هـ/ 1963)(17). 



وفي أقاليم الإسلام الشرقية، فإن البادي أن المصنف كان رائجا على الأرجح بين أوساط أهل الحديث؛ ذلك أن استشهادا كاملا من أعلام ابن قتيبة كان قد حُفِظَ لنا في كتاب ابن الجوزي (المتوفى عام 597هـ/1200م) "الوفا بأحوال المصطفى"(18)، والذي بدوره استثمر من لدن تقي الدين أحمد بن علي المقريزي (المتوفى عام 845هـ/ 1442م) في كتابه "إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع"(19). وقد قدم لنا ابن الجوزي السلسلة التالية لاستشهاده الطويل من مصنف ابن قتيبة: بدأ إسناده بأحدِ مَنْ رَوَى عنه وقد كان معروفا عنه أنه كان رفيقه أيام الدرس والتحصيل بجمادى الثانية من عام 561 الموافق لأبريل/ مايو من عام 1166 - وهو أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار (المتوفى في ربيع الأول من عام 566هـ/ نوفمبر - ديسمبر 1170م)(20). وقد روى هذا عن أبيه ثابت بن بندار (المولود عام 416هـ/ 1052 م، والمتوفى بجمادى الثانية عام 498هـ/ فبراير - مارس 1105)(21)، عن أبي الحسن علي بن محمد بن الحسن بن قشيش المالكي (المولود في ربيع الثاني من عام 356هـ/ الموافق لمارس - أبريل من عام 967 م، المتوفى بشعبان من عام 437هـ/ فبراير - مارس 1064م)(22)، عن أبي حفص عمر بن أحمد بن هارون المقرئ (المتوفى عام 382هـ/ 992-993م)(23)، عن عبيد الله بن أحمد بن بكير التميمي، عن ابن قتيبة(24). ولسنا نعرف إلا القليل عن تلميذ ابن قتيبة هذا عبيد الله بن أحمد التميمي، والذي أشير إليه ههنا بوصفه من روى المصنف. وبحسب ما ذهب إليه جيرار لوكونت، فإن عبيد الله [عبد الله] بن أحمد بن بكير [بكر] التميمي [التيمي] ما هو إلا تلميذ ابن قتيبة نفسه أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن بكير التميمي (المتوفى بذي الحجة من عام 334هـ/ يوليو - أغسطس 964م)، والذي كان بدوره شيخا لعالم الحديث الشهير علي بن عمر الدارقطني (المتوفى عام 385هـ/ 995م). وإلا فإنه اشتهر بكونه روى مصنفات أخرى لابن قتيبة؛ أعني مسائله وكتابه "إصلاح الغلط"(Lecomte 1963, 294-5, no. 7). 



والحال أن بعض المصنِّفين من متأخرة الحنابلة كان لا يزال المصنَّف المذكور (أعلام النبوة لابن قتيبة) يروج بينهم، وهكذا فإننا نجد أبا القاسم التيمي الأصفهاني (الملقب بالإمام قوام السنة، والمتوفى عام 535هـ/ 1141م) يستشهد به في مصنفه "دلائل النبوة"(25). والأمر نفسه ينطبق على ابن تيمية (المتوفى عام 682هـ/ 1328م) في كتابه "الجواب الصحيح"(انظر: ابن تيمية 1414هـ/ 1993 - 1994 م، 5: 199 [وانظر أسفله: vi: 3]). وعلى النحو نفسه نعثر على استشهادات وافية منه في كتاب ابن قيم الجوزية (المتوفى عام 751هـ/ 1350م) الموسوم باسم "هداية الحيارى"(26). هذا وقد اقْتُبِستْ أجزاء من كتاب "الأعلام" لابن قتيبة اقتباسا في كتاب "المواهب اللدنية بالمنح المحمدية" لأحمد بن محمد القسطلاني (المتوفى عام 923هـ/ 1517-1518م)، وذلك في فصل ورد تحت عنوان: "في التنبيه عليه -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الكتب السالفة كالتوراة والإنجيل بأنه صاحب الرسالة والتبجيل"(27). وبما أن القسطلاني لا يذكر ابن قتيبة وكتابَه "إعلام النبوة" الذِّكْرَ المباشر الصريح اللهم إلا في ما ندر(28)، فإنه استقى مادته ولا شك من مصدر وسيط (ما كان ذلك بكل تأكيد من ابن الجوزي ولا من ابن قيم الجوزية الذي ما أورد كل الاستشهادات التي يوردها القسطلاني)؛ هذا مع تقدم العلم بأن القسطلاني هذا كان يحرص طوال مصنفه على ذكر مصادره، وتلك قاعدة لطالما التزم بها التزاما. هذا في حين شكلت "مواهب" القسطلاني بدورها مظان اقتباس الحسين بن محمد الديار بكري (المتوفى عام 965هـ/ 1558-1559م) من ابن قتيبة في كتابه "تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس"(29)، كما أن مقاطع وافية كثيرة كانت قد اقتُبست وعُلق عليها في تحشية محمد بن عبد الباقي الزرقاني (المتوفى عام 1122هـ/ 1710م) على "المواهب"(الزرقاني 6: 226-245). 



والظاهر أن مخطوطة (تبدو) غير تامة من كتاب ابن قتيبة محفوظة في دار الكتب الظاهرية (التي صارت تدعى اليوم المكتبة الوطنية السورية أو مكتبة الأسد الوطنية) بدمشق(30) قد أفلتت من اهتمام الباحثين حتى اليوم(31). وهي توفر لنا معطى إضافيا عن أن النص إنما كان قد راج بالأوْلى بين أهل الحديث(32). وفضلا عن هذا، فإنه إذا ما نحن قارنا بين ما ورد في المخطوطة بما أورده ابن الجوزي من استشهادات من كتاب "الأعلام"؛ فإنه يتبين لنا أن هذا إنما أورد المقاطع الثمانية الأولى التي تتضمن الشهادات التوراتية في كتابه "الوفا"، وذلك من غير أن يجري هو تغييرات تُذكر أو تحويرات في سرد المواد، اللهم إلا بعض السقط والسهو الطفيف الذي أصاب النص. والاستثناء الوحيد حدث في المقطع الختامي (انظر أسفله: IV [39]-[42]) حيث طال السقط أغلب النص. وقد ورد في المصنف، على نحو ما تشهد على ذلك صفحة عنوان المخطوطة (127أ)، [أن العنوان هو] "كتاب/ أعلام رسول الله المنزلة على رسله صلى الله عليهم في التوراة والإنجيل والزبور والقرآن وغير ذلك/ ودلائل نبوته من البراهين النيرة والدلائل الواضحة/ تأليف أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري رحمة الله عليه ورضوانه". وفي معرض المقدمة، تم تأكيد العنوان هذا نفسه مع بعض الفوارق الطفيفة، وذلك لما وصف ابن قتيبة محتويات الكتاب بوصفه: "كتابا أُبين فيه أعلام رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الباهرة ودلائله الزاهرة من كتب الله المتقدمة الموجودة في أيدي أهل الكتاب(33) ومن القرآن"(127 ب: 16-18). وفي صفحة العنوان (127 أ: 6-8) مثلما في مقدمة النص (127 ب: 2-6)، ترد سلسلة رواية الكتاب تباين تلك السلسلة التي ذكرها ابن الجوزي بدءا من الآجُرّي فما فوق(34): برواية المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم بن أحمد بن عبد الله البغدادي الصيرفي (المولود عام 411هـ/ 1021م) والمتوفى في ذي القعدة من عام 500هـ/ يونيو - يوليو 1107م)(35)، عن أبي الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر المعروف بابن عدل الجوزيني(؟)(36)، عن أبي حفص عمر بن أحمد بن هارون المقرئ الآجُرّي، عن أبي القاسم عبيد الله أحمد بن عبد الله بن بكير التميمي، عن ابن قتيبة. 



والحال أن النص محفوظ في المخطوطة، لكن على غير تمامه. إذ ثمة خرم في 133 ب: 20 (بعد عبارة: بعلماء الغيب) إلى نهاية المقطع الثامن الذي ينبغي أن يكون قد ورد من قبل في مقدمة النسخة الحاضرة، كما أن النص يتوقف أيضا في المقطع 159ب. على أن وصف ابن قتيبة لبنية مصنف "الأعلام" في مقدمة الكتاب توحي، مع ذلك، بأن القليل سقط من آخر الكتاب؛ ذلك أنه بعد المقدمة الطويلة (127 ب: 13 - 128أ: 21) فإن بنية النص تنجلي على النحو التالي: 



أعلام رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في التوراة (128أ).



ومن قول حبقوق المتنبي في زمن دانيال (129أ).



ومن ذكر شعيا له (129ب).



ومن ذكر داود له في الزبور (129ب).



ذكر المسيح النبي في الإنجيل (130ب).



ذكر مكة والحرم والبيت في الكتب المتقدمة (131أ)



ذكر طريق مكة في شعيا (131ب)



ذكر أصحاب النبي وذكر يوم بدر في شعيا (132أ)



الأحاديث الوقفية لما في الكتب المتقدمة من ذكر النبي صلى الله عليه وصفاته وصفات أمته (134أ)



ذكر النبي صلى الله عليه في أخبار الفرس (135أ)



الاستدلال على نبوته باسمه عليه السلام (138ب)



أعلامه بعد وفاته -صلَّى الله عليه وسلَّم- (140ب)



القرآن (141ب)



أعلام النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- من أخبار القرآن (148ب)



أخبار النبي صلى الله عليه مِمَّا يكون من غير الكتاب (152أ)



-IV-



فيما يلي نقدم نشرة محققة للفصول الثمانية الأولى من النص(37)، والتي تتضمن المواد التوراتية (128 أ - 133ب). إن الأجزاء التي وردت في كتاب ابن الجوزي "الوفا" لسوف ينوه بها بخط سميك، وتلك التي أورد ذكرها ابن قيم الجوزية في كتابه "هداية الحيارى" لسوف نضع تحتها خطا، أما تلك الشواهد التي أوردها القسطلاني في "المواهب"، فإننا سوف ننبه عليها بوضع سطرين من تحتها. كما سيشار في الهامش إلى الاختلافات بين ما أورده كل من ابن الجوزي وابن قيم الجوزية والقسطلاني من نصوص، وسننبه على الإضافات التي لم نجد لها مثيلا في نص ابن قتيبة. وبالإضافة إلى النشرات المطبوعة من كتاب "الوفا"(38) لابن الجوزي، فإننا ننبه إلى أننا عدنا إلى المخطوطات التالية وأفدنا منها في تحقيق النص: (1) مخطوطة عاطف أفندي (السليمانية) رقم 1780/1 (18 ب - 11ب)، بخط محمد بن علي بن إلياس المغانمي التبريزي، وهي نسخة كان قد انتُهي من كتابتها في جمادى الثانية من عام 726/ مايو - يونيو 1326. (2) مخطوطة ترهان فاليده (السليمانية) سلطان رقم 80 (31 ب - 37أ)، وقد تم نسخها في 10 شوال من عام 748هـ/ 17 ديسمبر من عام 1382م. (3) مخطوطة المكتبة البريطانية رقم 7709 (30 ب: 10 - 35أ)، وهي نسخة نسخت في شهر محرم من عام 791هـ/ يناير 1389م. (4) مخطوطة ليدن رقم 322/1 (20 ب: 23، 23-23 ب: 23) وقد نسخت في شهر جمادى الثانية من عام 546هـ/ 10 أكتوبر 1422م. (5) مخطوطة عشير أفندي (السليمانية) رقم 77 ف ف (19ب-23ب)، وقد تمت في رمضان 1080 للهجرة/ يناير - فبراير 1670م. (6) مخطوطة حكيم أوغلو (السليمانية) رقم 259 28 ب - 33ب، وقد أنجزت في ربيع الأول من عام 1133هـ/ يناير 1721م. (7) مخطوطة آيا صوفيا (السليمانية) رقم 946 22 ب - 26 أ دون تاريخ. (8) مخطوطة يوسف آغا (السليمانية) رقم 173 (37 أ - 41أ) بلا تاريخ نسخ(39). 



هذا ولقد تمت الإشارة إلى التفاوتات في "أعلام" ابن قتيبة لما وجد ذلك في كل المخطوطات. أما بالنسبة إلى "هداية الحيارى" لابن قيم الجوزية، فلقد تمت العودة إلى نشرة عثمان جمعة ضميرية (ابن قيم الجوزية 1429هـ/ 2008م)، وفيما يتعلق بالأساس النصي لمواهب القسطلاني فقد تم الاعتماد على نشرة مأمون بن محيي الدين الجنان (القسطلاني 1416ه/ 1996م). 



أعلام رسول الله  في التوراة(40) 



[1] من ذلك قول الله -عزَّ وجلَّ- في السفر الأول(41) لإبراهيم: "قد أجبتُ دعاءك في إسماعيل وباركتُ عليه وكثّرتُه وعظّمتُه جداًّ جداًّ وسيلد اثني عشر عظيماً وأجعله لأمة عظيمة" [انظر: سفر التكوين 17، 20]. 



[2] ثم أخبر موسى [128 ب] بمثل ذلك في هذا السفر وزاد شيئاً، قال: "لما هربت هاجر من سارة تراءى لها ملك الله وقال: يا هاجر، أَمَةَ سارة، ارجعي إلى سيدتك فاخضعي لها فإني سأكثّر ذريتك وزرعك حتى لا يحصوا [لا يحصوا] كثرةً، وها أنت تحبلين وتلدين ابناً وتسمّينه إسماعيل؛ لأن الله قد سمع خشوعك، وتكون يده فوق الجميع، ويد الجميع مبسوطة إليه بالخضوع" [انظر: سفر التكوين 16. 8- 12]. 



فتدبّر(42) هذا القول فإن فيه دليلاً بيّنًا على أن المراد به(43) رسول الله صلى الله عليه؛ لأن إسماعيل لم تكن يده فوق يد إسحاق(44)، ولا كانت يد إسحاق مبسوطةً إليه بالخضوع، وكيف يكون ذلك والنبوة(45) والملك في بني إسرائيل والعيص وهما ابنا إسحاق؟ فلما بُعث رسول الله انتقلت(46) النبوة إلى ولد إسماعيل فدانت(47) له الملوك(48) وخضعت له الأمم(49) ونسخ الله به كل شرعة وختم به النبيين وجعل الخلافة والملك(50) في(51) أهل بيته إلى آخر الزمان(52) فصارت(53) أيديهم فوق أيدي الجميع وأيدي الجميع بالرغبة إليهم مبسوطة(54) بالخضوع. 



[3] ومن(55) أعلامه في التوراة، قال: "جاء الله من سيناء وأشرق من ساعير واستعلن من جبال فاران" [سفر تثنية الاشتراع 2.33]. وليس(56) بهذا خفاء على من تدبّره ولا غموض؛ لأن مجيء(57) الله من(58) سيناء إنزاله التوراة(59) على موسى بطور(60) سيناء، هكذا(61) هو عند أهل الكتاب وعندنا، وكذلك يجب(62) أن يكون. وإشراقه(63) من ساعير إنزاله على المسيح(64) الإنجيل(65)، وكان المسيح يسكن من ساعير أرض الجليل بقرية تدعى ناصرة وباسمها سمي من اتبعه نصارى. وكما(66) وجب أن يكون إشراقه من ساعير بالمسيح(67) فكذلك يجب أن يكون استعلانه من جبال فاران بإنزاله(68) القرآن على محمد في جبال(69) فاران وهي(70) جبال مكة. 



[4] وليس(71) بين المسلمين وأهل الكتاب اختلاف(72) في أن فاران هي مكة، فإن ادّعوا أنها غير مكة -وليس(73) ينكر(74) من تحريفهم وإفكهم- قلنا: أليس(75) في التوراة: "إن إبراهيم(76) أسكن هاجر وإسماعيل فاران" [انظر: سفر التكوين 21.21]؟ وقلنا: دلّونا على الموضع الذي استعلن الله منه واسمه فاران، والنبي الذي أُنزل عليه كتاب بعد المسيح، أو ليس استعلن وعلن بمعنى واحدٍ وهو ما(77) ظهر وانكشف؟ فهل تعلمون دينا ظهر ظهور الإسلام(78) وفشا في مشارق الأرض ومغاربها فشوه(79)؟ 



[5] ومن(80) أعلامه في التوراة: قال الله سبحانه في التوراة لموسى في السفر الخامس: "إني أقيم لبني إسرائيل نبيّا من إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي على فمه" [سفر تثنية الاشتراع 18.18]. فمَن إخوة بني إسرائيل إلا بنو إسماعيل؟ كما تقول: بكر وتغلب أبناء وائل، ثم تقول: تغلب أخو(81) [129 أ] "بكر(82) " وبنو تغلب إخوة بني بكر(83)، يُرجع في ذلك إلى أُخوة الأبوين. فإن قالوا: إن هذا النبيّ الذي وعد الله موسى أن يقيمه لهم هو أيضاً من بني إسرائيل؛ لأن بني إسرائيل إخوة بني إسرائيل، أكْذبتْهم التوراة وأكْذبَهم النظر؛ لأن في التوراة أنه "لم يقم في بني إسرائيل نبيّ مثل موسى" [سفر تثنية الاشتراع 10.34]. وأما النظر، فإنه لو أراد: إني أقيم لهم نبيّا من بني إسرائيل مثل موسى، لقال: أقيم لهم من أنفسهم مثل موسى، ولم يقل: مِن إخوتهم، كما أن رجلاً لو قال لرسوله(84): ائتني برجل من إخوة بني بكر بن وائل، لكان يجب أن يأتيه(85) برجل من بني وائل، ولا يجب أن(86) يأتيه برجل(87) من بني بكر.



ومن(88) قول حبقوق المتنبئ في زمن دانيال



[6] قال حبقوق: "جاء الله من التيمن والقديس من(89) جبال فاران، وامتلأت الأرض من تحميد أحمد وتقديسه، وملك الأرض بيمينه ورقاب الأمم" [انظر: حبقوق 3.3، 4].



[7] وقال(90) أيضا: "تضيء لنوره الأرض وتُحمَل(91) خيلُه في البحر" [انظر: حبقوق 3: 4، 15]، وزادني(92) بعض أهل الكتاب أنه قيل في كلام حبقوق: "وستترع في قسيك(93) إغراقاً وترتوي السهام بأمرك يا محمد ارتواءً"(94) [انظر: حبقوق 3: 9]، وهذا إفصاح باسمه وصفاته، فإن ادّعوا أنه غير نبيّنا(95) -وليس ذلك ينكر من جحدهم وتحريفهم- فمَن أحمد(96) الذي "امتلأت الأرض من تحميده" والذي "جاء من جبال فاران" "فملك الأرض ورقاب الأمم"؟



ومن(97) ذكر شعيا له



[8] قال شعيا عن الله(98): "عبدي الذي سُرّت به نفسي"، وترجمه آخر قال: "عبدي خيرتي رضى(99) نفسي أُفيض عليه روحي" [انظر: أشعيا 42. 1]. وترجمه آخر فقال(100): "أُنزل عليه وحيي(101) فيظهر في الأمم عدلي(102)، ويوصي الأمم بالوصايا [انظر: أشعيا 42. 1]، لا يضحك ولا يُسمع صوته في الأسواق [انظر: أشعيا 42: 2] يفتح العيون(103) العور، ويُسمِع الآذان الصمّ، ويحيي القلوب الغلف، وما أعطيته لا أعطي غيره [انظر: أشعيا 42: 6-8]، أحمد يحمد الله حمدًا حديثًا يأتي من أقصى الأرض [انظر: أشعيا 42: 10]، يفرّح البرية وسكّانها، يهللون الله على كل شرف ويكبّرونه على كل رابية" [انظر: أشعيا 42: 11]. وزاد آخر في الترجمة: "لا يضعف ولا يغلب ولا يميل إلى [129 ب] الهوى(104) ولا يُسمع في الأسواق صوته [انظر: أشعيا 42: 2] ولا يُذلّ الصالحين الذين هم كالقصبة الضعيفة [انظر: أشعيا 42: 3] بل يقوّي الصديقين وهو ركن المتواضعين(105)، وهو نور الله الذي لا يطفأ(106) ولا يخصم حتى يثبّت في الأرض حجتي وينقطع به العذر(107) وإلى توراته تنقاد الجن(108) " [انظر: أشعيا 42: 4]. وهذا إفصاح باسمه وبصفاته. فإن قالوا: أيّ توراة له؟ قلنا: أراد أنه يأتي بكتاب يقوم مقام التوراة لكم. 



[9] ومثل هذا حديث كهمس عن عبد الله بن شقيق العقيلي عن كعب قال(109): "شكا بيت المقدس على الله الخراب، فقيل له: لأبدّلنك توراةً محدثةً(110) وعمَّالاً محدثين يدفّون بالليل دفيف النسور، ويتحنّنون عليك كما تحنّ الحمامة على بيضها، ويملأونك(111) خدودًا سجودًا". 



[10] ومن(112) ذكر شعيا له، قال: "أنا الله عظّمتُك، وأيّدتك، وجعلتك نورا للأمم، وعهدًا للشعوب، تفتح أعين العميان، وتنقذ الأسرى من الظلمات إلى النور" [انظر: أشعيا 42: 6-7] 



[11] وقال(113) في الفصل الخامس: "اليا ابن سلطانه على كتفه"(114) [انظر: أشعيا 9: 6] يريد: علامة نبوته على كتفه، هذا في التفسير من السرياني، وأما في العبراني فإنه يقول: "إن على كتفه علامة النبوة". 



ومِن(115) ذكر(116) داود له في الزبور



[12] وفي الزبور: "سبّحوا الربّ(117) تسبيحًا حديثًا(118)، سبّحوا الذي هيكله الصالحون ليفرح إسرائيل بخالقه وبيوت صهيون من أجل أن الله اصطفى أمته وأعطاه النصر، وشدّد(119) الصالحين منهم بالكرامة، يسبّحونه على مضاجعهم ويكبرون الله بأصوات مرتفعةٍ، بأيديهم سيوف ذوات شفرتين لينتقموا لله(120) من الأمم الذين لا يعبدونه، يوثقون ملوكهم بالقيود وأشرافهم بالأغلال" [انظر: مزمور 149]. فمَن(121) هذه الأمة التي سيوفها ذات شفرتين غير العرب، ومَن المنتقم بها من الأمم الذين لا يعبدونه ومَن المبعوث بالسيف من الأنبياء غير نبيّنا عليه السلام؟ 



[13] وفي(122) مزمور آخر: "تقلد(123) أيها الجبّار بالسيف(124) فإن ناموسك وشرائعك مقرونة بهيبة يمينك [130 أ] وسهامك مسنونة والأمم يخرّون تحتك" [انظر: مزمور 45. 3-6]. فمَن(125) متقلد السيف من الأنبياء غير نبيّنا(126)، ومَن(127) خرّت الأمم تحته غيره، ومَن قُرِنت(128) شرائعه بالهيبة، فإما(129) القبول وإما(130) الجزية وإما(131) السيف، ونحوه(132) قوله عليه السلام: نُصِرْتُ بالرُعب(133). 



[14] وفي(134) مزمور آخر: "إن الله أظهر من صهيون إكليلاً محموداً" [انظر: مزمور 50. 2]، ضرب(135) الإكليل مثلاً للرياسة والإمامة، ومحموداً(136) هو محمد صلى الله عليه. 



[15] وفي(137) مزمور آخر من صفته(138): "إنه يجوز(139) من البحر إلى البحر ومن لدن الأنهار إلى منقطع الأرض، وإنه تخر(140) أهل الجزائر بين يديه على ركبهم ويلحس أعداؤه التراب، تأتيه الملوك بالقرابين(141)، وتسجد له، وتدين له الملوك(142) بالطاعة والانقياد؛ لأنه يخلّص(143) المضطهد البائس ممن هو أقوى منه، وينقذ الضعيف الذي لا ناصر له، ويرأف بالضعفاء والمساكين"(144) [انظر: مزمور 72. 8-13]، وأنه يعطي من ذهب بلاد سبأ ويصلي عليه في كل وقت ويبارك في كل يوم [انظر: مزمور 72. 15] ويدوم ذكره إلى الأبد [انظر: مزمور 72. 17]. فمَن(145) هذا الذي ملك ما بين البحر والبحر وما بين دجلة والفرات إلى منقطع الأرض، ومَن ذا الذي يصلّى عليه ويبارك في كل وقت من الأنبياء غير نبيّنا؟ 



[16] وفي(146) موضع آخر من الزبور قال داود(147): "اللهم ابعث جاعل السنة حتى(148) يعلم الناس أنه بشر"(149). وهذا إخبار عن المسيح وعن محمد عليه السلام قبلهما بأحقاب(150)، يريد: ابعث محمداً حتى يعلم الناس أن المسيح بشرٌ؛ لعلم داود أن قوماً(151) سيدعون للمسيح ما ادّعوا(152).



[17] وفي(153) شعيا: "قيل لي: قم نظارًا فانظر ما ذا ترى تخبر به، قلت: أرى راكبين مقبلين أحدهما مقبل على حمار والآخر على جمل، يقول أحدهما لصاحبه(154): سقطت بابل وأصنامها المنجّرة(155) " [انظر: مزمور 21. 6، 7، 9] وصاحب(156) الحمار عندنا وعند النصارى هو المسيح. وإذا كان [130 ب] صاحب الحمار المسيح فلِمَ لا يكون محمد صاحب الجمل؟ أو ليس سقوط بابل والأصنام المنجّرة به وعلى يديه، لا بالمسيح؟ ولم يزل في إقليم بابل ملوك يعبدون الأوثان من لدن إبراهيم عليه السلام. أو ليس هو بركوب الجمل أشهر من المسيح بركوب الحمار(157)؟



ذكر المسيح النبيّ(158) في الإنجيل



[18] قال المسيح(159) للحواريين: "أنا أذهب(160) وسيأتيكم البارقليط، روح الحقّ، الذي لا يتكلم من قبل نفسه، إنما هو كما يقال له، وهو يشهد عليّ وأنتم تشهدون؛ لأنكم معي من قبل الناس، وكل شيء أعدّه الله لكم يخبركم به" [انظر: إنجيل يوحنا 15. 26 و16. 7، 13]



[19] وفي(161) حكاية(162) يوحنا عن المسيح أنه قال: "البارقليط لا يجيئكم ما لم أذهب، فإذا جاء وبّخ العالَم على الخطيئة، ولا يقول من تلقاء نفسه شيئاً ولكنه مِمَّا يسمع به، يكلمكم ويسوسكم بالحق، ويخبركم بالحوادث والغيوب" [انظر: إنجيل يوحنا16.7-8، 13]



[20] وفي(163) حكاية أخرى(164): "إن البارقليط روح الحقّ الذي يرسله أبي باسمي وهو يعلمكم كل شيء" [انظر: إنجيل يوحنا 14: 26]



[21] وقال(165): "إني سائل(166) أبي أن يبعث إليكم بارقليطاً(167) آخر يكون معكم إلى الأبد، وهو يعلمكم كل شيء" [انظر: إنجيل يوحنا.16.14،26].



[22] وفي حكاية أخرى(168): "ابن البشر(169) ذاهب والبارقليط من بعده يجيء لكم الأسرار(170) ويفسر لكم كل شيء، وهو يشهد لي كما شهدتُ له، فإني أجيئكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل" [انظر: إنجيل يوحنا 15: 26-27 و7.16]. وهذه(171) الأشياء على اختلافها متقاربة؛ وإنما اختلفت لأن من نقل الإنجيل عن المسيح(172) من الحواريين عِدّة. والبارقليط هو بلغتهم لفظ من(173) الحمد، إما أحمد وإما محمود وإما محمد وما أشبه(174) ذلك، وهو في الإنجيل الحبشي أو الرومي ابن نعطيس(175). فمَن هذا الذي هو روح الحق الذي لا يتكلم إلا بما يوحى إليه، ومَن العاقب للمسيح والشاهد له بأن قد بلّغ، ومَن الذي أخبر بالحوادث في الأزمنة مثل خروج الدجال وظهور الدابة وطلوع الشمس من مغربها وأشباه هذا، وبالغيوب من أمر القيامة والحساب والجنة والنار وأشباه [131 أ] ذلك مِمَّا لم يذكر في التوراة والإنجيل والزبور غير نبيّنا صلى الله عليه؟ 



[23] وفي(176) إنجيل متى(177) "أنه لما حبس يحيى بن زكريا ليُقتل بعث تلاميذَه إلى المسيح وقال لهم: قولوا له: أنت هو الآتي(178) أو نتوقع غيرك؟ فأجابه المسيح وقال(179): الحق اليقين أقول لكم: إنه لم تقم النساء عن أفضل من يحيى بن زكريا، وإن التوراة وكتب الأنبياء يتلو بعضها بعضاً بالنبوة والوحي حتى جاء يحيى. فأما الآن فإن شئتم فأقبلوا أن إلياهو(180) مزمع أن يأتي، فمن كانت له أذنان سامعتان فليسمع(181) " [انظر: إنجيل متى 2.11-4، 9-11]. وليس(182) يخلو هذا الاسم من إحدى خلال، إما أن يكون قال: إن أحمد مزمع أن يأتي فغيروا الاسم كما قال الله -عزَّ وجلَّ-: ﴿يحرفون الكلم عن مواضعه﴾ [4 النساء:46]، وجعلوه إليا، وإما أن يكون قال: إن إيل مزمع أن يأتي وإيل هو الله ومجيء الله هو مجيء رسوله بكتابه، كما قال في التوراة: "جاء الله من سيناء"(183) [انظر: سفر تثنية الاشتراع 33. 2]، يراد: جاء موسى من سيناء بكتاب الله، ولم يأت كتابٌ بعد المسيح إلاّ القرآن، وإما أن يكون أراد النبيّ المسمى بهذا الإسم، وهذا لا يجوز عندهم؛ لأنهم مجمعون على أنه لا نبيّ بعد المسيح. 



ذِكر(184) مكة والحرم والبيت(185) في الكتب المتقدّمة



[24] في كتاب شعيا(186): "إنه ستمتلئ(187) البادية والمدن قصور آل(188) قيذار يسبحون ومن رؤوس الجبال ينادون، هم الذين يجعلون لله الكرامة ويبثّون تسبيحه(189) في البرّ والبحر" [انظر: أشعيا 42. 11-13]. وقال: "ارفع علماً لجميع الأمم من بعيد فيصفر بهم من أقاصي(190) الأرض، فإذا هم سراع يأتون" [انظر: أشعيا 5. 26-30]. وبنو(191) قيذار(192) هم العرب، لأن قيذار(193) هو ابن إسماعيل بإجماع الناس، والعَلَم الذي يرفع هو النبوة، والصفير بهم دعاؤهم من أقاصي الأرض للحجّ(194)، فإذا هم سراع يأتون وهو نحو قول الله(195) تعالى: ﴿وَأَذِّن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتينَ من كل فج عميق﴾ [22 الحج 27].



[25] وفي(196) موضع آخر من كتاب شعيا(197): "سأبعث من الصبا قوماً فيأتون(198) من المشرق مجيبين أفواجا كالصعيد كثرةً ومثل الطيّان الذي يدوس برجليه الطين" [انظر: أشعيا 41. 25]. والصبا يأتي من(199) مطلع الشمس، يبعث(200) الله من هناك قوما من خراسان ومن صاقبها(201)، وممن هو نازل بمهب الصبا فيأتون مجيبين بالتلبية أفواجا كالتراب كثرة، و"مثل(202) الطيان الذي يدوس برجليه(203) الطين"، يريد أن منهم رجاله كالّين، وقد يجوز أن يكون أراد الهرولة إذا طافوا بالبيت(204). 



[26] [131 ب] وقال(205): في ذكر الحجر المستلم: قال شعيا(206): "قال الرب السيد(207): ها أنا ذا(208) مؤسس بصهيون وهو بيت الله حجرا حجرا في زاوية مكرمة(209)، فمن كان مؤمنا فلا يستعجلن، واجعل العدل مثل الشاقول والصدق مثل الميزان فيهلك الذين ولعوا بالكذب"(210) [انظر: أشعيا. 28. 16-17]، والحجر بما ذكر الله -عزَّ وجلَّ- في زاوية البيت، والكرامة أن يُثلم ويُستلم(211). 



[27] وقال شعيا(212) في ذكر مكة: "سُرِّي واهتزي أيتها العاقر التي لم تلد، وانطقي بالتسبيح وافرحي إذ لم(213) تحبلي، فإن أهلك يكونون أكثر من أهلي" [انظر: أشعيا. 54. 1]. يعني بأهله أهل بيت المقدس من بني إسرائيل، وأراد أن أهل مكة يكونون بمن يأتيهم من الحجاج والعمار أكثر من أهل بيت المقدس، فشبّه مكة بامرأة عاقر(214) لم تلد؛ لأنه لم يكن فيها قبل النبي(215) إلا إسماعيل وحده، ولم ينزل بها كتاب، ولا يجوز أن يكون أراد(216) بالعاقر بيت المقدس؛ لأنه بيت الأنبياء ومهبط(217) الوحي(218)، فلا يشبّه بالعاقر من النساء. 



[28] وفي شعيا أيضا من ذكر مكة(219): "قد أقسمت بنفسي كقسمي أيام نوح: إني لا أغرق الأرض بالطوفان، كذلك أقسمتُ أني لا أسخط عليك ولا أرفضك، وإن الجبال تزول والقلاع(220) تنحط ونعمتي(221) عليك لا تزول" [انظر: أشعيا. 54. 9، 10].



[29] ثم قال: "يا مسكينة يا مضطهدة، ها أنا ذا بانٍ بالحسن حجارتك ومزينك بالجواهر ومكلل باللؤلؤ سقفك، وبالزبرجد أبوابك، وتبعدين من الظلم فلا تخافي من الضعف فلا تضعفي، وكل سلاح يصنعه صانع لا(222) يعمل فيك وكل لسان ولغة تقوم معك بالخصومة تفلحين معها" [انظر: أشعيا. 54. 11، 12، 14، 17].



[30] ثم قال: "وسيسميك الله اسما جديدا" [انظر: أشعيا. 62. 2]. يريد أنه سمى(223) المسجد الحرام وكان قبل ذلك يسمّى الكعبة. 



[31] "فقومي فأشرقي، فإنه قد دنا نورك ووقار الله عليك: انظري بعينك حولك، فإنهم مجتمعون، يأتيك بنوك وبناتك عَدْوا فحينئذ تسرّين(224) وتزهرين ويخاف عدوك ويتسع(225) قلبك، وكل غنم قيذار تجمع إليك، وسادات نباوث يخدمونك" [انظر: أشعيا. 60. 1، 4، 5، 7]. ونباوث هو ابن إسماعيل، وقيذار هو أبو النبيّ وهو أخو نباوث(226). 



[32] ثم قال: "تفتح أبوابك دائما الليل والنهار ولا(227) تغلق، ويتخذونك قبلةً وتُدعين بعد ذلك مدينة الربّ؛ أي بيت الله" [انظر: أشعيا. 60. 11، 14]



[33] وفي(228) موضع آخر من شعيا(229): "ارفعي إلى من(230) حولك بصرك، تستبهجين(231) وتفرحين من أجل أنه يميل(232) إليك ذخائر البحر، ويحج إليك عساكر الأمم حتى تعمرك(233) قطر الإبل المؤبلة وتضيق أرضك عن القطرات(234) التي تجتمع إليك، وتساق إليك كباش مدين ويأتيك أهل سبأ، وتسير إليك بأغنام قاذار(235) ويخدمك رجالات نباوث(236) " [انظر: أشعيا. 60. 5، 7]، يعني(237) سدنة البيت(238)، إنهم من ولد نباوث بن(239) إسماعيل. 



ذكر(240) طريق مكة في شعيا(241) 



[34] [132 أ] وفي شعيا عن الله: "إني أعطي البادية كرامة(242) لبنان وبهاء الكرمال(243) " [انظر: أشعيا. 35. 2] وكرمال ولبنان(244) الشام وبيت المقدس، يريد: "أجعل الكرامة التي كانت هناك بالوحي وظهور الأنبياء للبادية بالحج وبالنبي(245) عليه السلام، ثم قال: "ويشق في البادية(246) مياها وسواقي في أرض الفلاة، ويكون الفيافي(247) والأماكن العطاش ينابيع ومياها، ويصير هناك محجة وطريق الحرام(248) لا يمر به أنجاس الأمم، والجاهل به لا يصل هناك، ولا يكون به سباع ولا أسد، ويكون هناك ممر المخلصين" [انظر: أشعيا. 35. 2، 6، 8، 9]. 



[35] وفي كتاب حزقيل أنه ذكر معاصي بني إسرائيل وشبّههم بكَرْمَةٍ عداها، فقال(249): "لم(250) تلبث تلك الكرمة أن قلعت بالسخطة ورمي بها عن(251) الأرض، فأحرقت السمائم ثمارها. فعند ذلك غُرِسَ غرسٌ في البدو وفي الأرض المهملة العطشى فخرجت من أغصانها الفاضلة نار أكلت ثمار تلك(252) حتى لم توجد فيها عصى قوية ولا قضيب" [انظر: سفر حزقيال. 19. 12-14].



[36] وذكر(253) الحرم في كتاب شعيا قال: "إن الذئب والحمل فيه يرعيان معا وكذلك جميع السباع لا تؤذي ولا تفسد في كل حرمي" [انظر: أشعيا. 6.11، 9] ثم ترى تلك الوحوش إذا خرجت من الحرم عاودت الذعر وهربت من السباع، وكان السبع في الطلب والحرص على(254) الصيد كما كان قبل دخوله الحرم. 



ذكر(255) أصحاب النبي وذكر يوم بدر في شعيا



[37] قال شعيا وذكر قصة العرب يوم بدر: "يدوسون الأمم كدياس(256) البيادر، وينزل البلاء بمشركي العرب ويُهزمون" [انظر: أشعيا. 21. 10]، ثم قال: "وينهزمون من بين يدي سيوف مسلولة وقِسِيٍّ مؤتّرة(257) ومن شدّة الملحمة(258) " [انظر: أشعيا. 21. 15]



[38] فهذا(259) ما في كتب الله المتقدمة الباقية في أيدي أهل الكتاب من ذكر نبيّنا وصفاته وأعلامه 132] ب[ وأهل الكتاب يتلونه ولا يجحدون ظاهره، خلا اسم نبيّنا، فإنهم لا يسمحون بالإقرار به تصريحًا. ولن يُغني ذلك عنهم؛ لأن(260) اسم النبيّ بالسريانية عندهم مشفحا(261)، ومشفح(262) محمد بغير شكّ، واعتباره أنهم يقولون(263): شفحا لالاها(264)، إذا أرادوا أن يقولوا: الحمد لله. وإذا كان الحمد شفحا فمشفح محمد(265)، ولأن الصفات التي أقرّوا بها هي وفاقٌ لأحواله وزمانه ومخرجه ومبعثه وشرعته. فليدلّونا على مَن له هذه الصفات(266) ومَن خرّت(267) الأمم بين(268) يديه وانقادت لطاعته(269) واستجابت لدعوته، ومَن صاحب الجمل الذي هلكت بابل وأصنامها به؟ وأين هذه الأمة من ولد قيدر بن إسماعيل والذين ينادون من رؤوس الجبال بالتلبية وبالأذان، والذين جعلوا له الكرامة وبثّوا تسبيحه في البرّ والبحر؟ هيهات أن يجدوا ذلك إلاّ في محمد صلى الله عليه وأمته؟



39]] ولو(270) لم نأت(271) بهذه الأنباء والقصص(272) من كتبهم ألم يكن مما(273) أودع الله القرآنَ دليلٌ على ما أودعها من ذكره(274)، وفي تركهم جحد ذلك وإنكاره، وهو يقرعهم به دليل على اعترافهم له، فإنه جلّ وعزّ يقول ﴿الذين يتبعون الرَسُولَ الذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَورَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَن المُنْكَرِ﴾ [سورة الأعراف (7): 157] ويقول(275) عن المسيح ﴿إِني رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُم مصدقا ِمَا بَيْنَ مِن يدَيّ من التَوْرَاةِ ومبشرا(276) برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد﴾ [سورة الصف (61): 6] ويقول: ﴿يَا أَهْلَ الكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ * يَا أَهْلَ الكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الحَقّ بِالبَاطِلِ [133أ] وَتَكْتُمُونَ الحَقٰ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [سورة آل عمران (3): 70-71] وقال(277): ﴿الَذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُم﴾ [سورة البقرة (2): 146] وقال: ﴿قُلْ كَفَى بَاللهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتَابِ﴾(278) [سورة الرعد ((13: 43] وقد كان رسول الله صلى الله عليه يدعوهم إلى اتباعه وتصديقه فكيف يجوز(279) أن يحتجّ عليهم بباطل من الحجج ويُحيل بذلك(280) على ما عندهم وفي(281) أيديهم، ويقول: من علامة نبوتي وصدقي أنكم تجدوني عندكم مكتوبًا، وهم لا يجدونه كما ذكر، وأيضًا(282) >أوليس < ذلك مِمَّا يزيدهم منه بعادًا أو عما يزيدهم عليه بعدًا وقد كان غنيًا عن أن يدعوهم بما ينفّرهم ويستميلهم بما يوحشهم، ولِمَ(283) أسلم من أسلم من علمائهم كعبد الله بن سلام وتميم الداري وكعب وقد وقفوا منه على مثل هذه الدعاوى التي لا تصحّ عندهم، لا سيّما وهو يحتجّ بهم على قريش ويقوى(284) عليهم، أو لم يكن له آيةً أن تعلمه علماء بني إسرائيل(285). 



[40] وفي الحديث أن رسول الله صلّى الله عليه دعا اليهود فقال: كيف عبد الله بن سلام فيكم؟ قالوا: عالِمنا وابن عالِمنا وسيدنا وابن سيدنا، قال: أرأيتم إن أسلم تسلمون، قالوا: نعم، فخرج عليهم عبد الله بن سلام فشهد بالحقّ واحتجّ له، فلما سمعوا ذلك قالوا: خَرِف الشيخ. ويقال: إياه عنى الله تعالى بقوله ﴿وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتَابِ﴾ [سورة الرعد (13): 43] وليس احتجاجنا على المكذّبين بالرسل بما في كتب الله؛ لأنا رأيناهم يؤمنون بها ومن لم يؤمن بالرسول المبلغ للكتاب لم يؤمن بالكتاب، ولكنا رأينا الحجّة تلزمهم فيها بإخبار موسى عن عيسى وإخبار عيسى عن محمّد، وبين المُخْبِر والمخبَر عنه قرون كثيرة وأحقابٌ، وهذا لا يجوز إلاّ عند من آمن بالرُسل لإخبارها عن الله بذلك، فإن ادّعوا أن الكتب التي في أيدي أهل الكتاب مصنوعة صنعها كبراؤهم ليعقدوا لأنفسهم بها الرئاسة ويستدعوا من العوامّ الانقياد والطاعة، وأن ما فيها من ذكر نبيّ يسمّى عزير(؟)(286)، وأنه لا إبراهيم ولا داود ولا موسى ولا عيسى، خرجوا بهذا القول عن كل فطرة وأبطلوا به كل معرفة إلاّ ما لحقته العيون وكفى بذلك جهلًا وحيرةً.



41]] ولو كانت الحجّة لا تثبت إلاّ بإقرار الخصم أو سكوته لم تثبت أبدًا إلاّ [133 ب] بمشيته؛ لأن الكلام واسع واللسان كلفٌ وقد رأيتُ من الناس من لا يسكت وقد أسكته الحقّ، ولا ينقطع وقد قطعته الحجّة، ورُبّ كلام أبلغ منه العِيّ، وقول أحسن منه للانقطاع، وإنما يكفيك من الكلام أن يخرج خصمك عما عرف الناس وعما اختلفوا(287) عليه، فإذا بلغ هذه الغاية، فأمسك عنه فلا تزده، فإن الزائد فيما لا مزيد فيه متعرّض للخطأ بعد الصواب، ومساوٍ للخصم في الشتم(288) وسوء الأدب بعد الظهور، وليس يجوز الكذب على الإخبار بأتية موسى وعيسى وأعلامهما؛ لأنهما خبر قرن عن قرون وأمم مختلفة في الدين عن أمم مختلفةٍ، ولو جاز أن يكون مثله باطلًا لجاز أن يقولوا في نبيّنا صلّى الله عليه مثله، وأن يقولوا في القائمين بعده وأن يكون المولود في زمن المعتصم يشكّ في المنصور، والمشاهد لخلافة وُلد العباس يشكّ في خلافة بني أمية، وهذا وأشباهه من الأمور التي تقرب منا بوحش السامع لقرب العهد، ولا فرق بينها وبين الأمر الأول؛ لأنها كلّها أخبار قرن عن قرنٍ إلاّ أن القرن قلّ عددها في واحدٍ وكَثُرَ في آخر.



[42] وأما قولهم: إن ما في الكتب من ذكر نبيّ منقلع لآخر بعده عزير (؟)(289) فمَن النابذون لأهل الكتاب العابدون؟ وهذا مستحيل لأن اليهود أعداء النصارى ويكذّبون بنبوة المسيح، والنصارى أعداء المسلمين ويكذّبون بنبوة محمّد عليه السلام، فكيف يزيدون في كتبهم ذكر أنبياء هم بهم جاحدون، وكانوا بحذف الذكر ونقص المدح والثناء أجدر لو وجدوا إلى ذلك سبيلًا لذمّ(؟)(290) المسلمين، وهذا أشدّ استحالة؛ لأن المسلمين لو أرادوا الزيادة في كتبهم لم يزيدوا إلاّ ليحتجّوا عليهم بذلك، فكيف يصلون إلى الزيادة سيّما من حيث لا يعلمون، وإن قالوا: إن للأنبياء أصحاب شبها ومخاريق فإن الشبه باطلة كاسمها فهل يتّبعون في الشبه بعلماء الغيب […](291)، وفلق البحر لتسعمائة ألف حتى عبروا وإطباقه على أكثر منهم حتى غرقوا [134 أ] وكإحياء الموتى وخلق الطير من طين، وهل يجوز أن يحتال محتال حتى يأتي بطير من البحر بطير أبابيل معها حجارة من سجّيل فيُهلك بها أمةً وينصر بها أمة، بل كيف يحتال بهذا مولود في ذلك الوقت أو كيف أمر الفيل من قريب قد لحقه وراءه بشر كثير، فمن كان في عصر رسول الله  فهو لنا كالعيان وفي عام الفيل كان مولده بأميّ هو وأميّ وسنذكره فيما بعده إن شاء الله.



*************************



الهوامش:



*) أستاذة في معهد الدراسات الإسلامية، جامعة برلين الحرة.



1) من أجل تبين تأويل هذا الاصطلاح وباقي الـتأويلات الأخرى يُرجى مراجعة (Stroumsa 1986.)



2) بخصوص مفهوم التحريف انظر (Nickel 2011)



3) من أجل تبين أوجه أخرى للموقف الإسلامي الملتبس من الكتب المقدسة المتقدمة، انظر: (Andang 2002 ; 2006, 305 ; Pregill 2007)



4) من أجل تحليل لمختلف مقاربات أجناس هذه الأدبيات ومصنفيها للمواد التوراتية وغير التوراتية، انظر: (Tolloti 2002, 83 ff ; Reynolds 2010) وفي ما يتعلق خصوصا بقصص الأنبياء، انظر: (Nagel 1967) 



5) بالنسبة إلى الموضوعات التوراتية الصحيحة والمنحولة في الحديث النبوي التي تتنبأ ببعثة محمد، انظر: (Kister 1972, 222ff ; Rubin 1995, 21-43 ; Cook 2006)



6) فضلا عن المادة التوراتية، وجدت المادة المنحولة (الإسرائيليات) طريقها إلى التقليد الإسلامي. ومن أجل إلقاء نظرة عامة، انظر: (Wasserstrom 1994; Pregill 2008.)



7) نقل نص الرسالة المحفوظ في مصنف ابن أبي طيفور (المتوفى عام 280 هـ/839 م) "كتاب المنثور والمنظوم". وقد نشر نشرات عديدة: ابن الليث 1364 هـ/ 1927 م؛ 1355 هـ/1936؛ 1992؛ 2006. وانظر أيضا: (Dunlop 1968; van Ess 1991-1997, 3: 24ff.; Roggema 2009a.)



8) فيما يخص العلاقة بين النصين، انظر (Adang 1996, 148-50). لايوجد واحد من الاستشهادات التي أوردها ابن قتيبة في كتابه "أعلام النبوة" كان ذا صلة بالمواد التوراتية التي أوردها في كتاباته الأخرى. ونحن لا نعلم إلا القليل عن الزمن الذي صارت فيه النقول المبكرة للتوراة أو لأجزاء منها متوفرة باللسان العربي. ومن أجل إلقاء نظرة شاملة على نقول التوراة العبرية، انظر: (Polliack 1997, 3ff). ويوفر لنا (Kachouh 2008) نظرة عامة على ترجمات الإنجيل. أشكر بالمناسبة ليلى دميري على أنها أثارت انتباهي إلى هذه الدراسة. وإن رونيه فولندت (كامبردج، بريطانيا) لعاكف على إعداد دراسة شاملة عن كل التقاليد الترجمية المسيحية لأسفار موسى الخمسة إلى حدود القرن الثالث عشر الميلادي التي حفظت على شاكلة مخطوطات. وإن استنتاجاته سوف تسمح لنا بالخروج باستنتاجات جديدة عن المصادر التي استعملها ابن قتيبة وابن ربن وغيرهما من الدارسين الإسلاميين المبكرين الذين أوردوا مواد توارثية في كتاباتهم. 



9) مرد الأمر على الأغلب إلى أنه لفترة زمنية طويلة لم يوجد تأكيد بدهي على وجود أي مصنف متأخر رجع إلى كتاب "الدين والدولة"، وأفاد من المادة الثرة التي يتضمنها، ولهذا تم الشك في صحته بعد أن نشر مينغانا A. Mingana ترجمة إنجليزية لكتاب الدين والدولة (الطبري 1922)، كما نشرت للكتاب طبعة حجرية أولى بالعربية (الطبري 1923) مستنسخة عن المخطوطة الوحيدة المعروفة التي كان تمتلكها مكتبة جون راينالدس بمانشستر (المخطوطة العربية رقم 69 [= كراوفورد رقم 631]). لمتابعة هذا النقاش الذي دار على صحة الكتاب بين دارسي التراث الإسلامي، انظر: Schmidkte 2009. ومن الأدلة التي استند إليها أن كلا من أبي الحسن محمد بن يوسف العامري (المتوفى عام 381 هـ/992 م) في كتابه "الإعلام بمناقب الإسلام" (Thomas 1986) والنصراني المتحول إلى الإسلام الذي عاش في القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي الحسن بن أيوب في كتابه "الرد على [أصناف] النصارى] (Sepmeijer 1985) استعملا مصنف ابن ربن "كتاب الدين والدولة" بحسبانه مصدرا من مصادر المواد التوراتية التي أورداها؛ بيد أن الاستشهادات التي أوردها المصنفان لا تكفي لحسم هكذا استنتاج.



10) -$ بالنسبة إلى أبي الحسين البصري، انظر: Madelung 2007; Jalali-Moqaddam 2009



11) -$ يمكن أن نفترض أن أبا علي يحيى بن عيسى بن جزلة البغدادي -وهو نصراني أسلم وكان قد درس مع تلميذ أبي الحسين البصري أبي علي محمد بن أحمد بن عبد الله الكرخي (ابن الوليد، المتوفى عام 478 هـ/ 1086 م) ببغداد- كان أيضا قد استعمل كتاب ابن ربن "كتاب الدين والدولة" سواء بشكل مباشر أو بوساطة من "غرر" أبي الحسين، وذلك في كتابه "الرد على النصارى" الذي يبدو أنه كتاب مفقود. 



12) يتضمن كتاب النيسابوري "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" (النيساوري 1962-1971، 1: 295) نسخة مختصرة من استشهاد فخر الدين الرازي بسفر التكوين (16. 6-11) ومناقشته له (المقطع الأول من كتاب فخر الدين الرازي "مفاتيح" = Schmidtke 2009, 116). وبالنسبة إلى النيسابوري وتفسيره وتأثر هذا التفسير بتفسير فخر الدين الرازي "مفاتيح الغيب"، انظر: Morrison 2002; 2005; 2007, passim.



13) انظر: صالح 2008، 112 (القسمين الأول والثاني من كتاب فخر الدين الرازي "مفاتيح الغيب" = (Schmidkte2009,116)). هذا ولقد عرف البقاعي باعتباره ممثلا مبرزا لدارسي التوراة من المسلمين، بما أنه وظف التوراة لتفسير القرآن. ولهذا الغرض وظف مقاطع واسعة من التوراة العبري والعهد الجديد في حاشيته على القرآن المسماة "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور". فيما يتعلق بالاستشهادات العبرانية، انظر توطئة صالح (2007) وأيضا 2010. وإن أحد أبرز ممثلي هذا الاتجاه أيضا هو نجم الدين الطوفي (المتوفى عام 716 هـ/1316 م)، انظر: الدميري، 2008. 



14) بالنسبة إلى استعمال اسم "القتبي"، انظر أيضا Brockelmann 1943-1949, 1: 124-5. والذي يبدو أن قول أدانغ بأن تصحيح هوارت "القتبي" باسم "العتبي" لا يقوم على أساس مكين (Adang 1996, 15, n. 78)، إنما تدعمه مخطوطة يوسف آغا (المؤرخة بعام 670 للهجرة)، التي نجد بها رسم الاسم "القتبي" أيضا (14 ب: 14). والحال أن نشرة هوارت لا تستند إلا إلى مخطوطة داماد إبراهيم رقم 918 (المؤرخة بعام 663 للهجرة). وإن مخطوطة رئيس الكتاب رقم 701 (المؤرخ عام 701) لا تتضمن الجزء المحتوي على النبوءات التوراتية، وذلك بحيث أنه قبيل المقطع 131 أ. 23 (= نشرة هوارت 1916، 36، 1.1) تم إسقاط جزء مهم من النص يتضمن الفقرة المعنية، وذلك سواء كان هذا السقط قد تم قصدا أو عن خطأ. ومن المعلوم أيضا أن المقدسي يورد استشهادات ابن إسحاق المأخوذة عن إنجيل يوحنا 15. 23-16.1. انظر: Sezgin 1967-, 1: 337, no. 40. Huart1916, 28, ll. 13-29 (1.1 [النص العربي]، II، 31-2 [الترجمة الفرنسية] التي تحيل على مصادر أخرى لا يعينها اللهم إلا إشارته إلى أنه كان يتوفر على نسخة لأبي عبد الله المازني الذي لا يمكن تحديد من هو بالضبط (Adang 1996, 156). 



15) بالنسبة إلى المزمور 50. 2-3، انظر: Huart 1916, 28, ll. 5-7 (= MS Yusuf Aga 315, fo. 14b: 4-6): وفيه " إن الله  يظهر من صهيون إكليلاً محمودًا" قالوا فالإكليل مثل الرئاسة والإمامة والمحمود محمد . انظر المقطع الموافق له في أعلام ابن قتيبة [انظر أسفله، القسم IV، الجزء 14]. قال: وفي مزمور: "إن الله أظهر من صهيون إكليلاً محمودًا"ضرب الإكليل مثلاً للرئاسة والإمامة، ومحمود هو محمد . وبالنسبة إلى سفر تثنية الاشتراع انظر: Huart 1916, 33, ll. 2-7 (= MS Yusuf Aga 315, fo. 16b: 5-10): وهذا الفصل في تخريجات أهل الإسلام بلفظ العربية "جاء الله من سيناء وأشرق من ساعير واستعلن من جبال فاران". قالوا: ومعنى مجيئه من سيناء إنزاله التوراة على موسى، وإشراقه من ساعير إنزاله الإنجيل على عيسى، واستعلانه من جبال فاران إنزاله القرآن على محمد. انظر المقطع الموازي له في أعلام ابن قتيبة [انظر أسفله IV الجزء 3]. قال: ومن أعلامه في التوراة، قال "جاء الله من سيناء وأشرق من ساعير واستعلن من جبال فاران ". وليس بهذا خفاء على من تدبّره ولا غموض؛ لأن مجيء الله من سيناء إنزاله التوراة على موسى بطور سيناء، هكذا هو عند أهل الكتاب وعندنا، وكذلك يجب أن يكون إشراقه من ساعير إنزاله على المسيح الإنجيل، وكان المسيح يسكن ساعير بأرض الجليل بقرية تدعى ناصرة وباسمها سمّي مَن اتبعه نصارى. وكما وجب أن يكون إشراقه من ساعير بالمسيح فكذلك يجب أن يكون استعلانه من جبال فاران بإنزاله القرآن على محمد  في جبال فاران وهي جبال مكة. ويورد المقدسي بدوره الترجمة العربية الرائجة (في تخريجات أهل الإسلام بلفظ العربية) الدائرة على سفر التكوين 17.20 (31، 1. 13 = مخطوطة يوسف آغا رقم 315، 16 أ: 3-6) التي تتوافق مع ما أورده ابن قتيبة وابن ربن معا من أمر هذه الآية، ومن ثمة لا تؤهل إلى إصدار أي حكم شأنه في ذلك شأن مصدره. 



16) من المعلوم أن نص "الأصول والفروع" قد تم حفظه في مخطوط واحد هو مخطوطة شهيد علي باشا تحت رقم 2704 (1-8 ب) ضمن مجموع يضم 16 رسالة لابن حزم. والفصل المقصود يوجد ب 20 ب: 13-23 أ: 8. وبالنسبة إلى وصف المجموع، الذي اكتشفه أول من اكتشفه ريتر، انظر آسين بلاسيوس 1934. هذا وقد نشر العمل بنشرتين اثنتين: ابن حزم 1978 و1404 هـ/ 1984 م. ومن أجل ترجمة الجزء المقصود والتعليق عليه (اللهم باستثناء تنبؤات العهد الجديد) انظر: Adang 1992. هذا وقد أورد ابن حزم الفقرات من مصنف ابن قتيبة التي تتضمن المصادر التوراتية: [1]، [2]، [3]، [4]، [5]، [17]، [18]، [19]، [23]، [24]، [12] (يحيل الرقم على الفقرات المنشورة ضمن هذه المقالة أسفله). 



17) انظر كذلك: Vizcaíno Plaza 2002 أعلام النبوة، لابن قتيبة. وبالنسبة إلى ابن أصبغ، انظر: Lecomte1963, 290-2, no. 4; Aragón Huerta 2009، وبالنسبة إلى ابن المهندس، انظر Lecomte 1963, 287. وعموما بالنسبة إلى تلقي أعمال ابن قتيبة بالأندلس، انظر: Lecomte 1965, 12-14; Bonebakker 1960/1961; 1964; Soravia 2004.



18) نشر بروكلمان عام 1898 على أساس مخطوطة ليدن وحدها رقم 322/1 (20 ب: 23-23ب: 23) طبعة أولى من موارد ابن الجوزي من مصنف ابن قتيبة. انظر كذلك: بروكلمان 1895 أ و1895ب وبيتشر 1895. وخلال الخمسين سنة الأخيرة نشر نص "الوفا" بنشرات متعددة (بالرغم أنه لم ينشر نشرة محققة): ابن الجوزي 1386 هـ/1966 (نشر بدءا من مخطوطة الأزهر 36 تاريخ، ومخطوطة التيمورية 192، والمقطع المذكور يوجد بالمجلد الأول ص61-73)؛ ابن الجوزي 1396 هـ/ 1976 (لم يتم تحديد المخطوطة التي منها نشر الكتاب، والمقطع المذكور يوجد بالمجلد الأول ص109-125)، ابن الجوزي 1408 هـ/ 1987 م [لم أطلع عليها]. بالنسبة إلى مخطوطات "الوفا" لابن الجوزي انظر أسفله IV. هذا وقد نشرت أدانغ ترجمة إنجليزية بحواشي ضافية للقسم المذكور (باستثناء الشواهد من العهد الجديد والجزء الأخير) مع تصويبات (1966، 267-277). 



19) المقريزي 1999، 3: 383-95. وهذه النشرة استندت على مخطوطة كوبرلي [السليمانية] رقم 1004 وحدها، وهي النسخة الوحيدة المتوفرة الكاملة لكتاب المقريزي "إمتاع الأسماع"، والمقطع المشار إليه يوجد في الصفحات 376، 1. 30 و381، 1. 10 [علما أن المخطوطة مرقمة بحسب الترقيم المتداول، وليس بحسب الترقيم المعهود في ترقيم المخطوطات]. وإني لأقدم شكري إلى فريدريك باودن على المعلومة التي أفادني إياها بخصوص المخطوطات المتوفرة لكتاب "الإمتاع" للمقريزي. 



20) أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار بن إبراهيم الدينوري البغدادي البقال. انظر: ابن الجوزي 1400 هـ/ 1980، 166-167، رقم. 66، وابن عماد الحنبلي 1419 هـ/ 1998 م، 4: 400، والذهبي 1960-1966، 4: 194؛ 1401/1981، 20: 505-506، رقم. 322. 



21) ثابت بن بندار بن إبراهيم بن الحسن بن بندار، أبو المعالي البقال الدينوري البغدادي؛ انظر: ابن الجوزي 1400 هـ/ 1980، 132، 151، 164، 166؛ والذهبي 1960-1966، 3: 351؛ 1401/1981، 19: 204-205، رقم. 124؛ وابن الجزري 1932-1933، 1: 188؛ وابن العماد 1357-1358 [1938-1940]، 9: 144-145. 



22) علي بن محمد بن الحسن بن أبي الحسن الحربي السمسار المعروف بابن قشيش، والذي كان أحد شيوخ الخطيب البغدادي (المتوفى عام 463 هـ/ 1071 م). انظر: الخطيب البغدادي دون سنة نشر، 12: 100. 6534؛ والقفطي 1950-1973، 3: 173.



23) عمر بن أحمد بن هارون بن الفرج بن ربيع أبو حفص المقرئ المعروف بابن الآجوري. انظر: الخطيب البغدادي، دون تاريخ طبع، 11: 264، رقم 6026؛ وابن الجوزي 1357-1358 هـ/ [1938-1940]، 7: 170، رقم. 268. 



24) انظر المخطوطات التالية: 



Leiden OR 322, fo. 20b: 23-5 (= Brockelmann 1898, 46: 5-9); MS Âşir Efendi 77, fo. 19b: 20-23; MS Hekimoğlu 259, f. 28b: 20-24;MS Ayasofya 946, fo. 22b: 17-19; MS Yusuf Ağa 173, fo.17a: 14-18; MS Turhan Vâlide 80, fo. 31b: 10-13.



هذا مع تقدم العلم أن الإسناد غير وارد في مخطوطة عاطف أفندي 1780، ابن الجوزي 1386-1966، 61، أو 1396/1976، 109. 



25) قوام السنة 1412/1991-1992، 1239-57 §§ 195-200 (ذكر ابن قتيبة في أعلام النبي  قال... ثم قال...قال ابن قتيبة... قال ابن قتيبة... قال). عن قوام السنة انظر أيضا الأنصاري 1377 هـ/ [/1997]، وكذلك مقدمة الأنصاري لقوام السنة 1384 هـ/ [/2005].



26) انظر: ابن قيم الجوزية: 1429/2008، 126، II، 4-11 [وانظر أدناه، IV، الفقرة 2]: 



127, ll. 8-13 = [5], 127, l. 14-129, l. 5 = [18]-[22], 155, l. 4-156, l. 11 = [3]-[4], 159, l. 14-160, l. 5 = [6]-[7], 162, l. 13-163, l. 2 = [12], 164, l. 16-165, l. 3 = [13], 165, l. 9-166, l. 2 = [14]-[15], 168, ll. 2-8 = [16], 168, l. 9-



169, l. 1 = [17], 169, ll. 2-8 = [33], 169, l. 13-171, l. 1 = [28]-[32], 171, ll. 2-7 = [27], 171, l. 8-172,



l. 1 = [34], 173, ll. 1-4 = [26], 173, ll. 8-17 = [24], 174, ll. 1-8 = [25], 174, ll. 9-16 = [8], 184, ll. 14-16



= [38], 194, ll. 7-11 = [37], 196, ll. 7-15 = [23], 199, ll. 2-7 = [35], 210, ll. 8-16.



وفيما يخص ابن قيم الجوزية راجع كرافيتز 2006، وهولتزمان 2009.



27) القسطلاني 1416/1996، 2: 428-36، وتتضمن استشهادات الفقرات [3] و[4] و[38] وب39] من نص ابن قتيبة (انظر أسفله، IV)



28) القسطلاني 1416/1996، 2: 231، I. 21 (ابن قتيبة في أعلام النبوة)؛ وانظر المصدر نفسه، 423، I. 1 (قال ابن قتيبة). 



29) الدياربكري 1970، 1: 24، I. 3 وبما أن الفقرة اقتباس من القسطلاني 1416/1996، 2: 431، I. 21-432، I. 4 فإنها بالتالي اقتباس جزئي من الفقرة [3] (انظر أسفله، الفقرة Iv) من نص ابن قتيبة. 



30) مخطوط المجموع 955/6. 127أ 159 ب. من أجل وصف للمخطوطة انظر الباني 1970، 93 والسواس 1403/1983، 207. وإني لأتقدم بالشكر إلى بيير لوري وفليب فالات (المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، دمشق) لمساعدتهم إياي في الحصول على نسخة مصورة من المخطوطة، كما أود أن أعبر عن امتناني إلى سلطات مكتبة الأسد التي وفرت هذه الصورة. مع الإشارة إلى أنه توجد صورة بمركز المخطوطات والتراث والوثائق (الكويت) تحت رقم 44-50-6. انظر: http://makhtutat.org/makh/showmak.php?id=2938 (تمت زيارة الموقع بتاريخ 17 فبراير 2011) 



31) انظر: Lecomte 1965, 154, no. 17; Adang 1996, 35-6، وانظر أيضا: Sezgin 1967-, 8: 161-5 حيث لم تتم الإشارة إلى العنوان بالمرة. هذا مع تقدم العلم أن النص والسماع المتضمن في صفحة العنوان (127 أ) سقطا أيضا في المراجع التالية: ليدر والسواس والصاغرجي 1996 حيث تم تعيين أغلب الوثائق والسماعات التي ضمها المجموع نفسه (المصدر نفسه 25-39 الذي يضم سماعات 955/2 و955/3 و955/4 و955/5 و955/9). وقد تمت الإشارة إلى المخطوطة عند المنجد 1982، 62، في مقدمة الناشر لقوام السنة 1412/1991-1992، 222-3 رقم 4 (بالإحالة على الباني 1970، 93) وقد رجع إليه عثمان جمعة ضميرية في إعداده لنشرته عن ابن قيم الجوزية (1429/2008). هذا مع تقدم العلم أن الإحالات الأخيرة تكتفي بدل أن تمدنا بتفاصيل ضافية بالإشارة فحسب إلى أن الوثيقة محفوظة في المكتبة الظاهرية (انظر: ابن قيم الجوزية 1429/2008، 155 رقم 5 وما بعدها). 



32) تضم المجموعة اثنتي عشرة إضبارة (وقد خطت بأياد متباينة وجمعت على ما يبدو في حقبة لاحقة) في الأعظم من لدن فقهاء ينتمون إلى أهل الحديث. وهي على التوالي: 1 ـ الأربعون في شيوخ الصوفية لأبي سعيد أحمد بن محمد بن أحمد بن علي الهروي الأنصاري الماليني (طاووس الفقهاء) توفي عام 409هـ/1018-1019م أو 412/1022. انظر: بروكلمان 1937-1942، 362. 2- أربعون حديثا لعبد الخالق بن زاهر بن الطاهر بن محمد الشخّامي (توفي عام 549/1154-1155). انظر: بروكلمان 1943-1949، 449-50 رقم 8. 3- شرح مذاهب أهل السنة لأبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين البغدادي (توفي عام 385/995). انظر المصدر نفسه، 174 رقم 13؛ بروكلمان 1937-1942، 276 رقم 14. 4- الترغيب في الدعاء والحث عليه لأبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن سرور الجماعيلي المقدسي الحنبلي (توفي عام 600/1203). انظر بروكلمان 1943-1949، 437-8، رقم 14، وكذلك بروكلمان 1937-1942، 605-7. 5ـ مختصر مكارم الأخلاق لأبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الشافعي الطبراني (المتوفى عام 360/971)، انظر: بروكلمان 1937-1942، 279. 6- أعلام رسول الله لابن قتيبة. 7- تفضيل الفقر على الغنى لأبي يعلى محمد بن الحسين بن خلف بن أحمد بن الفراء (توفي عام 458/1065). انظر: بروكلمان 1943-1949، 502، رقم 1، بروكلمان 1937-1942، 686، رقم 1. 8- مجلس البطاقة لأبي القاسم حمزة بن محمد بن علي الكتاني (المتوفى عام 357/968). 9- المختار في أصول السنة على سياق كتاب الشريعة لأي بكر محمد بن الحسين البغدادي الآجري (توفي عام 360/970). انظر: بروكلمان 1943-1949، 137، رقم 8، وانظر أيضا: بروكلمان 1937-1942، 274، رقم 9. 10- الجزء الثامن من مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها لأبي بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل السامري الخرائطي (توفي عام 327/938). انظر: بروكلمان 1937-1942، 250، رقم 7. 11- من حديث أبي محمد الكتاني؛ عبد العزيز بن أحمد الصوفي الدمشقي (توفي عام 466/1073-1074). 12- رسالة في التوكل وسؤال الله  لعبد الغني بن عبد الواحد المقدسي (مؤلف الكتاب المذكور في العدد 4 أعلاه). انظر أيضا السواس 1403/1983، 204-9. وفيما يتعلق بهيمنة الطابع الحنبلي على مجموع المخطوط الموجود بدار الكتب الظاهرية انظر أيضا مقدمة ليدر والسواس والصاغرجي 1996 (ستيفن ليدر-ياسين محمد السواس-مأمون الصاغرجي: معجم السماعات الدمشقية المنتخبة من سنة 550 الى 750 هـ/ منشورات المعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق-2000م).



33) توحي الصيغة التعبيرية بأن ابن قتيبة لم يكن يؤمن بأن الكتب المقدسة الموجودة قد لحقها التزييف. 



34) فضلا عن الإسناد، فإنه يوجد بصفحة العنوان سماع بخط تصعب قراءته اللهم إلا في جزء منه بفعل عوادي الماء التي أفسدته. 



35) عنه انظر ابن الجوزي 1357-1358 [1938-1940]، 9: 154 رقم 248؛ وابن العماد 1419/1998، 4: 130؛ والذهبي 1401/1981، 19: 213-16، رقم 132؛ 1960-1966، 3: 356؛ وكحالة 1376/1957، 8: 172. 



36) لا تعرف هويته بالذات. ولربما كان هو محمد بن عبد الوحيد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن جعفر بن حسن بن وهب، أبا عبد الله البزار المعروف بابن زوج الحرة (ولد عام 369هـ/979-980م وتوفي في جمادى الثانية من عام 428هـ/مارس-أبريل 1037م). انظر: كتاب البغدادي، دون تاريخ إصدار، 2: 360، رقم: 868. 



37) إن نشرة محققة لمجمل العمل المحفوظ في المخطوطة هي قيد الإعداد من لدن حسن أنصاري وسابين شميدكه. 



38) انظر أعلاه الهامش رقم 18.



39) للمزيد من التوضيحات الضافية عن مخطوطات كتاب الوفا لابن الجوزي (وترجمته إلى التركية العثمانية) يرجى النظر إلى بروكلمان 1943-1949، 1: 503، رقم 11؛ وبروكلمان 1937-1942، 1: 916، رقم 11؛ والآجري 1385/1965 (تكرار ما أورده بروكلمان)؛ وسلامة 2002، 148-52، رقم 140. للمزيد من المخطوطات انظر أعلاه رقم 18.



40) أعلام رسول الله صلى الله عليه في التوراة: عن أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة، قال من أعلام نبوة نبيّنا  الموجودة في كتب الله المتقدمة (ابن الجوزي).



41) الأول: من التوراة (ابن الجوزي).



42) فتدبر: قال ابن قتيبة فتدبر (ابن الجوزي).



43) فتدبر … به: ومن تدبر هذه البشارة جزم بأن المراد بها (ابن قيم الجوزية).



44) إسحاق: قط (ابن قيم الجوزية).



45) والنبوة: وقد كانت النبوة (ابن قيم الجوزية).



46) انتقلت: وانتقلت (ابن قيم الجوزية).



47) فدانت: ودانت (ابن قيم الجوزية).



48) الملوك: الأمم (ابن قيم الجوزية).



49) الأمم: الملوك (ابن قيم الجوزية).



50) الخلافة والملك: خلافة الملك (ابن قيم الجوزية).



51) في: إلى (ابن قيم الجوزية).



52) الزمان: الدهر (ابن قيم الجوزية).



53) فصارت: وصارت (ابن قيم الجوزية).



54) إليهم مبسوطة: مبسوطة إليهم (ابن قيم الجوزية).



55) ومن: قال ومن (ابن الجوزي).



56) وليس: قال علماء الإسلام وهذا لفظ أبي محمد بن قتيبة ليس (ابن قيم الجوزية).



57) مجيء: تجلي (القسطلاني).



58) من: طور (ابن قيم الجوزية).



59) من جبال فاران … إنزاله التوراة: إضافة في هامش الأصل.



60) بطور: من طور (ابن قيم الجوزية).



61) هكذا: كالذي (ابن قيم الجوزية).



62) وكذلك يجب: ويجب (القسطلاني).



63) وإشراقه: إشراقه (ابن قيم الجوزية/ القسطلاني).



64) المسيح: عيسى (القسطلاني).



65) على المسيح الإنجيل: الإنجيل على المسيح (ابن قيم الجوزية).



66) وكما: فكما (القسطلاني).



67) بالمسيح: إنزاله على المسيح الإنجيل (القسطلاني).



68) بإنزاله: إنزاله (ابن قيم الجوزية).



69) في جبال: وجبال (ابن قيم الجوزية).



70) وهي: هي (ابن قيم الجوزية).



71) وليس: قال وليس (ابن قيم الجوزية).



72) اختلاف: خلاف (ابن الجوزي/ ابن قيم الجوزية)؛ في ذلك اختلاف (القسطلاني).



73) وليس: فليس (ابن قيم الجوزية).



74) ينكر: ذلك (ابن قيم الجوزية).



75) ليس: أليس (ابن قيم الجوزية/ القسطلاني).



76) إبراهيم: الله (القسطلاني).



77) وهو ما: وهما (ابن قيم الجوزية).



78) الإسلام: دين الإسلام (ابن قيم الجوزية).



79) إشارة إلى سورة الأعراف: 7.



80) ومن: قال ومن (ابن الجوزي).



81) أخو: إخوة (ابن قيم الجوزية).



82) بكر: -، الأصل، والإضافة عن (ابن الجوزي).



83) وبنو تغلب إخوة بني بكر: وبنو بكر إخوة بني تغلب (ابن قيم الجوزية).



84) لو قال لرسوله: ولو قلت لرجل (ابن قيم الجوزية).



85) يجب أن يأتيه: الواجب أن يأتيك (ابن قيم الجوزية).



86) يجب أن: إضافة في هامش الأصل.



87) ولا يجب أن يأتيه برجل: لا بواحد (ابن قيم الجوزية).



88) ومن: قال ابن قتيبة ومن (ابن الجوزي).



89) والقديس من: وظهر القدوس على (ابن قيم الجوزية).



90) وقال: قال وقال (ابن الجوزي).



91) تضيء لنوره الأرض وتُحْمَل: وأنارت الأرض لنوره وحملت (ابن قيم الجوزية).



92) وزادني: قال ابن قتيبة وزاد (ابن قيم الجوزية).



93) قسيك: فسيك، الأصل



94) هذا المقطع الذي يمكن العثور عليه أيضا في كتاب ابن ربن الطبري "الدين والدولة" يمكن أن نعثر عليه لدى الطبري 1923، 103 [وستترع في قسيك إغراقا وتراعا وترتوي السهام بأمرك يا محمد ارتواء]، وفي الطبري 1922، 119. على أن معناه يبقى غامض الدلالة. انظر أيضا: Adang 1996, 269, n. 4: وهي تقدم الترجمة التالية للنص المذكور: ‘You shall be exceedingly filled in your bows, and the arrows shall be drenched at your command, o praised one (muhammad).’



95) -$ غير نبيّنا: غيره (ابن قيم الجوزية).



96) أحمد: هذا (ابن قيم الجوزية).



97) ومن: قال ابن قتيبة ومن (ابن الجوزي).



98) ومِن ذكر شعيا له قال شعيا عن الله: في كتاب إشعياء أيضًا (ابن قيم الجوزية).



99) خيرتي رضى: وخيرتي ورضى (ابن قيم الجوزية).



100) وترجمه آخر فقال: أو قال (ابن قيم الجوزية).



101) وحيي: روحي (ابن قيم الجوزية).



102) عدلي: عدله (ابن الجوزي).



103) العيون: العمي (ابن قيم الجوزية).



104) الهوى: الموتى، مع تصحيح في هامش الأصل.



105) ركن المتواضعين: ركن للمتواضعين (ابن قيم الجوزية).



106) إشارة إلى سورة التوبة (9): 32 وغيرها.



107) العذرك: المعذرة (ابن قيم الجوزية).



108) بالنسبة إلى استعمال ابن قتيبة لأشعيا 4.42 ينظر: Bacher 1895, 309-10.



109) ومثل هذا … كعب قال: ومنه قول الكعب (ابن الجوزي).



110) فيما يخص مفهوم التوراة الحديثة/التوراة المحدثة ينظر: Hamdan 1421/2000.



111) ويملأونك: مع تصحيح فوق السطر، الأصل



112) ومن: قال ابن قتيبة ومن (ابن الجوزي).



113) وقال: قال وقال (ابن الجوزي).



114) يذهب بيكر (1895، 310) إلى أن هذا اقتباس لسفر تثنية الاشتراع 33. 12.



115) ومن: قال ابن قتيبة ومن (ابن الجوزي).



116) ذكر: قول (ابن قيم الجوزية).



117) الرب: الله (ابن قيم الجوزية).



118) حديثًا: جديدًا (ابن قيم الجوزية).



119) وشدد: وسدد (ابن قيم الجوزية).



120) لينتقموا لله: وينتقم بهم (ابن قيم الجوزية).



121) فمن: قال ابن قتيبة فمن (ابن الجوزي).



122) وفي: قال ابن قتيبة وفي (ابن الجوزي).



123) وفي مزمور آخر تقلد: قول داود ومن أجل هذا بارك الله عليك إلى الأبد فتقلد (ابن قيم الجوزية).



124) بالسيف: السيف (ابن الجوزي)؛ لأن البهاء لوجهك والحمد الغالب عليك اركب كلمة الحق وسمت التأله (ابن قيم الجوزية).



125) فمن: وليس (ابن قيم الجوزية).



126) من الأنبياء غير نبيّنا: بعد داود من الأنبياء سوى محمد (ابن قيم الجوزية).



127) ومن: وهو الذي (ابن قيم الجوزية).



128) ومن قرنت: وقرنت (ابن قيم الجوزية).



129) فإما: إما (ابن قيم الجوزية).



130) وإما: أو (ابن الجوزي).



131) وإما: أو (ابن الجوزي).



132) ونحوه: وهذا مطابق (ابن قيم الجوزية).



133) بالرعب: مسيرة شهر (ابن قيم الجوزية).



134) وفي: وقال وفي (ابن الجوزي)؛ قول داود في (ابن قيم الجوزية).



135) ضرب: وضرب (ابن قيم الجوزية).



136) ومحمودًا: ومحمود (ابن قيم الجوزية).



137) وفي: قال وفي (ابن الجوزي).



138) وفي مزمور آخر من صفته: وقال في صفته (ابن قيم الجوزية).



139) إنه يجوز: ويجوز (ابن قيم الجوزية).



140) تخر: لتخر(ابن قيم الجوزية).



141) بالقرابين: الفرس (ابن قيم الجوزية).



142) الملوك: الأمم (ابن الجوزي/ ابن قيم الجوزية).



143) لأنه يخلص: ويخلص (ابن قيم الجوزية).



144) بالضعفاء والمساكين: بالمساكين والضعفاء (ابن قيم الجوزية).



145) فمَن: قال ابن قتيبة فمن (ابن الجوزي).



146) وفي: قال وفي (ابن الجوزي).



147) وفي موضع آخر من الزبور قال داود: قوله في الزبور لداود سيولد لك ولد أُدعى له أبا ويدعى لي ابنًا (ابن قيم الجوزية).



148) حتى: كي (ابن قيم الجوزية).



149) يقترح بيكر (1895، 310) أن يكون الأمر يتعلق بترجمة للمزمور 9. 20. فيما يخص مثل هذه الاستشهادات المزيفة، انظر: Adang 1996, 272, n. 6.



150) قبلهما بأحقاب: قبل ظهورهما بزمن طويل (ابن قيم الجوزية).



151) أن قومًا: أنهم (ابن الجوزي).



152) لمزيد من الاطلاع على أنظار هذه الاستشهادات المنحولة، انظر: Adang 1996, 272, n. 6. لعلم داود أن قومًا سيدعون للمسيح ما ادّعوا: ليس إلهًا وأنه ابن البشر ولا ابن خالق البشر، فبعث الله هادي الأمة وكاشف الغمة، فبين للأمم حقيقة أمر المسيح، وأنه عبد كريم ونبي مرسل، لا كما ادعته فيه النصارى، ولا كما رمته به اليهود (ابن قيم الجوزية).



153) وفي: قال وفي (ابن الجوزي)؛ وقوله في نبوة (ابن قيم الجوزية).



154) لصاحبه: للآخر (ابن الجوزي).



155) المنجرة: للحبر (ابن قيم الجوزية).



156) وصاحب: قال فصاحب (ابن الجوزي).



157) محمد صاحب الحمار: وراكب الجمل هو محمد وهو أشهر بركوب الجمل من المسيح بركوب الحمار وبمحمد سقطت أصنام بابل لا بالمسيح ولم يزل في إقليم بابل من يعبد الأوثان من عهد إبراهيم الخليل إلى أن سقطت بمحمد (ابن قيم الجوزية). انظر لمزيد تفصيل عن هذا المقطع من الكتاب المقدس: Bashear 1991.



158) ذكر المسيح النبيّ: قال ابن قتيبة فأما ذكر النبيّ صلى الله عليه (ابن الجوزي). 



159) في الإنجيل: قال المسيح: ما في الإنجيل أن المسيح قال (ابن قيم الجوزية).



160) أذهب: ذاهب (ابن قيم الجوزية).



161) وفي: قال وفي (ابن الجوزي).



162) حكاية: إنجيل (ابن قيم الجوزية).



163) وفي: قال وفي (ابن الجوزي).



164) حكاية أخرى: موضع آخر (ابن قيم الجوزية).



165) وقال: وفي موضع آخر (ابن قيم الجوزية).



166) سائل: له (ابن قيم الجوزية).



167) بارقليطًا: بارقليط، الأصل.



168) حكاية أخرى: موضع آخر (ابن قيم الجوزية).



169) ابن البشر: إن البشير (ابن الجوزي).



170) الأسرار: بالأسرار (ابن الجوزي/ ابن قيم الجوزية).



171) وهذه: قال ابن قتيبة وهذه (ابن الجوزي)؛ قال أبو محمد ابن قتيبة (ابن قيم الجوزية).



172) نقل الإنجيل عن المسيح: نقلها عن المسيح في الإنجيل (ابن قيم الجوزية).



173) من: من ألفاظ (ابن قيم الجوزية).



174) وإما محمود وإما محمد وما أشبه: أو محمد أو محمود أو حامد أو نحو (ابن قيم الجوزية).



175) نعطيس: الى، الأصل.



176) وفي: قال ابن قتيبة وفي (ابن الجوزي).



177) وفي إنجيل في متى: قوله في إنجيل متى (ابن قيم الجوزية).



178) هو الآتي: إيل (ابن قيم الجوزية).



179) فأجابه المسيح وقال: فقال المسيح (ابن قيم الجوزية).



180) أن ألياهو: فإن إيل (ابن قيم الجوزية).



181) فليسمع: فليستمع (ابن قيم الجوزية).



182) وليس: قال ابن قتيبة وليس (ابن الجوزي).



183) وإيل…سيناء: وهذه بشارة بمجيء الله سبحانه الذي هو إيل بالعبرانية ومجيئه هو مجيء رسوله وكتابه ودينه كما في التوراة جاء الله من طور سيناء (ابن قيم الجوزية).



184) ذكر: قال ابن قتيبة ذكر (ابن الجوزي).



185) والحرم والبيت: والبيت والحرم (ابن الجوزي).



186) في كتاب شعيا: قول إشعيا في موضع آخر (ابن قيم الجوزية).



187) ستمتلئ: ستملأ (ابن قيم الجوزية).



188) قصور آل: قصورًا إلى (ابن قيم الجوزية).



189) ويبثون تسبيحه: ويثنون بتسبيحه (ابن قيم الجوزية).



190) أقاصي: أقصى (ابن قيم الجوزية).



191) وبنو: قال ابن قتيبة وبنو (ابن الجوزي).



192) قيذار: قيدر، الأصل.



193) قيذار: قيذر، الأصل.



194) للحج: إلى الحج (ابن قيم الجوزية).



195) وهو نحو قول الله: وهذا مطابق لقوله (ابن قيم الجوزية).



196) وفي: وقال في (ابن الجوزي). 



197) وفي موضع آخر من كتاب شعيا: قول إشعيا في موضع آخر (ابن قيم الجوزية).



198) فيأتون: يأتون (ابن قيم الجوزية).



199) من: نحو (ابن قيم الجوزية).



200) يبعث: بعث (ابن قيم الجوزية).



201) خراسان ومن صاقبها: أهل خراسان وما صاقبها (ابن الجوزي)؛ أهل المشرق (ابن قيم الجوزية).



202) ومثل: وقوله ومثل (ابن قيم الجوزية).



203) برجليه: إضافة في هامش الأصل.



204) يريد…بالبيت: إما أن يراد به الهرولة بالطواف والسعي وإما أن يراد به رجالٌ قد كلت أرجلهم من المشي(ابن قيم الجوزية). 



205) وقال: قال ابن قتيبة وقال (ابن الجوزي).



206) وقال في ذكر الحجر المسلم قال شعيا: قول إشعيا في ذكر الحجر الأسود (ابن قيم الجوزية).



207) السيد: والسيد (ابن قيم الجوزية).



208) ها أنا ذا: أنذا (ابن قيم الجوزية).



209) مكرمة: ركن منه (ابن قيم الجوزية).



210) فيما يخص هذا الإيراد على هذا الوجه لهذا الاستشهاد، انظر أيضا: Bacher 1895, 311.



211) يُلثم ويستلم: يستلم ويُلثم (ابن الجوزي).



212) وقال شعيا: قوله أيضًا (ابن قيم الجوزية).



213) إذ لم: ولم (ابن قيم الجوزية).



214) فشبّه مكة بامرأة عاقر: ويعني بالعاقر مكة لأنها (ابن قيم الجوزية).



215) النبي: محمد النبي (ابن قيم الجوزية).



216) يكون أراد: يريد (ابن قيم الجوزية).



217) ومهبط: ومعدن (ابن قيم الجوزية).



218) الوحي: وقد ولد أنبياء كثيرًا (ابن قيم الجوزية).



219) وفي شعيا أيضًا من ذكر مكة: قول إشعيا في مكة أيضًا (ابن قيم الجوزية).



220) والقلاع: وان القلاع (ابن قيم الجوزية).



221) ونعمتي: ورحمتي (ابن قيم الجوزية).



222) لا: فلا (ابن قيم الجوزية).



223) سمى: سماها (ابن قيم الجوزية).



224) تسرّين: تشرقون (ابن قيم الجوزية).



225) ويتّسع: وليتسع (ابن قيم الجوزية).



226) وقيذار هو أبو النبيّ وهو أخو نباوث: وقيذار جد النبي وهو أخو نبت بن إسماعيل (ابن قيم الجوزية). 



227) ولا: لا (ابن قيم الجوزية).



228) وفي: وقال أيضًا وفي (ابن الجوزي).



229) وفي موضع آخر من شعيا: قوله في نبوة إشعياء إنه قال عن مكة (ابن قيم الجوزية).



230) من: ما (ابن الجوزي)/ (ابن قيم الجوزية). 



231) تستبهجين: فتستبهجين (ابن قيم الجوزية).



232) أنه تميل: أن الله تعالى يصير (ابن قيم الجوزية).



233) تعمرك: تعمّ بك (ابن قيم الجوزية).



234) القطرات: المقطرات (ابن قيم الجوزية).



235) قاذار: فاران (ابن قيم الجوزية).



236) رجالات نباوث: رجال نباوت (ابن قيم الجوزية).



237) يعني: يريد (ابن قيم الجوزية). 



238) البيت: الكعبة (ابن قيم الجوزية).



239) إنهم من ولد نباوث بن: وهم أولاد نبت ابن (ابن قيم الجوزية).



240) ذكر: قال ابن قتيبة ذكر (ابن الجوزي).



241) ذكر طريق مكة في شعيا: قول إشعياء أيضًا لمكة (ابن قيم الجوزية).



242) كرامة: إضافة في هامش الأصل.



243) الكرمال: الكنزمال (ابن قيم الجوزية).



244) وكرمال ولبنان: وهما (ابن قيم الجوزية).



245) بالحج والنبي: بالنبي وبالحج (ابن قيم الجوزية).



246) في البادية: بالبادية (ابن قيم الجوزية).



247) الفيافي: بالفيافي (ابن قيم الجوزية).



248) الحرام: الحرم (ابن قيم الجوزية).



249) وفي كتاب حزقيل أنه ذكر معاصي بني إسرائيل وشبّههم بكرمةٍ عداها فقال: قول حزقيل في صحفه التي بأيديهم يقول الله  بعد ما ذكر معاصي بني إسرائيل وشبّههم بكرمة غذاها وقال (ابن قيم الجوزية).



250) لم: ما (ابن الجوزي).



251) عن: على (ابن قيم الجوزية). 



252) تلك: الكرمة (ابن قيم الجوزية).



253) وذكر: قال ابن قتيبة وذكر (ابن الجوزي).



254) على: في (ابن الجوزي).



255) ذكر: قال ابن قتيبة ذكر (ابن الجوزي).



256) كدياس: دياس (ابن قيم الجوزية).



257) مؤترة: موتورة (ابن قيم الجوزية).



258) الملحمة: وهذا إخبار عما حلّ بعبدة الأوثان من رسول الله  وأصحابه يوم بدر ويوم حنين وفي غيرها من الوقائع (ابن قيم الجوزية). 



259) فهذا: قال ابن قتيبة فهذا (ابن الجوزي).



260) لأن: وهذا (القسطلاني).



261) مشفحا: مشفح (القسطلاني).



262) ومشفح: قال أبو محمد ابن قتيبة مشفح (ابن قيم الجوزية).



263) يقولون: يقولن (القسطلاني).



264) لالاها: لاها (ابن قيم الجوزية/ القسطلاني).



265) محمد: بغير شك (ابن قيم الجوزية).



266) له هذه الصفات: هذه الصفات له (القسطلاني).



267) خرت: خرجت له (القسطلاني).



268) بين: من بين (القسطلاني).



269) لطاعته: له (القسطلاني).



270) ولو: قال ابن قتيبة ولو (ابن الجوزي)؛ على أنا لو (القسطلاني).



271) نأت: يكن (ابن الجوزي).



272) الأنباء والقصص: الأخبار (ابن الجوزي).



273) مما: فيما (القسطلاني).



274) ما أودعها من ذكره: ذلك (القسطلاني). 



275) ويقول: حكايةً (القسطلاني).



276) مبشرًا: إضافة في هامش الأصل.



277) وقال: ويقول (القسطلاني). 



278) وقال … الكتاب: وكانوا يقولون لمخالفيهم عند القتال هذا نبي قد أظل مولده ويذكرون من صفته ما يجدون في كتابهم فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به حسدًا وخوفًا على الرياسة ويحتمل أنهم كانوا يظنون أنه من بني إسرائيل فلما بعثه الله من العرب من نسل إسماعيل عظم ذلك عليهم وأظهروا التكذيب فلعنة الله على الكافرين (القسطلاني).



279) يجوز: جاز لرسول الله  (ابن الجوزي). 



280) ويحيل بذلك: ثم يحيل ذلك (القسطلاني).



281) وفي: وما في (القسطلاني).



282) وأيضًا: أوليس (القسطلاني).



283) ولما: وقد (القسطلاني). 



284) ويقوي: الأصل.



285) [40] [24] قلت: وما زال أهل الكتاب يعرفون رسول الله  بصفاته ويقرّون به ويعدون بظهوره، ويوصون أهاليهم بالإيمان به، فلما ظهر آمن عقلاؤهم وحمل الحسدُ آخرين على العناد كحيي بن أخطب وأبي عامر الراهب، وأمية بن أبي الصلْت، وقد أسلم جماعة من علماء متأخري أهل الكتاب وصنّفوا كتبًا يذكرون فيها صفاته التي في التوراة والإنجيل، فالعجب ممن يتيقن وجود الحقّ ثم يحمله الحسد على الرضا بالخلود في النار (ابن الجوزي)



286) عزير؟: الأصل



287) اختلفوا: الأصل



288) الشتم: شره إضافة في هامش الأصل



289) عزير؟: الأصل. 



290) لذم؟: ام، الأصل



291) هنا سقطت قطعة من المتن.

المصدر: http://tafahom.om/index.php/nums/view/7/149

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك